تعتبر بلدية الشراقة الواقعة غرب العاصمة من أغنى البلديات على مستوى ولاية الجزائر نظرا لما تحتويه من مصانع تحويل ومراكز تجارية وفنادق ضخمة، لكن ورغم التطور العمراني الكبير الذي عرفته في السنوات الأخيرة، إلا أن ثروتها لم تمكنها من حل جميع المشاكل والنقائص التي تتخبط على وقع جفاف كبير في التنمية،التي خلفت امتعاضا كبيرا من طرف السكان الذين طالبوا بالتفاتة المسؤولين لاخراجها من هذه الحالة التي وصفوها بالمزرية، حيث لازالت هناك عدد كبير من العائلات تعيش على أمل ترحيلها إلى سكنات جديدة، كما يطالب السكان بتزويد أهم أحياء المدينة بالإنارة العمومية، فضلا عن تزويد العديد من المنازل بالغاز الطبيعي، كما دعا السكان إلى إدراج الأسواق الجوارية وتسليم المائة محل للشباب البطال في اقرب وقت.
مشروع 100 محل في خبر كان
يشكي شباب بلدية الشراقة من تأخر توزيع 100 محل تجاري على المستفيدين الذين أكدوا أن الأشغال انتهت بها بنسبة 100 بالمائة، غير أنها لا تزال مغلقة في الوقت الذي يواجه شباب المنطقة البطالة وقلة مناصب الشغل، مناشدين السلطات الإسراع في توزيع هذه المحلات التي ستقضي حسبهم على نسبة كبيرة من البطالة، فضلا عن تنظيم التجارة والسوق.
وأعرب هؤلاء الشباب عن تخوفهم من أن يتم توزيع المحلات على شباب من خارج بلديتهم، مؤكدين على أنهم أودعوا ملفاتهم لدى المصلحة الخاصة التي تقوم بدراستها عن طريق لجنة مختصة، وأن المحلات شيدت بمنطقة عمارة واكتملت بها الأشغال، وفي المقابل، أكد بعض المستفيدين أنهم استلموا العقود، غير أنهم لم يستطيعوا استغلال المحلات إلى حد الآن، مما جعلهم يعيشون الفراغ والملل.
أسواق تجارية ومرافق ترفيه مطلب السكان
يعاني سكان بلدية الشراقة بالعاصمة من انعدام للأسواق التجارية والمرافق الرياضية، الجوارية، والترفيهية وغيرها من المشاكل التي يتخبطون فيها، مطالبين السلطات الولائية بضرورة انجاز هذه المرافق على مستوى بلديتهم في القريب العاجل.
قال سكان البلدية إن بلديتهم تعتبر من أغــــنى البلديات على مستوى ولاية الجزائر سيما أنه يتواجد على مستواها مصانع تحويـــل ومراكز تجارية وفنادق ضخمة، إلا أن ثروتها الجبائية لم تمكنها من حل جميع المشاكل التي يتخبط فيها المواطنون. وأضاف السكان أنهم يعانون من غياب تام للأسواق التجارية التي وعدتهم البلدية بإنجازها منـــذ وقــت طويل، حيث أنهم يضطرون للتنقل إلى البلديات المجاورة من أجـــل أن يقوموا باقتناء مختلف المستلزمات اليومية الخاصة بهم، سيما أنهم في كل مرة يتساءلون عن مصير المشاريع التنموية التــــي وعدتهم بها البلدية سيما الأسواق الجوارية التي من شأنها التخفيف من معاناتهم اليومية، حيث أضاف محدثونا أنهم يقتنون في العديد من المناسبات أيضا حاجياتهم مـــن الأسواق الفوضوية، وما يترتب عن ذلك من أخطار على صحتهم لشرائهم مواد استهلاكية معرضة لأشعة الشمس أو منتهية الصلاحية. وأوضح السكان أنه ما زاد من استيائهم هو افتقار بلديــة الشراقة كغيرها من البلديات إلى مختلف المرافق الترفيهية، والمنشآت الرياضية، حيث عبر العديد من الشـــباب عن تذمرهم من النقص الكبير المسجل على مستوى المنطقة، سيما أنهم لا يجدون أماكن من أجل أن يتوجهــــوا إليها للترفيه عن أنفسهم، مطالبين بضــرورة توفير مرافق ترفيـــهية وثقافية لشباب الأحياء التي تبقى المتنفـــس الوحيد لهم. للإشـــــارة، تعمل مصالح ولاية الجزائر على تجسيد مختلف المرافق الترفيهية والرياضية بمختلف بلديـــات العاصمة من أجل أن يتم استغلالها من طرف المواطنين الشباب والأطفال، خاصــة العائلات التي لم تكن تجد أماكن للترفيه إلا أنه حالـــيا يمـــكن أن تمضي أوقــــات مريحة وآمنة على مستوى منتزه “الصابلات” التي لا تزال الأشغال جارية على مستواه وتنتـــــهي نهاية السنة الجارية.
النفايات ديكور الأحياء
لا تزال العديد من أحياء الشراقة تغرق في النفايات، وما زاد الأمر سوءا هو انتشار الروائح الكريهة المنبعثة في كل مكان، خاصة مع اقتراب فصل الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة. يث تنتشر أكياس النفايات والقاذورات بشكل رهيب على طول الطريق ، ناهيك عن الانتشار الواسع للحيوانات الضالة (الكلاب، الخنازير، القطط) التي تتجمع حول هذه النفايات بحثا عن الأكل فتمزق أكياس، النفايات مما يؤدي إلى تبعثرها وتطايرها في كل أرجاء الحي، ليصبح المكان مصدر إزعاج واشمئزاز للقاطنين الذين يتهمون عمال النظافة بعدم القيام بواجبهم على أكمل وجه، مناشدين في السياق ذاته السلطات المعنية ضرورة التدخل وانتشالهم من الوضع المزري الذي أصبح ينذر بكارثة بيئية، وتحسين صورة البلدية التي شوهتها النفايات.
25 حوشا تنتظر تسوية الوضعية
يأخذ مشكل عدم تسوية ملفات وعقود أراضي الأحواش التي ماتزال تنتشر عبر إقليم البلدية حصة الأسد من مشاكل المنطقة، حيث تم إحصاء حوالي 25 حوش تعود للحقبة الاستعمارية لا يملك قاطنوها أية وثيقة رسمية أو سند يسمح لهم بالبناء الذاتي أو إدخال ترميمات على الجدران البالية والأسقف المتصدعة لمساكن يقطنوها منذ أكثر من 50 سنة على غرار حي بوشاوي والقرية الفلاحية، حيت يجدد قاطنوها طلباتهم بتسوية وضعيتهم القانونية وضرورة الإسراع في التسوية النهائية لهذه الأحواش التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم بسبب إهتراء جدرانها التي أصبحت في حاجة ماسة للترميم.
طرق مهترئة تستغيث
ويشتكى سكان بلدية من الوضعية الكارثية للطرق، فأي زائر و دون أدنى صعوبة يلمح بأم عينه تلك الطرقات والمسالك المهترئة، وكأنها لم تعرف أي عملية تعبيد أو تزفيت، طرقات مع الأسف مليئة بالمطبات والحفر غير صالحة للاستعمال لا من قبل الراجلين ولا حتى الراكبين لسياراتهم مخافة إصابتها بالعطب.
ويبدي السكان تذمرهم واستياءهم الشديدين من تأخر المصالح المعنية عن أداء مهامها والشروع في رفع الغبن عن طرقات، سيما وأنها- كما قالوا- كثيرا ما وعدت ببعث مشاريع ضخمة تعني التهيئة العمرانية، إلا أن تلك الوعود لم تتجسد على أرض الواقع ونسيت مثلما نسي رئيس البلدية وعوده التي قطعها خلال الحملة الانتخابية.
طوابير طويلة في المركز البريدي بسبب ضيقه
يشتكي مرتادو مركز البريد من تدني مستوى الخدمات المقدمة بسبب ضيق مقره الذي لايستوعب العدد الهائل من الزبائن الذين يقصدونه من مختلف المناطق وحتى من البلديات المجاورة لقضاء حاجياتهم، والفئة الأكثر تضررا من هذه الوضعية هي المسنين والنساء الذين يتحملون مشاق التوقف لمدة زمنية بسبب النقص الفادح في أماكن الجلوس ما يجبرهم على الانتظار في طوابير تمتد الى خارج المركز وتحمل التغيرات المناخية.
الاختناق المروري يؤرق السكان
أول ما لفت الزائر للبلدية هو الازدحام المروري الخانق الذي تشهده المنطقة، والذي يعد من أبرز المشاكل التي تؤرق المواطن، حيث تشهد الطرق الرئيسية للبلدية اكتظاظا خاصة في أوقات الذروة الصباحية والمسائية، والركن العشوائي للسيارات من الأسباب الرئيسية لهذا الاختناق المروري الذي أصبح هاجسا يوميا، حيث أكد بعض المواطنين أنهم يقضون ساعات طويلة في الطريق لقطع مسافة قصيرة.
محطة حافلات.. حدث ولا حرج
تعتبر محطة الحافلات بالشراقة الأكبر والأكثر من حيث تعدد الخطوط وتنوع الاتجاهات ويقصدها العديد من المواطنين من مختلف مناطق العاصمة، لكن خلال تواجدنا بعين المكان وقفنا على حجم النقائص والمعاناة التي يتكبدها مرتادو هذه المحطة، فهي بعيدة كل البعد عن المعايير المطلوبة، نظرا للوضعية الكارثية لأرضيتها المهترئة والتي تتحول إلى حفر ممتلئة بالمياه جراء سقوط المطار خاصة في فصل الشتاء، ناهيك عن الأوساخ المنتشرة في كل أرجائها، كما أكد العديد من المواطنين أن المساحة الخضراء المحاذية للمحطة مهملة وتفتقر للتهيئة، ما يجعلها غير ملائمة للجلوس فيها، حيث يطالبون بتهيئتها واستعمالها كاستراحة للمسافرين.
ف. س