ألقت الحراك الذي تعرفه الجزائر في الآونة الأخيرة بظلاله على الأحزاب السياسية من الموالاة التي يغرق البعض منها في أزمات داخلية وانشقاقات والحديث عن تصحيحيات في الوقت الذي استغلت أحزاب المعارضة الفرصة لبعث مشاريعها السابقة ممثلة في مزافران
لم تسلم أحزاب الموالاة مما تعيشه البلاد من حراك شعبي والتي قلبت قرارات الرئيس الأخيرة بتأجيل الرئاسيات ولا وجود لعهدة الخامسة موازينهم رأسا على عقب وأخلطت أوراقهم بعدما كانوا يعتقدون أن الأمور محسومة سلفا وبخاصة بإعلان الرئيس ترشحه غير أن الحراك الشعبي المناهض للاستمرارية غير المعادلة وتسبب في أزمات داخلية لديها من حزب جبهة التحرير الوطني الذي منتخبي الحزب من المجلس الشعبي لبلدية الأربعاء ناث إيراثن بولاية تيزي وزو و قبلها بلدية تيزي غنيف وبني دوالة عن استقالتهم من الحزب ودعم مطالب الشعب والتنديد بسياسة الحزب وما صاحب الأمر من موجة غضب من طرف المحافظين وأمناء القسمات والمطالبين برحيل منسق هيئة تسيير شؤون الأفالان غير الشرعي معاذ بوشارب في الوقت الذي يستعد خصومه لإيداع دعوة استعجالية لدى مجلس الدولة لمنع الترخيص بأي نشاط لهيئة التسيير التي يعتبرونها غير شرعية ويتهمونها بانتحال الصفة الأمر الذي دفع بمعاذ بوشارب لعقد لقاء اليوم مع المحافظين ونواب البرلمان لدراسة مستجدات الساحة السياسية والرد على الانتقادات التي تطال الحزب مؤخرا خاصة أنها حملته جزءا كبيرا من المسؤولية حول ما تعيشه البلاد و اللقائين سيدرسان التحضيرات الخاصة بالمؤتمر الاستثنائي.
وليس غريم الأفالان الأرندي بأفضل حال بحيث أعلن العديد من المنتخبين استقالتهم من الحزب قبل أن يخرج الأمين العام للحزب أحمد أويحيى عن صمته أول أمس والتي حيا فيها جميع المطالب السلمية للشعب الجزائري وشدد على ضرورة الاستجابة لها وقال إنه انه لا شيء أغلى من إنقاذ الجزائر من أية أزمة أو مأزق و يجري حديث بالموازاة مع ذلك عن تصحيحية تطرق باب الأرندي تقودها بعض القيادات المطالبة برحيل أحمد أويحيى من على رأس الأمانة العامة.
بحث في فائدة “تاج” و”الأمبيا” ولا حديث عن التحالف الرئاسي
وفي الوقت الذي خرجت فيه أزمة حزب جبهة التحرير للعلن في ظل الانشقاقات والاستقالات الجماعية والإعلان عن الانضمام للحراك الشعبي الأمر ذاته عاشه غريمه الأرندي بإعلان العديد من المنتخبين انسحابهم لا يزال حزبا تجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية يلتزمان الصمت في ظل المستجدات السياسية التي تعيشها البلاد ودخلا في مرحلة سبات عميق منذ آخر بيانين ثمنا فيهما قرارات الرئيس الأخيرة المتضمنة في رسالته للأمة يوم 11 مارس والتي أعلن فيها عن تأجيل الانتخابات الرئاسية وعدهم ترشحه لعهدة رئاسية جديدة و لم يخرج رئيسا الحزبين عمار غول وعمارة عن صمتهما منذ بداية الحراك الشعبي المناهض للعهدة الخامسة غير أن المكلف بالإعلام لحزب تاج نبيل يحياوي رفض الحديث عن غياب الحزب عن الساحة السياسية سيما في الوقت الحالي مؤكدا أن قيادات الحزب تلتقي بصفة يومية لمناقشة أمور البلاد مع اجتماع للمكتب السياسي وفند بالموازاة ما يثار عن استقالات وانشقاقات في حزب تجمع الجزائر على عكس ما يتم الترويج له خلط أوراق أحزاب الأغلبية غيبت الحديث عن التحالف الرئاسي الذي لم يعد الحديث عنه موجودا سيما مع تصريحات المكلف بالإعلان للأفالان مؤخرا أن حزبه سيدرس هذه المسألة و بقاء الأفالان فيه.
.. والمعارضة تكثف لقاءاتها
وفي الوقت الذي غابت فيه اللقاءات بين أحزاب التحالف الرئاسي منذ الحراك الذي عرفته الجزائر مؤخرا الرافض للعهدة الخامسة والمستمر كثفت أحزاب المعارضة من لقاءاتها في صورة أعادة للواجهة لقاءات مزافران وتنسيقية الانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة بحيث عقدت هذه الأخيرة 4 لقاءات منذ بداية الحراك الشعبي وهي الدعوة التي انطلقت من رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله في محاولة للوصول لمترشح توافقي قبل الرئاسيات التي كان منتظرا أن تجرى في 18 أفريل قبل أن يقلب الحراك الشعبي الرافض للاستمرارية والمطالب برحيل النظام بأكمله الموازين لتقلب هذه الأخيرة أجندتها تماشيا مع أجندة الشعب وتسانده في مطالبه غير أن اللقاءات الأربع لا تزال تدور في حلقة ومفرغة وتجتر نفس المخرجات دون أرضية واضحة ما عدا ردود الفعل على رسائل الرئيس ورفض المشاركة في الندوة الوطنية التي دعا لها والتأكيد على ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب والكف عن انتهاج سياسة الهروب للأمام غير أن الكثير من المتتبعين يرون أن استفاقة المعارضة اليوم ولقاءاتها متأخرة ولا جدوى منها سيما بعد ما فشلت سابقا ووضعت مزافران 1 و 2 و لقاءاتها حينها جانبا وفضلت مصالحها الحزبية الضيقة بالمشاركة في التشريعيات والمحليات الفارطة وعادت اليوم لإعادة بعث اجتماعها التاريخي اليوم بعد أن أعلت الشارع الجزائري عن رفضه لكافة الوجوه السياسية وتم طردهم من كافة المسيرات لتواصل هذه الأخيرة اجتماعاتها بعقد لقاء آخر هو الخامس يوم السبت المقبل.
زينب بن عزوز