وصف وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي حدود بلاده مع الجزائر وليبيا بـ ” الساخنة “، نظرا للوضع الأمني الذي يميزها باعتبارها منطقة معروفة بنشاط المجموعات الإرهابية، ومن المعلوم أن الجزائر وتونس يقومان بتنسيق أمني كبير من أجل استتباب الأمن في المنطقة. قال عبد الكريم الزبيدي في تصريحات صحفية خلال انعقاد أشغال الدورة 32 للجنة العسكرية المشتركة التونسية الأمريكية : ” لدينا منطقتان ساخنتان، الأولى على الحدود التونسية الليبية وهي ناتجة عن الوضع المضطرب في هذا البلد الشقيق أما المنطقة الساخنة الثانية فتخص بعض الحدود التونسية الجزائرية وخاصة المرتفعات الغربية “. وشدّد وزير الدفاع في حكومة الباجي قايد السبسي خلال أشغال هذه الدورة العسكرية التي تدوم يومين من الخميس إلى الجمعة، على أن حدوث عمليات إرهابية معزولة ” تبقى أمرا واردا كما هو الشأن في عديد الدول”، وأن الأمر ” لا يتعلق بعدد الإرهابيين بل بنوعية العمليات التي قد يقومون بها والتي قد تكون خطيرة جدا وبعدد ضعيف جدا من العناصر الإرهابية “. من جانب آخر، أعلن وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي الخميس، قرب تشغيل نظام المراقبة الإلكتروني للحدود البرية الذي تموله الولايات المتحدة، وألمانيا، وقال الزبيدي، إنه من المتوقع تشغيل القسط الأول لنظام المراقبة الإلكتروني الثابت، والذي تموله الولايات المتحدة، خلال ثلاثة أشهر. وأشار إلى أن الجزء المرتبط بالقسط الثاني، والذي تموله ألمانيا، سيكون جاهزا في نهاية 2019 أو بداية 2020. ويهدف النظام إلى تعزيز قدرات تونس في مراقبة حدودها البرية الشرقية مع ليبيا والغربية مع الجزائر، لمنع تسلل محتمل لإرهابيين ومكافحة أنشطة التهريب ومن بينها تهريب السلاح. وقال الزبيدي إن المؤسسة العسكرية بدأت منذ ثلاثة أشهر، استخدام نظام مراقبة إلكتروني متنقل على الحدود البرية، كما أشار إلى استخدام 13 رادارا على طول السواحل تم استلامها من الولايات المتحدة. وأوضح العبيدي ” توفر الولايات المتحدة تمويلات لا يستهان بها ضمن اقتناء التجهيزات والمعدات العسكرية التي تتماشى مع حاجيات المؤسسة العسكرية “. وكشف وزير الدفاع التونسي أن التعاون يركز بالأساس على مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، والأنشطة غير الشرعية، وحماية الحدود البرية والبحرية، وحماية المجال الجوي، إلى جانب التكوين والتدريب “، وتابع : ” تبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب يمثل جانبا أساسيا من القدرات العملياتية للمؤسسة العسكرية التي تواجه عدة تحديات “. ومعروف أنه منذ 2015، باتت تونس حليفا أساسيا للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو ما يمنحها مزايا متقدمة في مجال التعاون العسكري والتسليح. وقال عبد الكريم الزبيدي إن الولايات المتحدة الأمريكية توفر تمويلات لا يستهان بها في إطار اقتناء المعدات العسكرية والتقنية التي تتماشى مع الحاجيات الحالية للمؤسسة العسكرية، مشيرا إلى أنها لم تتوقف عن دعم تونس منذ بداية الثورة سواء على الصعيد الاقتصادي أو الأمني. ولفت المتحدث إلى أن الولايات المتحدة دعمت تونس بتجهيزات عالية تتكيف مع حاجيات المؤسسة العسكرية على غرار الهيليكوبتر البخارية إلى جانب تركيز منظومة مراقبة الكترونية على الحدود البرية ورادارات مراقبة بحرية. وأبرز الزبيدي على أن تونس تعول على إمكانياتها الخاصة من أجل مواجهة التحديات ولكنها أيضا تعول أيضا على دعم الدول الصديقة ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية. وتتعاون الجزائر مع تونس في إطار مكافحة الإرهاب وحماية الحدود، كما أنهما يرتبطان بالعديد من الاتفاقيات الأمنية، خاصة في مجال مراقبة الشريط الحدودي بين البلدين، في مواجهة تحركات جماعات إرهابية، وجرائم حدودية أخرى. وخلال الزيارة الأخيرة لوزير الداخلية التونسي لطفي ابراهم إلى الجزائر، أكد بعد لقاءه وزير الداخلية نور الدين بدوي على إيجابية ربط الدولتين باتفاقات لتنمية المناطق الحدودية، عبر العمل على مشاريع مشتركة، وهذا لإيجاد فرص عمل وتلبية احتياجات سكان هذه المناطق. وكان قد اتفق الوزير الأول أحمد أويحيى مع نظيره التونسي يوسف الشاهد، في منطقة ساقية سيدي يوسف الحدودية على أهمية التركيز على تنمية المناطق الحدودية بين البلدين، كما أنه تم التفكير في إنشاء لجان تجتمع بالولايات الحدودية للبلدين التي تمتلك قدرات فلاحية وسياحية وفي مجالات مختلفة ولاسيما المجال الأمني، حيث أفاد أويحيى قائلا : ” تباحثنا بحضور وزير الدفاع التونسي ووزيري الداخلية الجزائري والتونسي سبل التبادل في التنسيق الأمني لمكافحة الإرهاب الذي يعتبر تحديا مشتركا بين البلدين “. وفي السنوات الأخيرة كثفت الجزائر وتونس من التنسيق الأمني بينهما للتصدي للعناصر الإرهابية على الشريط الحدودي بين البلدين وخاصة في الجبال الوعرة في منطقة جبل الشعانبي بولاية القصرين المحاذية للحدود الجزائرية. إضافة إلى مواجهة الوضع في الجارة ليبيا ما ساهم في الرفع من وتيرة بين القيادة العليا العسكرية والأمنية في البلدين. ويواصل الجيش الوطني الشعبي مراقبته للحدود الشرقية مع تونس، منذ تدهور الأوضاع الأمنية وتغلغل جماعات إرهابية متصلة بتنظيم القاعدة وفي ما بعد ” داعش ” في تلك الجهات، وقام بالعديد من العمليات الناجحة، انتهت بالقضاء على عدد كبير من الإرهابيين سواء المتمركزين داخل التراب الوطني أو من الذين كانوا ينوون الالتحاق بمعسكرات الإرهابيين فوق التراب التونسي. وقد أفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني قبل أيام أن قوات الجيش الوطني الشعبي بتبسة على الحدود التونسية اكتشفت ثمانية مخابئ للإرهابيين وأربع قنابل تقليدية الصنع وقامت بتفجيرها.
إسلام.ك