توقفت “النيران الصديقة” التي لطالما أطلقتها بعض الجهات السياسية المقربة من السلطة اتجاه سياسات الحكومة على رأسها الوزير الأول أحمد أويحيى بعد تدخل رئيس الدولة على مرتين لكبح قرارين من أبرز قراراته الاقتصادية.
ذكرت مصادر عليمة أن أحزاب الموالاة على رأسها جبهة التحرير الوطني استقرت على وقف أي انتقاد لحكومة الوزير الأول أحمد أويحيى، وهذا بحجة تحقيق مبدأ ” التضامن بين الوزراء “، بما أن الجهاز التنفيذي متكون حاليا من وزراء جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، وتلقى دعما سياسيا داخل المجلس الشعبي الوطني من طرف حزبي عمار غول ” تجمع أمل الجزائر ” وعمارة بن يونس “الحركة الشعبية الجزائرية” وبعض الأحزاب الصغيرة إضافة إلى الأحرار.
والملاحظ لخطاب أحزاب السلطة في الأيام الأخيرة، سيقرأ بين السطور غياب تلك الإنتقادات غير المباشرة التي عادة ما تعرض لها الوزير الأول خاصة من طرف جمال ولد عباس الأمين العام لـ ” الأفلان” وعودة المياه إلى مجاريها بين “عمودي” السلطة، خاصة أن أويحيى اعترف بعد مدة من الصمت “الدبلوماسي” بوجود ” عرقلة ضد عمل حكومته ” من طرف جهات دعمها حزبه لمدة 20 سنة على حد قوله، في إشارة مباشرة إلى “الأفلان”. وفي نفس الإتجاه كبح وزير الطاقة السابق شكيب خليل سلسلة انتقاداته اللاذعة لخيارات أحمد أويحيى، ولم يرد على هذا الأخير عندما وصفه في ندوة صحفية تلت اجتماع المكتب الوطني لـ ” الأرندي ” بـ ” ناكر الخير ” في إشارة إلى الدعم الكبير الذي تلقاه شكيب خليل من طرف أويحيى شخصيا غداة عودته إلى الجزائر من الولايات المتحدة على خلفية إبطال المتابعات القضائية ضده في قضايا فساد لدى القضاء الجزائري.
وعقب حضوره مراسيم حفل تنصيب اللجنة الولائية بولاية المسيلة لإعداد حصيلة إنجازات الرئيس بوتفليقة منذ 1999، فند جمال ولد عباس ” وجود أي صراع أو سوء تفاهم بينه وبين الوزير الأول أحمد أويحيى “، واعتبر في المقابل أن هناك تغليط من قبل جهات تريد تعكير الأجواء. وأن علاقات صداقة واحترام وأخوة تربطه بين الأمين العام لـ “الأرندي” منذ التسعينيات، ولا وجود لأي عداوة بينهما، معتبرا ما يدور بينهما ” مجرد منافسة والرئيس بوتفليقة هو من يفصل بينهم، وفي نفس الإتجاه رفض رئيس حزب ” تجمع أمل الجزائر ” الخوض في قضية التراشقات والصراع الكلامي بين أحمد أويحيى وجمال ولد عباس، مؤكدا أن الطرفين ” مسؤولان عن تصريحاتهما وأن الكثير من الأمور مضخمة ومحل تجاذب سياسي “، مقدما حزبه ” تاج ” كأحد أحزاب السلطة داخل فضاء مشترك يجمعه مع باقي أحزاب الموالاة “، ومشيرا إلى تحضير ” تعاون قريبا بين هذه الأحزاب للتحضير للرئاسيات المقبلة “، قبل أن يعلن عمار غول تضامن تشكيلته السياسية مع الحكومة والوزير الأول وترك الأمر للرئيس بوتفليقة لتقييم وزيره الأول أحمد أويحيى.
وسبق للوزير الأول الحالي أويحيى أن نسق مع أحزاب الموالاة الرئيسية مباشرة بعد تعيينه على رأس الجهاز التنفيذي، خلفا لعبد المجيد تبون، وهي خطوة غير مسبوقة بما أنه طوال 5 سنوات من تسيير الوزير الأول السابق عبد المالك سلال للحكومات لم يجمع الموالاة مرة واحدة، وكان هدف أويحيى من تلك الخطوة تنسيق جهود الوزير الأول والمجموعات البرلمانية لأحزاب الموالاة داخل البرلمان من أجل دعم مخطط عمل الحكومة الذي أثار الكثير من الجدل بسبب ارتباطه بسياسات اقتصادية صعبة كالتمويل غير التقليدي ” طبع النقود ” لمواجهة سقوط أسعار النفط، وتدهور مداخيل الخزينة العمومية.
إسلام كعبش
الرئيسية / الوطني / بعد فترة من التراشقات بين الأفلان والأرندي:
الموالاة على قلب رجل واحد مع حكومة أويحيى
الموالاة على قلب رجل واحد مع حكومة أويحيى