طالب مجموعة كبيرة من أهل الثقافة والفن، والفاعلين في الحقلين، إلى تكثيف الجهود، وتوحيد الصف من أجل تأسيس المجلس الوطني الثّقافي المستقلّ لمواكبة التّغيير الدّيمقراطي.
هذه الخطوة والتي تساير الحراك الشعبي السلمي الذي تشهده الجزائر هذه الأيام والمطالب بالتغيير الجذري وإصلاح الوضع، من شأنه –وحسب المتتبعين- أن يكون بديلا ملائما وصالحا للقطاع، الذي عرف في وقت سابق ترديا واضحا، ماانعكس سلبا على المثقفين والفنانين، الذين سخطوا على الأوضاع، ولم يستطيعوا تأسيس هيئة واحدة ترافع عن الثقافة والفن، نظرا للانقسام الذي عرفه وتعرفه الأوساط الثقافية.
وقد جاء في بيان التأسيس الذي نشره الخبير في السياسات الثقافية عمار كساب: بأنه اليوم وقد أعلن الشّعب الجزائري عن رغبته في القطيعة مع الجمهورية الأولى الموروثة عن الحقبة الكولونيالية، بعد أن خرج بالملايين إلى الشارع. وعن ثقّة منّا أن ما يجري حاليا هو حدث تاريخي مهم لا جدوى من محاولة إيقافه. نُذكّر مرّة أخرى بموقفنا المُساند للتّغيير الديمقراطي في الجزائر، ووقوفنا مع الإرادة الشعبية الداعية للتغيير. ونضع خبرتنا وجهدنا تحت تصرف شعبنا الذي خرجنا من صلبه.
وأضاف البيان الذي ضم حوالي 400 شخصية ثقافية وفنية: نحن متيقّظون إلى الخطر الذي يحدّق ببلادنا في حال شغور مؤسساتي خلال الفترة الانتقالية؛ ونتحمل مسؤولياتنا داخل المجتمع، وهي مسؤولية، منعنا النظام السّابق من تحمّلها كاملة.
ونحن –يضيف ذات البيان- مثقفون وكتّاب وفنانون جزائريون، كنّا قد وقّعنا في وقت سابق على “بيان المثقفين والكتّاب والفنانين الجزائريين ضدّ العهدة الخامسة“، نتحمّل مسؤوليتنا أمام الشّعب وأمام التّاريخ، بالإعلان على تأسيس المجلس الوطني الثّقافي المستقل لمواكبة التغيير الديمقراطي. وهو هيئة مستقلة مؤقتة. المجلس الوطني الثّقافي المستقل لمواكبة التغيير الديمقراطي لن يعوّض دور مؤسسات الدولة.
وحسب البيان فإن الأهداف الأساسية للمجلس الوطني الثّقافي المستقلّ لمواكبة التّغيير الدّيمقراطي، يكمن في مواكبة تطلّعات الشّعب الجزائري خلال الفترة الحالية كقوّة اقتراح ثقافي، تعزيز ثقافة السّلام وقبول الآخر عن طريق الثّقافة والفنون، التّحاور مع القوى السياسية الجديدة وتوجيهها خلال الفترة الانتقالية، التكفّل بالسّياسات العمومية المتعلّقة بالقطاع الثّقافي، المساهمة في تسيير المنشآت الثّقافية خلال الفترة الانتقالية، السّهر على احترام مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ويتكوّن المجلس الوطني الثقافي المستقل لمواكبة التغيير الديمقراطي، من مثقفين وكتّاب وفنانين، يمضون على هذا الإعلان. يصوّت المنخرطون فيه على اختيار 11 عضوا (من بينهم 4 نساء على الأقل) لمدة 12 شهرا، غير قابلة للتمديد لتشكيل هيئة تسيير المجلس.
صبرينة كركوبة