قال الممثل سيدعلي رباحي أن شخصية مثل الأمير عبد القادر، لا تستطيع إلا أن تحترمها، لها حضورها التاريخي والروحاني الكبير، لها موقعها الكبير عند الجزائريين، وأن تجسيد هذه الشخصية التاريخية الثقيلة في فيلم، تجعلك لا تستطيع أن تستخدم خيالك كي تسابق في قيمة الشخصية، يكفي أن تذهب إلى نوع من العفوية، مضيفا أنه هناك نوعان من العفوية بالنسبة له في التمثيل، وهما: العفوية العشوائية والعفوية المشفوعة بالمعرفة.
وأثنى ذات الممثل في منشور على حسابه الشخصي عبر “الفيس بوك”، على المخرج علي عيادي على الثقة التي وضعها فيه من أجل تجسيد شخصية الأمير عبد القادر في الفيلم الوثائقي الروائي تحت عنوان: “السجناء الجزائريين في جزيرة سانت مارغوري” الذي انتهى تصويره منذ أيام فقط، والذي كانت شخصية الأمير عبد القادر، من ضمن الشخصيات التي تناولها العمل.
وأبرز رباحي، أنه سلمه نفسه لروحانية الشخصية وطهرانيتها ولقيمتها العظمى، حيث كان مطلوبا منه أن يكون روحانيا إلى أقصى حد، وقام بمراقبة جسده جيدا بالمعرفة كي لا يشتغل حركات لا تليق بوزن الشخصية النوعي، معتبرا أنه وحسب الإنطباعات الأولية كان موفقا.
وقد كان تصوير الفيلم الوثائقي الطويل الموسوم “السُجناء الجزائريين في جزيرة سانت مارغوريت” للمخرج علي عيادي، إنتاج: شركة “تالا فيلم” أو “talafilm“، بين الجزائر وفرنسا، وقد أنجر العمل في إطار الاحتفال بستينية الاستقلال.
يذكر أنه، أثناء فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، نفت السلطات الاستعمارية آلاف الجزائريين إلى عديد أصقاع الأرض، وكانت جزيرة سانت مارغريت في فرنسا واحدة من هذه المناطق، فالجزيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط قبالة مدينة “كان” الفرنسية، كانت سجنا نفت إليه فرنسا الإستعمارية آلاف الرجال والنساء والأطفال، دون محاكمة، وذلك خلال الفترة بين 1841 و1884، وكان أغلب هؤلاء السجناء كانوا سياسيين، ومنهم حوالي 800 واحدا من زمالة الأمير عبد القادر التي تم نفيها إلى هذه الجزيرة في 26 جوان 1843.
صبرينة ك