الجمعة , نوفمبر 15 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / المحلي / وفاة شخصيين في إنهيار عمارة بالقصبة :
الموت تحت الأنقاض في بلد “العزة” ..

وفاة شخصيين في إنهيار عمارة بالقصبة :
الموت تحت الأنقاض في بلد “العزة” ..

– مواطنون يطردون زوخ وولاية الجزائر في عين الإعصار

استيقظ أمس سكان القصبة، على وقع انهيار طوابق عمارة بأكملها، أمام جامع كتشاوة بالعاصمة، مما أدى إلى وفاة شخصيين وبقاء آخرين تحت الأنقاض، وبالرجوع لهذه الحادثة تتأكد صحة التقارير التي تقول إن أغلب العمارات التي صنفت من قبل في الخانة البرتقالية قد مستها أضرار كبيرة، ما اضطر اللجنة إلى إعادة النظر بشأنها وتصنيفها في الخانة الحمراء.
وكانت اللجنة قد أحصت حوالي 40 عمارة عبر بلديات باب الوادي، القبة، الجزائر الوسطى، وادي قريش، بولوغين، الرايس حميدو وعين البنيان إلى حد الساعة، حيث أكد مصدر مسؤول أن العدد مرشح للارتفاع ما دام أن عملية التمحيص والتدقيق في حقيقة البنايات متواصل لحد الساعة.

وأعادت حادثة انهيار بناية في القصبة، الجدل حول ترميم مباني العاصمة الذي طرح أكثر من علامة استفهام عن نوعية وحقيقة الأشغال التي انطلقت رسميا في 2014 ومست العديد من العمارات الموجودة عبر بلديات العاصمة، بعد أن أُسندت المهمة إلى مؤسسة أجنبية.
يرى العاصميون أن العملية رغم أهميتها، إلا أنها لم تكن في مستوى الأموال الضخمة التي رصدتها الدولة، خاصة مع كترة الانهيارات التي تشدها العاصمة، فيما زاد بطء عملية الترميم الطين بلة، إذ يتساءل مواطنو المدينة عن المدة التي ستستغرقها عملية الترميم الخارجية لواجهة المباني، كما يتساءلون عن دور مصالح الرقابة، خاصة أن العيوب التي لمسوها في الأشغال واضحة والعملية لا ترقى إلى المستوى.
واستفادت العاصمة خلال سنة 2014، من مبلغ مالي إجمالي يقدّر بأكثر من مليار دج، خُصص لإعادة تأهيل آلاف السكنات القديمة والتي تتواجد في بلديات العاصمة الوسطى والتي يعود أغلبها إلى الحقبة الاستعمارية الأولى ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ضمن أهم وأكبر المشاريع التي تم تسجيلها في مدوّنة برامج التنمية المحلية ة، الرامية إلى الحفاظ على التراث المعماري القديم الذي تتميز به؛ بالاعتماد على الخبرة الدولية الفرنسية والإسبانية والإيطالية، وعلى التكنولوجيات الحديثة المعتمدة أساسا في عمليات إعادة تأهيل البنايات المهددة بالانهيار.

المواطنون غاصبون ويطردون زوخ
وفي تعلّق مواطنون، حول حادثة انهيار بناية من 4 طوابق، على مستوى شارع تاملقيت” ببلدية القصبة في العاصمة، وقال أحد المواطنين، إن العمارات في وضع منتهية الصلاحية، والمصالح الولائية تقوم فقط بالترميم من الخارج.وأضاف، أن الولاية ترمم من الخارج بصبغ البناية ومن الداخل تتواجد في حالة كارثية، كما أقدم مجموعة من السكان ، على طرد الوالي، عبد القادر زوخ، بعد زيارته لمكان وقوع العمارة قبالة مسجد كتشاوة.ومباشرة بعد وصول الوالي، إلى مكان وقوع العمارة، اعترضه سكان القصبة ومواطنون بهتافات وشعارات غاضبة تطالبه بالرحيل على غرار “كليتو البلاد يا السراقين”.وسارعت قوات الأمن المكلفة بحماية الوالي عبد القادر زوخ لتهريبه عبر سيارة خاصة، مخافة تعرضه لاعتداء من طرف المواطنين الغاضبين.

ولاية الجزائر تتبرأ وتحمل الضحايا المسؤولية
من جهتها علقت ولاية الجزائر على حادثة انهار بناية بحي القصبة ما أدى إلى وفاة شخصين على الأقل بعد الحملة التي طالتها وحملتها المسؤولية الكاملة.
وحسب البيان، فإن “المعطيات الموثقة لهيئة المراقبة التقنية للبنايات بأن البناية المنهارة تم تصنيفها في الخانة البرتقالية 4 سنة 2003 بعد الزلزال الذي ضرب العاصمة، وإثر ذلك قامت مصالح ولاية الجزائر بإتخاد إجراءات ترحيل العائلات القاطنة من أجل ترميم وتأهيل العمارة، إلا أنهم رفضوا التنقل إلى الشاليهات”!.
وأضاف البيان “جدير بالذكر بأن العلاقة الإيجارية لشاغلي العمارة مع ديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس إنتهت سنة 2004”.
وأشار البيان أيضا إلى أن “ولاية الجزائر قامت مجددا سنة 2016 بمعاينة العمارة المهددة وطلبت من شاغليها غير الشرعيين تقديم ملفاتهم بغرض الترحيل، إلا أن إحدى العائلتين المتواجدتين بعين المكان إمتنعت عن ذلك، وبالتالي تعذر ترحيلهم”.

خبراء يحملون ولاية الجزائر المسوؤلية
أكد عبد الحميد بوداود رئيس المجمع الوطني للخبراء والمهندسين الجزائريين ، في اتصال هاتفي مع “الجزائر” بأن عملية الترميم التي تقوم بها المصالح الولائية عبر العديد من بلديات العاصمة لم تُسبق بإعداد دفتر صحي للعمارات، والذي من شأنه تسهيل معرفة الخانة التي يمكن تصنيف كل بناية فيها، لمعرفة حجم الضرر الذي يمس كل بناية على حدى.
وأضاف بوداد أن عملية الترميم التي تشهدها العديد من بنايات العاصمة لم ترق إلى المفهوم الصحيح لمعنى الترميم، كون هذه الأخيرة لم تخضع لدفتر صحي يبين الحالة الحقيقية للبناية، هل هي صالحة للسكن وينقصها الترميم فقط لينتهي المشكل أم يجب هدمها نهائيا وعدم إهدار الأموال في ترميمها كونها لن تصمد أمام أي طارئ واصفا عملية الترميم بعبارة «يالمزوق من برا واش حوالك من الداخل»، حيث أن هذه الأخيرة لم تنطلق بطريقة سليمة، ولم تخضع للشروط الواجب اتخاذها قبل أية عملية ترميم، وهذا ما يرجح انهيارها في أي زلزال قد يصيب العاصمة .

جمال شرفي: “سوء التسيير لولاية الجزائر هو السبب”
حمل جمال شرفي خبير في الهندسة المعمارية أن مسؤولية انهيار بناية في القصبة للسوء التسيير ولاية الجزائر وعلى راسها ولاية الجزائر عبد القادر زوخ و قال جمال شرفي أن لابد من تغيير السياسة المنتهجة تجاه القصبة، التي انتقلت المسؤولية عنها من وزارة الثقافة لتبقى المؤطر والمشرف الأكاديمي فقط، إلى ولاية الجزائر المتكفلة بجانب الصفقات والترميم والتأهيل، إلا أن الولاية بدورها تعاني من زخم الأعباء وعلى رأسها ما يُعرف بـ الرحلة والتكفل بشؤون الجزائر الوسطى مثلا، التي يتم فيها الاعتناء بالبنايات القديمة وتبييض الواجهات.
وطرح شرفي مشكل غياب المقاولات واليد العاملة المتخصّصة، مما تسبّب في الاستعانة بمكاتب دراسات وخبرات أجنبية بشكل استعجالي، نتج عنه أخطاء جسيمة.

رئيس جمعية حماية القصبة يفتح النار على زوخ
اتهمت رئيسة جمعية حماية القصبة، حورية بوحيرد، مسؤولي الولاية بالإهمال والتقصير في عملية ترميم العمارات الهشة على خلفية انهيار طابقي عمارة متكونة من 04 طوابق في شارع تاملقيت ببلدية القصبة ووفاة شخصين.وقالت بوحيرد، في تصريح للموقع “سبق برس أن “الكثير من العائلات تقطن في بيوت هشة، ونتلقى الكثير من الشكاوى، وبذلنا جهودا حثيثة في إقناع المسؤولين بالاستعانة بخبراء في عملية الترميم، لأنه من غير المنطقي أن يتكفل إدرايون بالمهمة، يكنهم لم يستمعوا إلينا”.
مضيفة :“خُصص في حوالي سنة ونصف حوالي ألفي مليار للعملية، وتم الاستعانة بأجانب في الترميم، بتكليف من إدرايين، لم يعتمدوا على طرق علمية ومنهجية، وهناك إهمال تام بملف الإستعجالي حيث يركزون في عملية الترميم على المباني غير المأهولة، وهو ما يرهن حياة القاطنين هناك ويعرضهم للخطر ويفسر سبب وقوع حادثة أمس التي مات فيها أشخاص أبرياء، إنها فضيحة”.
فلة. س

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super