جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
وصف رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحية العمومية، إلياس مرابط، الوضعية الوبائية ب”المقلقة” والماضية للتفاقم سيما في ظل المنحنى التصاعدي الذي أخذته عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي يستدعي – حسبه- اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تفاديا لأي سيناريو غير متوقع، ودعا في الوقت نفسه المواطنين للإلتزام بالتدابير الوقائية وعدم التهاون والتراخي.
وأضاف مرابط لدى نزوله ضيفا على حصة ” ضيف التحرير” عبر أمواج القناة الإذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية أمس، أن الجميع كان متفائلا بنهاية الوباء بعد وضعية الإستقرار التي تم تسجيلها وانخفاض عدد حالات الإصابة ومعها قلّ الضغط على المستشفيات رافقها تراخي وتهاون من المواطنين في التقيد بالتدابير الوقائية وضعنا في الوضعية الراهنة بعدد إصابات أكثر ومرشحة للإرتفاع، راد عما إذا كانت الجزائر تعيش موجة ثانية و قال: “عندما نقوم بقراءة علمية وبائية للأمراض والأوبئة التي عرفتها الإنسانية من قبل نجد أنه كانت هناك موجة أولى وثانية وقد يكون هناك احتمال لموجة ثالثة ولا بد أن ننتظر لهكذا وضعية ما يستدعي بذل جهود أخرى استشرافية للتعامل مع هذا الوباء العالمي الذي تعيشه الجزائر اليوم وعدم الاتكال على ما تم اتخاذه من قبل و الذي كان تسييرالوضعية لمدة شهرين أو 3 أشهر”.
وأبرز مرابط أن تطور الوضعية الوبائية تفرض اليوم إعادة النظر في مخطط العمل الخاص بمتابعة هذا الفيروس بعد أن أخذت عدد حالات الإصابة منحنا تصاعديا بالمقارنة مع بداية الوباء، وقال: “مع تطور الوضعية الوبائية وتوقعات بأنها ستمتد لنهاية 2020 فلابد من التنظيم ووضع أماكن أخرى وإعادة النظر في كيفية التسيير واستراتيجية التشخيص وضمان أماكن لوضع الأشخاص المصابين والأصحاء لممارسي الصحة مع ضمان العلاج للأمراض الأخرى فالمستشفيات ليست فقط لكوفيد 19 صحيح أن الأولوية له ولكن هناك مرضى آخرين بحاجة للعلاج من السكري ومرضى السرطان وأعتقد أنه لا بد من إعادة النظر في مخطط العمل الخاص بمكافحة هذا الفيروس”. وتابع: “في العديد من الدول التي تعيش هذا الوباء لجأت لتخصيص مستشفيات أو أماكن خاصة بإستقبال و معالجة المصابين بفيروس كورونا وهو ما ساهم في التقليل من انتشار هذا الفيروس وعلينا نحن في الجزائر بالعمل على هذا الأمر والإنطلاق من احتمال أن الوضعية الوبائية قد تتعقد واعتقد أنه لدينا الإمكانيات وحتى الوقت للقيام بذلك بتخصيص مساحات قريبة من المستشفيات وهذه المساحات متوفرة ويمكن استغلالها لتخفيف الضغط على المستشفيات والتي تعاني اليوم”.
10 آلاف إصابة بـ”كورونا” وسط ممارسي الصحة و136 حالة وفاة
وكشف مرابط على أن نقابته أحصت 10 آلاف حالة إصابة بفيروس كورونا وسط ممارسي الصحة العمومية و 136 حالة وفاة مشيرا إلى أن السلك الطبي يعيش اليوم ضغطا كبيرا، وذكر: “نحن قلقون ومتعبين وتحت ضغط مستمر منذ أشهر بالرغم من الراحة التي عرفناه في بعض الفترات لانخفاض عدد حالات الإصابة غير أن عدد حالات الإصابة عاودت الإرتفاع في الأسابيع الأخيرة بسب تفشي هذا الوباء والإقبال الكبير على المستشفيات هذه الأخيرة التي هي مملوءة الآن و حتى غرف الإنعاش و التي يصعب في الكثير من الأحيان من إيجاد سرير”.
وتابع: “هناك ضغط كبير على ممارسي الصحة والذين هم في الواجهة للتكفل بالمرضى في ظل الوضعية الوبائية التي تتفاقم يوما بعد يوم بالنظر للمنحى التصاعدي الذي أخذته عدد حالات الإصابة وهناك الآلاف من الأطباء هم مرضى وعلى مستوى نقابتنا أحصينا حوالي 10 آلاف طبيب مصاب بفيروس كورونا بعدما كنا منذ شهر ما بين 8 و8 آلاف ونصف منهم من تعالجوا و منهم حالات معقدة و 136 حالة وفاة للحفاظ على الأطباء الذي هم في الصف الأول في مواجهة هذا الفيروس فلابد من توفير وسائل الوقاية لهم مع استفادتهم من التحليل الخاص بهذا الفيروس وهذا الأخير هو مهم جدا لحماية هذه الشريحة والتمييز بين الحامل للفيروس و المصاب وعزل من هم مرضى لأن الأطباء الذي يعالجون هم مصدر لنشر العدوى في حال إصابتهم في الوسط الطبي وخارجه”.
وقال أيضا: “لا بد من التفكير في تدعيم الطاقم الطبي اليوم من طلبة الطب المتربصين ومعه المتقاعدين من قطاع الصحة بصفة عامة وأعتقد أنه لا بد من مراجعة الأمر سيما مع إصابة الكثير من الأطباء وممارسي الصحة ما يحتاج لمن يعوضهم إضافة لمعاناتهم من الضغط”.
زينب بن عزوز