أكد رئيس الخلية العملياتية للتحري ومتابعة التحقيقات الوبائية محمد بلحسين أن الوضعية الوبائية مقلقة مع تسجيل ارتفاع في عدد في حالات الإصابة بفيروس كورونا في الآيام الأخيرة مشيرا في السياق ذاته إلى أن الوضع الوبائي في الحقيقة ربما يكون أكثر خطورة مما تخبرنا به الأرقام.
وذكر البروفيسور بلحسين لدى نزوله أمس ضيفا على حصة ” ضيف الصباح” عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى”نحن نشاهد بالفعل زيادة في عدد الحالات وعدد الوفيات على الرغم من أننا نعلم أنه من المحتمل أن عديد الحالات التي لا تذهب للمستشفى تفلت من الإحصائيات هذا يعني أن الوضع الوبائي في الحقيقة ربما يكون أكثر خطورة مما تخبرنا به الأرقام حالة تقلق نوعا ما وهو ما دفع لإتخاذ العديد من التدابير و الإجراءات .” و تابع :”الوضع مقلق و اليد الواحدة لا تصفق المجهودات المبذولة من طرف السلك الطبي في القطاع العمومي و الخاص وحدها لا تكف لا بد من وضع اليد في اليد دور الحكومة كبير و دور المواطن كذلك كبير و أظن أن احترام الإجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة و احترام البروتوكولات هو ما سيجعلنا نتحكم أكثر في الوضعي الوبائي و نقلل من عدد حالات إصابة و الوفيات .”
وثمن بلحسين في السياق ذاته الإجراءات التي اتخذتها الوزارة الأولى بعد الارتفاع المسجل في عدد حالات الإصابة و قال إن هذه الأخيرة ينبغي أن تقابل بوعي كبيرمن طرف المواطنين الملزمين بالتقيد بها و ذكر :”طالما نشاهد انتشار كثيف وموسع للفيروس فلابد أن تتخذ كل الإجراءات من التقنية المتمثلة في توفيرالوسائل الخاصة بالتشخيص وتطبيق الحجر لكل المصابين بهذا الفيروس وإجراءات عمومية تعني أن الأفراد الملزمون بالتقيد بالإجراءات الوقائية ومعها السهرعلى التطبيق الصارم لجملة البرتوكولات التي تم وضعها على مستوى القطاعات.”
كما عرج للإستراتيجية المعتمدة لمواجهة فيروس كورونا بحيث أكد أنها كانت إيجابية ووصفها بالمرنة و يتم تكييفها حسب الوضعية الوبائية و ذكر:” منذ بداية جائحة كورونا بالجزائر كانت الإستراتيجية المتبعة لمكافحة هذا الوباء مرنة و تطورية مع تطور الوضع الوبائي و ما تعلق بالعلاج تم اعتماد بروتوكول علاج الكلوروكين و مع تطور الأبحاث و المعلومات حول هذا الفيروس تأقلمنا مع هذه التطورات وهذا أمر إيجابي و اليوم الأطباء متحكمين تماما في تشخيص و علاج الحالات .”
3 أسباب وراء ارتفاع عدد حالات الإصابة
وعدد البروفيسور بلحسين 3 أسباب قال إنها كانت وراء الإرتفاع المسجل في عدد حالات الإصابة في الأيام الأخيرة مدرجا العامل الثالث المتمثل في التراخي و عدم التقيد بالتدابيرالوقائية في خانة العوامل الأهم و ذكر في هذا الصدد:” الزيادة في عد الإصابات مرتبطة ب3 عوامل أساسية العامل الأول مناخي ونحن على علم أن انخفاض في درجات الحرارة يؤدي إلى انتشارالفيروس بصفة سهلة وهذا مانلاحظه اليوم بمجرد إنخفاض درجة الحرارة ارتفعت عدد حالات الإصابة بصفة سريعة أما العامل الثاني فيتمثل في إستئناف مختلف الأنشطة التجارية والإقتصادية والعودة للمدارس وهذا ما يخلق بيئة مناسبة لزيادة التواصل والإنتشارأما العامل الثالث وهو الأكثرأهمية وهو التراخي والتهاون في التقيد بالتدابير الوقائية ما يساهم في تفشي وإنتقال العدوى بطريقة سهلة فلابد من ارتداء الكمامة وغسل اليدين بإنتظام و الإلتزام بالتباعد الجسدي”وتابع في السياق ذاته :” أدرجت التدابيرالوقائية في خانة الأهم وأن التراخي المسجل هوالسبب في ارتفاع عدد حالات الإصابة فهي السلاح الوحيد ومعها وعي الجميع لمواجهة هذا الوباء العالمي وأعتقد أن هذه الإجراءات سهلة وبسيطة وبإمكان الجميع التقيد بها”. وعبرذات المتحدث عن أسفه من اعتقاد البعض أن وباء كورونا انتهى بعد ما سجلنا إنخفاضا فيما قبل في عدد حالات الإصابة غير أن الحقيقة – يؤكد بلحسين – أن هذا الفيروس لا يزال موجودا بدليل الإرتفاع المسجل اليوم .
وبالمقابل رفض ذات المتحدث ما ذهب إليه البعض من القول أن الفيروس عرف تغيرات وهو ما يفسر ارتفاع عدد حالات الإصابة- حسبهم – مشيرا إلى أن الأمر مرتبط بالتغير في المناخ و عدم احترام التدابير الوقائية و قال :”ليس لدينا اليوم معلومات حول تغير الفيروس في الجزائروالارتفاع يرجع لإنخفاض درجة الحرارة واستئناف النشاطات الإقتصادية والإجتماعية و اللامبالاة و التراخي فيما يتعلق بالتدابير الوقائية.”
“هناك تحريات وبائية تتم بصفة مقبولة وفي مناطق أخرى تعرف العملية بعض النقائص”
واستغل ذات المتحدث الفرصة لما وصفه بتقديم توضيح حول مهام الخلية التي يرأسها و التي يعتقد البعض أنها هي المكلفة مباشرة بإجراء التحريات و التحقيقات الوبائية بحيث أشار إلى أن هذه الأخيرة هي من مهام مصالح الأوبئة والطب الوقائي الموجودة على مستوى مديريات الصحة و ان هذه التحقيقات تجرى تحت اشراف مديرية الوقاية التابعة لوزارة الصحة في الوقت أن مهام الخلية هو تقييم و تعزيز هذه التحريات وذكر:”أريد التوضيح أن الخلية العملياتية للتحري ولمتابعة التحقيقات الوبائية شكلت لتكوين وتعزيز مردود التحريات الوبائية حول فيروس كورونا والمصالح التي تقوم بهذه التحريات هي مصالح أمراض الأوبئة و الطب الوقائي و كل مديريات الصحة عبر التراب الوطنية لديها هذه المصالح و تقوم بالتحريات تحت إشراف مديرية الوقاية بوزارة الصحة و التحريات الوبائية ليست من مهام الخلية هذه الأخيرة التي وظيفتها تقييم وتعزيزهذه التحريات الوبائية . و في تقييمه لعملية التحريات و التحقيقات الوبائية قال:”ما لاحظناه خلال زيارتنا لمختلف الولايات فيه مناطق تحري فيها التحريات الوبائية بصفة مقبولة و مناطق أخرى تعرف العملية بعض النقائص و لا بد أن نعي الهدف من التحريات الوبائية وهو معرفة مصدر هذا الوباء عند تسجيل حالة إصابة بالإنتقال للمكان الذي سجلت فيها سواء على المستوى العائلة أو مكان العمل و تشخيص محيط المصاب ورغم وجود أطقم تقوم بهذه التحريات بكل مهنية و صرامة.” و أضاف قائلا في عملية تقييمه :” لاحظنا ان تنسيق بين المستشفيات و المصالح المكلفة بإجراء التحقيقات الوبائية ناقص نوع ما و مرات الطاقم الطبي يذهب لإجراء تحرّي وبائي يجدون العنوان خاطئ و هذا ما يعرقل سير هذه الأخيرة و قد لا تجرى تماما أو نتائجها غير صحيحة فعند تسجيل حالة إصابة و عدم إجراء التحري الوبائي في ظرف 3 أو 4 آيام يصبح التحرير الوبائي دون فعالية كما أن هناك سبب الذي يؤدي إلى عدم القيام بهذه التحريات الوبائية هو رفض بعض العائلات و بعدها يتوصل الطاقم الطبي لإصابة أفراد من هذه العائلات بفيروس كورونا ووفاة البعض منهم .”
و أشار بلحسين إلى أن التحريات الوبائية لا تكف لما يكون الفيروس منتشر بصفة كبيرة في ظل الوضعية الوبائية الحالية و الضغط على الأطقم الطبية ففي حالة تسجيل 4 حالات من السهل إجراء 4 تحريات وبائية و لكن في حال تسجيل مثلا 120 حالة من الصعب القيام بذلك و ذكر :”اليوم نسجل أكثر من 600 إصابة فهناك ضغط كبير على الأطقم الطبية “.
لا يمكن إجراء تحاليل ” بي سي آر ” للجميع
وأكد بلحسين أنه من الصعب إجراء تحاليل “بي سي آر” للجميع سيما في ظل المنحى التصاعدي الذي أخذته عدد حالات الإصابة كما أنه غير متوفر و أشاد في الوقت نفسه بمجهودات الدولة لإستيراد الكواشف السريعة و قال :”أغلبية البلدان في العالم لديها ضغوطات ومحدودية في التحاليل الخاصة بفيروس كورونا ” بي سي آر ” لكونه غير متوفر بصفة مكثفة في العالم و يتطلب وقت لظهور النتائج و لما تكون عدد الحالات منخفض من السهل إجراء تحليل ” بي سي آر” لكل واحد و لم ترتفع عدد الحالات و كثرة العينات تتغلب على قدرات الإستجابة السريعة لظهور النتائج و اليوم فيه كواشف سريعة ذات فعالية بالمقارنة مع الكواشف التي كانت في بداية الوباء و الجزائر تبذل مجهودات لإستيراد هذه الكواشف السريعة ما يسهل التحكم في الوضعية .
زينب بن عزوز