السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / منطقة القبائل ترد بصوت واحد على فرحات مهني::
“الوحدة الوطنية وأمن المنطقة خط أحمر”

منطقة القبائل ترد بصوت واحد على فرحات مهني::
“الوحدة الوطنية وأمن المنطقة خط أحمر”

استنكرت منطقة القبائل الخرجة الأخيرة لفرحات مهني الذي دعا من العاصمة البريطانية لندن، إلى خلق ” منظمة أمنية مسلحة ” في المنطقة لفرض سلطة حركته على الأرض. توجه قرأه الكثيرون دعوة ” خطيرة ” لإدخال المنطقة في الفوضى التي تجنبتها الجزائر في عز أيام الربيع العربي.
أجمعت غالبية القوى السياسية والثقافية في منطقة القبائل على شجب الدعوة التي أطلقها زعيم دعاة الانفصال فرحات مهني المقيم في فرنسا الاثنين الفارط، الداعية إلى تكوين ” جسم مسلح ” في المنطقة، لفرض سلطة الأمر الواقع في مكان القوات الأمنية. تصريح مهني، يراه الكثير من المتابعين ” قفزة للأمام ” ومحاولة ” يائسة ” للبحث على تعاطف دولي، بعد حرق كل الأوراق التي كان يستعملها لشرعنة نشاطه في الخارج والداخل، عندما استطاعت القضية الأمازيغية تحقيق انجازات دستورية وسياسية مهمة في الآونة الأخيرة، أبرزها دسترة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية ووطنية إضافة إلى جانب ترسيم يناير كعيد وطني مدفوع الأجر. وهي الاجرءات التي رحبت بها غالبية النخب السياسية والثقافية المعروفة بنضالها الطويل في سبيل ترقية الهوية الأمازيغية في الجزائر.
ومن أوائل المثقفين الذين استنكروا دعوة ” الفنان ” فرحات مهني لخلق ما وصفت بـ ” الميليشيات المسلحة ” والتمرد على سلطة الدولة، الدكتور المؤرخ والناشط السياسي المعروف محمد أرزقي فراد الذي علق على خرجة مهني بأنها تصريح ” خطير جدا، لأنه تجاوز عتبة “حرية التعبير” التي كان المثقفون في المنطقة يقرونها له من باب الحرص على احترام الثقافة الديمقراطية “، وأضاف الدكتور فراد على صفحته في ” الفايسبوك ” قائلا ” إن منطقة القبائل لم تكن في ماضيها البعيد والقريب، جزيرة مجنونة تعادي الوحدة الوطنية التي ساهم أبناؤها بفعالية في بناء صرحها فكريا وسياسيا. وعليه فإن تاريخها من هذه الناحية يدعو إلى الارتياح، وإلى استبعاد احتمال تحوّلها إلى حاضنة للفكر الانفصالي الخطر “.
واعتبر الباحث في الثقافة والتاريخ الأمازيغي بجامعة الجزائر محند أرزقي فراد أن دعوة فرحات مهني إلى تشكيل ميلشيات مسلحة في منطقة القبائل تحل محل السلطة، ” هو بمثابة إعلان الحرب على الوطن الموحّد وعلى الدولة الجزائرية. ومن ثمّ فواجب الدولة أن تأخذ هذا الإعلان الخطير مأخذ الجد لا الهزل، فتعد له من المواقف الحكيمة ما يناسب هول إعلان الحرب “. وتابع ” ما دام السيد فرحات مهني قد تخطى عتبة النضال الديمقراطي، فلم يعد هناك عذر لتهوين موقفه الصّادم، الذي جعله يدوس على مسار نضاله السلمي في الماضي “. كما أكد فراد أن كل دعوة إلى العنف المسلح كوسيلة للتعبير السياسي ” تستوجب الشجب والإدانة والاستنكار بالشدّة “.
كما أن المناضل والقيادي المعروف في الحركة الثقافة البربرية جمال زناتي اعتبر بدوره الأمر ” خطيرا “، مقترحا في اتجاه مواجهة هذا النوع من الأفكار بالعمل على فتح حوار مواطناتي، قائلا ” يجب على المواطنين المعنيين بمستقبل المنطقة والبلاد أن يجتمعوا، وأن يتبادلوا الأفكار، ولماذا لا يفعلون ذلك ؟؟، وهذا من أجل تقديم آفاق جدية لمنع الانحرافات من أي مكان تأتي منه “.
وأفاد القيادي السابق في ” الأفافاس ” جمال زناتي أن البعض ” يتعايشون مع الوضع الراهن ويبدو أنهم يستمدون أقصى حد من المنافع، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي يعتقد أعضاء البرلمان والسياسيون ونشطاء حقوق الإنسان أن خطر الانحرافات الخطيرة حقيقي وأن المواطنين والقوى المنظمة في المنطقة معبئة لوضع سد أمام المغامرين “.
في نفس الاتجاه، عبر أرزقي عبوط أحد القيادات التاريخية للحركة الثقافية البربرية 1980 على قلقه اتجاه تصريحات مهني، مبرزا رغبته في أن يرى منطقة القبائل ” تواصل امتياز الكفاح السلمي كما فعلت منذ ما يقرب من 40 عاما، مقتنعة بأنها الطريقة المثلى لتحقيق المطالب “، محذرا في ذات الاتجاه من أي خطوة تصعيدية نحو العنف.
وفي هذا السياق، عبر ما يسمى ” التجمع من أجل القبائل ” على سخطه، اتجاه هذه الدعوات، داعيا ” جميع النشطاء، لليقظة “، واعتبر ذات المصدر أن “هناك أخطاء سياسية في التاريخ يمكن أن تؤدي إلى خسائر في الأرواح “.
واعتبرت هذه الحركة التي تعارض فكرة الانفصال التي يطرحها ” الماك ” منذ سنوات أن ” مسؤوليتنا تجاه الجميع هي المشاركة في تجنب إراقة الدماء والعمل على بناء مشروع موحد يعطي الأمل لشبابنا “، مؤكدة أن الدعوة لتشكيل ” قوة ضبط النفس ” و” الأمن ” ليحل محل سلطة الدولة ” ستفتح المجال للعنف وتقود في نهاية المطاف إلى حرب أهلية في البلاد “.
وأقرت هذه الحركة التي تأسست في فيفري الفارط، أن منطقة القبائل ” شأنها شأن أي مجتمع، تحتاج إلى العيش في سلام، وليس لأحد الحق في استجواب هذا التطلع العميق لأي مصلحة أو غرض مهما كان “.
وفي خانة تفاعل الأحزاب السياسية، أدان حزب العمال بشدة ما بدر من فرحات مهني في ندوته الصحفية في لندن، واعتبر الحزب أن هذه الحركة ” قد خطت للتو خطوة نوعية في عملها الرامي إلى تفكيك الأمة الجزائرية، وتؤكد بهذا أن مسعاها يخدم القوى العظمى التي تعمل في كل مكان من أجل تدمير الدول، والأمم قصد الاستيلاء على ثرواتها “. ولفت حزب لويزة حنون، إلى أن ” هذا التصعيد الخطير لهذه الحركة، يحدث في الوقت الذي تعرف هذه الحركة الانفصالية تراجعا ملموسا نتيجة التطورات المسجلة في تسوية المسألة الأمازيغية، على غرار دسترة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية، والاعتراف بعيد السنة الأمازيغية وإنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية، وهي كلها إجراءات اعتمدها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتفكيك أزمة الهوية في البلاد الممتدة إلى الفترة الاستعمارية “.
في ذات الشأن شجب فيلالي غويني، رئيس حركة الإصلاح الوطني، تصريحات زعيم دعاة الانفصال في منطقة القبائل فرحات مهني، معتبرا إياها ” مساسا مباشرا بالوحدة الوطنية، واستهدافا للحمة الوطنية، وضربا لمقتضيات المصالحة الوطنية، والإستقرار في البلاد “. ودعا رئيس حركة الإصلاح الوطني، جميع الفاعلين في المجموعة الوطنية، إلى المزيد من الحيطة والحذر، من احتمال تفاعل مثل هذه التصريحات، التي تؤكد إستمرار المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر وشعبها، حتى وإن كانت تلك التصريحات معزولة، ولا تعبر أبدا لا على مطالب منطقة القبائل التي نعتبرها صماما للوحدة الوطنية.
إسلام.ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super