جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
في ثاني أيام منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته السّادسة عشر، كان الموعد أول أمس مع عرضين مسرحيين دخلا المنافسة الرسمية، وهما “تراب الجنون” للمخرج مختار حسين، نصّ: هشام بوسهلة، إنتاح المسرح الجهوي بن دهينة محفوظ بشّار، ومسرحية “استراحة المهرجين” للكاتب نور الدين عبة ترجمة علاوة جروة، إخراج وحيد عاشور، إنتاج المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني قسنطينة.
“تراب الجنون”… عن معاناة الطبقة الكادحة إبان الإستعمار
“تراب الجنون” للكاتب هشام بوسهلة والمخرج مختار حسين أول عمل للمسرح الجهوي لبشار الذي أنشأ حديثا ضمن عروض ستينية الاستقلال، يتناول على مدار65 دقيقة قصة مجموعة من العمال في منجم للفحم تعود ملكيته لأحد المستوطنين إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر. وداخل هذا المنجم تدور قصة الصراع بين الخير والشر، وتتصارع المصالح بين صاحب المنجم المعمر الفرنسي وبين العمال البسطاء، رودريغو الاسباني ومامادو الإفريقي والشعال والمانكو(العميل) السانديكا (النقابة) والثوري المجاهد شخصيات مسجونة داخل هذا المنجم الذي تتداخل به الأحداث ويحتدم الصراع بين الحق والباطل، العبودية والحرية، الأنانية، المصلحة، الاستغلال، والوعي بضرورة العمل على التحرر من قبضة المستغل، وفي قمة الصراع يقع انفجار داخل المنجم فتتغير المعطيات ويتحول الصراع من أجل التحرر إلى صراع من أجل الحياة وهنا يظهر أن الوحدة والتضامن والاتحاد والعمل الجماعي هو السبيل لإنقاذ العالقين تحت الركام والجرحى، ولكن بدل أن يبحث المسجونون داخل نفق المنجم عن حل للخروج من العتمة يغرقون في الصراع مع بعضهم البعض .
طاقم العمل: مصمم السينوغرافيا نور الدين بعطوش، وساعد في الإخراج كل من قادري أحمد وأحمد جابر والكوريغرافيا فكانت لحسن الشريف. وجسد أدوار العرض عشرة ممثلين من بينهم هشام قرقاح ويونس حشلاف وبشير السالمي وعبد المجيد زناني وشاهيناز مصالي وعبد الكريم زبيري.
“استراحة المهرجين”… عن لبس الطغاة لأقنعة الإنسانية
في السياق، تم عرض مسرحية “استراحة المهرجين” للكاتب نور الدين عبة ترجمة علاوة جروة، إخراج وحيد عاشور، وهو عمل يسلط الضوء على ممارسة التعذيب إبان الحقبة الاستعمارية، حيث يستذكر قسوة واحتقار المحتل الفرنسي، ذروته بتحويل شخصيات مهرجين كان يفترض أن ترفه وتجلب الفرح والابتسامة إلى جلادين ومجرمين، فعلى مدار 90 دقيقة في مكان يقع في ثكنة للجيش الاستعماري، حيث كانت مجموعة من الجنود الفرنسيين متنكرين في زي مهرجين تستعد لتقديم عرض لإقامة علاقات جديدة مع السكان الجزائريين بهدف تحسين سمعتهم وإظهار إنسانيتهم التي لم يشرفوها قط.
وبينما كان الجنود يتدربون في أحد مقراتهم المخصصة لممارسة التعذيب، تردهم معلومة مفادها إيداع قنبلة في مكان عام غير معروف يتردد عليه الفرنسيون كثيرا، ويتم القبض على رشيد المعروف باسم “راد صن” (الشمس الحمراء) و هو كيميائي يتظاهر بأنه سباك، و بحوزته زجاجة نبيذ كان قد فخخها و قد تنفجر عند فتحها.
وبعد أن نجح في خداع يقظة جلاديه، أدخل هذا الكيميائي الشاب القنبلة إلى الثكنة حيث استطاع بشجاعة تجاوز سلسلة من الاستجوابات خضع لها تحت التعذيب.
طاقم العمل يضم كل من سينوغرافيا: إيمان بلحاج مصطفى، موسيقى: منير قابوش، والممثلين: مراد فيلالي، أحمد حمامص، أسامة تليلاني، نبيل مساهل، ريم بن زقوتة، رامي منتوري، رفيق بلحمادي وعبد الحميد ليتيم في أداء أدوارهم ببراعة.
صبرينة ك