خلف رحيل الفنان حمدي بناني، حزنا كبيرا في الساحة الفنية والثقافية، كيف لا وهو الذي لطالما أثرى فن المالوف الجزائري، بعد مسيرة طويلة، لينتقل إلى الرفيق الاعلى ويوارى أول أمس بالمقبرة العائلية بسيدي عيسى بمدينة عنابة.
ووصفت وزارة الثقافة والفنون في بيان تعزية، الفنان الراحل بأيقونة الفن وخزانة الأحداث والمواقف، ولعلّ من عرفه وسمع او شهد حكاياته ومحطّاته يعرف جيّدا أنّه رجل وفنّان فارق في تاريخ الفنّ وتجارب الحياة، فلقد ارتبط الرّاحل بحضور قويّ ومختلف في ذاكرتنا، وشكّل كملاك أبيض أجمل صورة لجمهوره ولكلّ الجزائريين، وكان أفضل سفير لبلاده حيث نزل عازفا وصادحا، ومحاورا كبار السياسيّين والزّعماء، معتبرة إنّ الفنّ الصّادق والجمال الباذخ الذي نثره حمدي بناني طوال عقود سيظلّ راسخا كنقش في الذاكرة الوطنيّة، رسوخ قيم المحبّة والجمال والصّدق في حياة الإنسان، وسيتحقّق حلم الفقيد في انتشار قيم الجمال والمحبّة بإرادة الجزائريّين وحضوره ومن هم بقامته في وعينا وانتباهنا وذائقتنا الجمعية.
وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة كتبت على صفحتها الشخصية الرسمية: مصاب جلل؛ فقدان ابن عنابة الوفي حمدي بناني، الفنان الجزائري الاستثنائي بصوته الشجي، وبحثه الدؤوب في ثنايا فنه الأصيل الذي ضاهى به فناني المالوف الذين سار في مسربهم أو من عاصرهم، وتلقينا نعيه بكثير من الالتياع والحزن والأسى… تابعنا حالته الصحية عن كثب، يحذونا الأمل في شفائه، ودعناه ببونة العتيقة فكان بلسما للروح؛ وهو يصول ويجول في الذاكرة الفنية التي جمعته بأعتى الرجال العظماء داخل الوطن وخارجه.
من جهته، قال الكاتب عبد القادر ضيف الله رحيل آخر عمالقة الفن الأندلسي حمدي بناني، جنتلمان الموسيقى الجزائرية صاحبة الكمان الأبيض بعد إصابته بفيروس “كورونا”.
الناقد علاوة وهبي، قال بأن مدينة عنابة وبقية مدن الجزائر ودعت الفنان الكبير حمدي بناني أحد أصوات المالوف والطرب الاندلسي الكبار، ودعوا اذن صاحب الكمان الأبيض، وصاحب الصوت الشجي، عنابة بونة، تتوشح السواد هذا اليوم حزنا على صانع الافراح في لياليها الملاح. ورحيل حمدي بناني هو رحيل جيل كامل من فناني الطرب الاندلسي الجميل وصوت من أصوات الطرب الأصيل في الجزائر.
وكان قد انتقل حمدي بناني إلى رحمة الله يوم الاثنين بمستشفى ابن سينا بعنابة، عن عمر ناهز 77 سنة.
ولقب الفنان الراحل الذي اشتهر بأدائه لأغنية المالوف ب”الملاك الأبيض” نسبة إلى الكمان الأبيض الذي كان يرافقه دائما، كما ساهم طوال مسيرته الفنية في نشر الثقافة الجزائرية عموما والمالوف خصوصا من خلال مشاركاته في المحافل الدولية…
صبرينة ك