قررت حركة البناء الوطني إدارة ظهرها وصم آذانها عن الدعوة التي وجهتها لها حركة مجتمع السلم للعودة للحركة الأم واستكمال مسار الوحدة التي تجسد جزء منه بضم جبهة التغيير وفرقاء التسعينيات بحجة أن طموحها يتجاوز لملمة شتات البيت الصغير إلى توحيد التيار الإسلامي .
قال المكلف بالإعلام لحركة البناء الوطني كمال قرابة أن البناء غير معنية بالعودة لحركة مجتمع السلم لأنها لا تفكر في ذلك تماما وأن جهودها منصبة على كيفية إنجاح الإتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء وأبرز أنه إذا أرادت هذه الأخيرة توحيد التيار الإسلامي فمرحبا بذلك لأن الأولوية تفرض ذلك أكثر مما تدعو لها هي والتي قال إن الأمر تسيير عاطفي أكثر منه عقلاني كما تساءل عن السر وراء هذه الرغبة في الوحدة في وقت غابت فيه سنة 2008 عندما كانت حمس على أبواب الانفجار وقال :”أين كانت هذه الحكمة والرغبة في الحفاظ على إرث الشيخ الراحل الشيخ نحناح والسعي لملمة الفرقاء سنة 2008 لما كانت الحركة على أبواب الانفجار؟ ولما استحضرت اليوم ؟”وأضاف :” ليس لدينا مشكل مع إخواننا في حمس غير أن الوحدة التي نبحث عنها تتجاوز البيت الصغير للبيت الأكبر بتوحيد التيار الإسلامي. هم اختاروا طريقهم ونحن أيضا” وتابع :”نريد للوحدة التي تبحث عنها حمس أن ترتقي وتتجاوز المدرسة القديمة وتجسيد وحدة التيار الإسلامي ما يشكل إضافة حقيقية أما أن تحمل حمس لافتة و تدعو الناس للانخراط تحت لوائها وتحولها لشركة ذات أسهم فهذا مرفوض لدينا “و قال أيضا: “حمس ذاقت نشوة تجسيد الوحدة مع التغيير وتريد إسقاطها علينا متناسية أننا خرجنا من حمس لأسباب ليست بالبسيطة ولا يمكن غض الطرف عنها وطي الصفحة وكأن شيئا لم يكن وتبسيط الأمور تحت خانة ” الحاضر أولي ودعونا نطوي الصفحة ” وإن استطاعت التغيير طيها وركنها جانبا فهذا يخصها ولا دخل لنا فيه غير أننا في البناء أمر مغايرا تماما ” وأضاف قرابة أن الأمر ليس لعبة بدعوة مناضلين بالأمس لأسباب قاهرة واليوم يدعون للعودة في الوقت الذي كانت أن تفرض نفسها حكة اليوم بالأمس.
مناصرة كان مجبرا ووجد في حمس منفذا سياسيا
وأشار قرابة إلى أنه لا يمكن المقارنة بين حركة البناء الوطني التي لديها امتداد وهيكلة في الولايات ومناضلين ومؤسسات بجبهة التغيير التي وجدت في الوحدة مع حركة مجتمع السلم والعودة للحركة الأم منفذا ومخرجا لأن الحزب لم يكن له أن يعمر طويلا وإذا قبلت التغيير بالوحدة فهذا أمر يخصها غير أن السعي لإسقاطها على حركة البناء الوطني التي رسمت طريقها وتحالفت مع أحزاب أخرى في إطار الإتحاد النهضة والعدالة والبناء ولها التزامات وقال :” التغيير حزب صغير ليس لديه امتداد والقرارات فيها كانت لشخص واحد أكثر من مؤسسات الحزب وكان يستحيل أن يصمد طويلا فوجد في العودة للحركة الأم مخرجا سياسيا”
غير أن رفضها لم يمنعها من تثمين خطوة الوحدة بين الطرفين حمس والتغيير بحيث أدرج قرابة الأمر في خانة الشأن الداخلي الذي يخض الاثنين فقط وهي خطوة مباركة متمنيا أن تخرج من إطارها الضيق بالبحث عن وحدة حقيقية للتيار الإسلامي.
الأحزاب الإسلامية تريد “وحدة بقوائم مشتركة في المحليات “
ومن جهتها رحبت حركة النهضة بدعوة حمس بالسعي بعد تجسيد الوحدة مع جبهة التغيير لتجازها للملمة صفوف التيار الإسلامي بالتأكيد على أن الأمر دار حوله حديث مطول قبل التشريعيات وكان مطروحا أن تدخل الأحزاب الإسلامية بقوائم مشتركة غير أن ضيق الوقت حال دون ذلك زادها اهتمام حمس أكثر حينها بوحدتها مع جبهة التغيير ودخل الاثنين بقائمة موحدة .
وقال ذويبي في تصريح ل”الجزائر”من حيث المبدأ هذا كلام جميل نحبذه ونتمناه ولكنه في كثير من الأحيان قد يصدم بضيق الوقت أو الاستحقاقات الانتخابية سيما وأن الجزائر بحاجة إلى قوة سياسة فعالة منظمة “وأضاف :” الأمر ينبغي أن يخرج من مجرد حديث لوحدة حقيقية ووضع آليات وخارطة طريق لذلك “وتمنى ذويبي أن تكون الاستحقاقات المقبلة أن تكون فرصة لخروج “التيار الإسلامي موحد” وأكد أن الموقف ذاته سائد في الإتحاد من أجل النهضة والعدالة و البناء .
زينب بن عزوز