بعد أكثر من شهرين من البداية التدريجية لترتيب بيت حزب جبهة التحرير الوطني من إنتخاب أمين عام جديد و الذي جاء بعد مخاض عسير و عقد دورتين للجنة المركزية لا يزال الصمت مخيم على المكتب السياسي هذه المسألة التي أثارها جميعي في أول ندوة صحفية عقدها بعد يوم واحد من اعتلائه الأمانة العامة للحزب بقوله :”إن المكتب السياسي سوف ينبثق عن مشاورات حقيقية مع قيادة الحزب واطاراته والتي سوف تخرج بمكتب سياسي متوازن على كل الأصعدة سيعرض على اللجنة المركزية وإذا كانت لديها تحفظ نعيد الكرة حتى نخرج بمجموعة توافقية لحل للازمة الراهنة”. لتركن الأمور بعدها جانبا ولاحديث عن تشكيلة المكتب السياسي منذ الفاتح ماي الماضي .
لا تزال مسألة المكتب السياسي مسكوت عنها في حزب جبهة التحرير الوطني بعد أخر تشكيلة كان قد عينها الأمين العام السابق جمال ولد عباس قبل أن يحل بعد إستقالته و يعين معاذ بوشارب منسقا للحزب و يعوض المكتب السياسي بهيئة تسيير الحزب مشكلة من بعض القيادات السابقة في محاولة من هذا الأخير لترتيب البيت ولم الشمل ليعزل بوشارب من الحزب و تلتئم اللجنة المركزية بعد أكثر من سنتين و تنتخب محمد جميعي أمينا عام لحزب جبهة التحرير الوطني هذا الأخير الذي تحدث عن المكتب السياسي مرة واحدة في أول خرجه له بفتح مشاورات حول الأمر و يغض الطرف عن الموضوع و يتفرغ لتنصيب لجان الحزب من لجنة الإنضباط المركزية و الإستشراف و بعدها لجنة العقلاء في انتظار تنصيب اللجان الأخرى .
المحلل السياسي عامر رخيلة:
“تنصيب المكتب السياسي في الأفلان يكون بالتعليمات الفوقية”
واعتبر المحلل السياسي عامررخيلة أن ميلاد المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني ليست بالأمر القريب فيعدما كانت مؤجلة بسبب إنشغال الأفلان بالظفر برئاسة البرلمان و ركن هذا الملف جانبا تفاديا لما يعيق هذا المسعى سيما و أن لقب الرجل الثالث في الدولة كان أفلانيا في كل مرة و لا مجال للمنافسة على هذا المنصب غير أن الأمور سارت عكس ذلك وتعبد الطريق و منح التزكية بالأغلبية لإحدى الشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي و أضاف أن التأجيل سيطال هذا الملف أيضا و يركن لشهرين و يفتح مع الدخول الإجتماعي المقبل.
وأضاف رخيلة في تصريح ل ” الجزائر ” أمس أن جميعي أراد أن يبعد الصداع عن نفسه سيما وأن تشكيلة المكتب السياسي ليست بالمهمة السهلة وستكون هناك حرب مناصب في هذا المكتب الذي سيسيل لعاب الكثير من القيادات للأهمية الإستشارية التي يقوم بها و قال :” في السابق كان جميعي منشغلا بقضية كيفية وصوله لرئاسة المجلس الشعبي الوطني بعدما كان من أبرزالمرشحين لخلافة بوشارب غيرأن الأمورلم تكن لصالحة ورجحت كفة أحد الإسلاميين لتولي هذا المنصب وتم دفع الكتل البرلمانية لتزكيته بالأغلبية لهذا لم تثر مسألة المكتب السياسي تفاديا لأي خلافات أوعدم توافق على تشكيلة هذا المكتب و رغبة في تعبيد الطريق للوصول لرئاسة الغرفة السفلى ” و أضاف :” غير أن الأمور في نظري ستطول أيضا و ستؤجل المسألة لغاية الدخول الإجتماعي المقبل إن لم تؤجل لغير ذلك “.
و أكد ذات المتحدث أن فتح مسألة المكتب السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني سيعقد من مهمة الأمين العام الحالي و الباحث عن ترتيب البيت كما أعتقد أن الأمر مرتبط بتلقي الضوء الأخضر لتشكيل هذا المكتب بعدما سبقه الضوء ذاته لترتيب البيت و إنتخاب أمين العام و الذي فشلت دورة اللجنة المركزية الأولى في الكشف عن هويته فيما تسهيل الأمور في الدورة الثانية .
القيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني كمال بوشامة:
“الأفلان لا ينقصه مكتب سياسي بل يجب أن يوضع في المتحف”
ومن جانبه أكد القيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني كمال بوشامة أن الوضعية الكارثية و الغير مسبوقة التي يعيشها حزب الأفلان تقتضي إعادة بنائه أو وضعه في المتحف سيما في ظل مطالب الحراك الشعبي التي تطالب بحل كافة الأحزاب السياسية وعلى رأس القائمة حزب جبهة التحرير الوطني و التي لطخوها – على جد تعبيره- بالمؤمرات والتحالفات و الإنشقاقات .
وأضاف بوشامة أن حزب الأفلان لا ينقصه مكتب سياسي ولاغيرها من هياكل الحزب فإما إعادة ترتيب بيته بطريقة تعيده لسابق عهده بعيدا عن ” مسمى ” الجهاز أو “المطية ” للوصول للأهداف السياسية وإما إدخالة المتحف هذه الجملة الأخيرة التي قال إنها آثارت جدلا كبيرا سيما بعد أن وضعها عنوان لمؤلفه أصدره سنة 2008 “جبهة التحرير ..إعادة التأسيس أو المتحف ”
وقال:”والله أستغرب ممن لا يزالون يتحدثون عن الأفلان الحالي ويعطونه أكثرمن حجمه في الوقت الذي كان يفترض أن تحال هذه التشكيلة السياسية على المتحف منذ فترة طويلة من باب المحافظة عليه وعلى تاريخه النضالي المشرف وتفاديا للحالة التي وصل لها اليوم والتي هي كارثية ولا تليق بسليل جبهة التحريرالوطني “وأضاف :” الفساد دخل الأفلان مع الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم ومنذ ذلك الحين دخل الحزب في نفق آخر غير الطريق الذي رسم له منذ تأسيسه ليصل اليوم للحالة التي هي عليه اليوم حتى يطالب الشعب بحله بصفة نهائية ولم تشفع له حتى المطالبة ب”المغفرة” من طرف الأمين العام الحالي .”
زينب بن عزوز