بعثت الإجراءات الأخيرة التي أقرتها السلطات بفتح خطوط نقل جوي وبحري إضافية خلال موسم الإصطياف 2022 الأمل لدى الوكالات السياحية لاستعادة نشاطها بعد تضرر أغلبها بسبب الغلق الناجم عن وباء كوفيد19، وأكدت أنها قادرة على تأطير مختلف الرحلات السياحية، غير أنها اعتبرت أن عدد الرحلات يبقى غير كاف وأسعار التذاكر ليست في المتناول، كما اقترحت اعتماد أصناف جديدة للإيواء لحلّ مشكلة نقص المرافق السياحية خاصة في الولايات الساحلية والصحراوية.
رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر، محمد أمين برجم:
“استعادة نشاط النقل الجوي والبحري سيعزز من نشاط الوكالات السياحية”
وفي هذا الصدد، قال رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر، محمد أمين برجم إنه بعد ركود لمدة تزيد عن سنتين بسبب جائحة كوفيد19، وما تكبدته الوكالات السياحية، بدأت أولى الخطوات في اتجاه زوال هذه الأزمة مع بداية استعادة نشاط النقل الذي يعد أهم ركيزة في المجال السياحي ويمثل 60 بالمائة من قيمة الكلفة للبرامج السياحية.
وأضاف برجم في تصريح لـ”الجزائر” قائلا: إن “أغلب شركات الطيران استعادت نشاطها بشكل شبه طبيعي، وهذا أمر مشجع كثيرا”، مضيفا أنه “كلما كانت هناك عدد رحلات أكبر وحركية أوسع، كلما دفع ذلك نشاط الوكالات السياحية نحو الأفضل”.
غير أن المتحدث أشار إلى إشكالية ارتفاع أسعار التذاكر وندرة بعض الوجهات، وعبّر عن أمله في أن “يتم فتح المزيد من الوجهات والرفع من عدد الرحلات أكثر، لاسيما في هذا الموسم –موسم الاصطياف- للسماح لعدد أكبر من أبناء الجالية بزيارة أرض الوطن، خصوصا وأن الكثير منهم لم يتمكنوا لأكثر من سنتين من القدوم للجزائر بسبب الوضعية الوبائية، وكذا السماح للمواطنين الراغبين في قضاء إجازات بالخارج من التمكن من ذلك”.
و في رده على سؤال حول مدى قدرة وكلاء السفر في تنظيم رحلات سياحية في الداخل للمواطنين ولأبناء الجالية، وكذا تأطير رحلات بالخارج خلال موسم الاصطياف الحالي، خصوصا وأن العديد من الوكالات السياحية “أفلست” بسبب الجائحة، ردّ برجم بقوله إن “الوكالات السياحية قادرة على تنظيم الرحلات السياحية بكل أريحية، غير أن الإشكال الموجود يتعلق بنقص المرافق السياحية والإيواء، وهذا ما يعيق في العديد من المرات عمل هذه الوكالات”.
وأشار إلى أن مرافق الإيواء عبر الوطن بحسب إحصائيات وزارة السياحة في 2020 لا يتجاوز 137 ألف سرير، وعلى مستوى الولايات الساحلية التي عددها 14 ولاية لا يتجاوز عدد الأسرة 37 ألف سرير، وهو عدد ضعيف جدا وغير كاف، مضيفا في السياق ذاته أن “هذا الوضع يدفع بالكثير من العائلات والسياح بصفة عامة إلى التوجه نحو كراء منازل وشقق بأسعار باهظة رغم أنها لا تتوفر على مرافق جيدة، أو قضاء عطلهم لدى الأقارب والأهل في المناطق الساحلية خاصة من قبل أبناء الجالية”، وأكد أن هذا الوضع “يؤثر سلبا على نشاط الوكالات السياحة وكذلك على صورة السياحة في الجزائر”.
وقال رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر إن الجمعية قدمت اقتراحات للجهات الوصية في العديد من المرات لاعتماد أصناف جديدة للإيواء، ومنها استغلال الإقامات الجامعية في موسم الصيف في الولايات الساحلية، على أن يتم منح رخص استغلالها لمختصين، وتخصص للمصطافين من العائلات بأسعار مناسبة، ولتكون فرصة للترويج للسياحة التضامنية التي تسمح للجميع بالاستمتاع بالصيف وبسعر مناسب وتسمح باكتشاف المناطق السياحية التي كانت مغيبة عن البعض.
كما أشار إلى أهمية تسيير الشواطئ بطرق مهنية واحترافية كما دعا إليه وزير السياحة، وهذا لإعطاء صورة جميلة عن السياحة الساحلية بدلا من المظاهر السلبية التي أصبحت تطبعها وأصبحت منفرة للسائح.
من جانب آخر، أشار المتحدث ذاته، إلى أنه بالنسبة لعدد من الوكالات السياحية، رغم أزمة كورونا لم تتوقف عن تسطير البرامج “داخليا” مع احترام كامل للبرتوكول الصحي، وقد مكن ذلك حسبه من اكتشاف وجهات سياحية داخلية خاصة بعض الولايات التي كانت مغيبة إعلاميا، حيث أكد أنها كانت فرصة كبيرة للترويج السياحي لهذه المناطق والنتيجة تم رفع طلبات من قبل السياح المحليين لزيارة هذه المناطق.
وأشار رئيس الجمعية الوطنية لوكلاء السفر كذلك إلى توجه وكلاء السفر إلى فكرة القيام بنشاط التخييم لإقامة السياح كبديل عن الفنادق وأماكن الإيواء التي تكون غير متوفرة في عدد من الأماكن وإن وجدت فهي قليلة، مؤكدا أن الجمعية تقدم خدمات راقية بالخيمات التي تقيمها تضاهي خدمات الفنادق المصنفة ضمن فنادق 4 نجوم وتتوفر بها كل المرافق والخدمات المريحة للسائح.
المدير العام للوكالة السياحية “تمقاد”، منصر الشريف:
“لا بد من فتح المزيد من خطوط النقل البحري والجوي لتلبية الطلب الهائل”
من جانبه، قال النائب السابق لرئيس النقابة الوطنية لوكالات السفر، المدير العام لوكالة “تمقاد”، منصر الشريف إن “نشاط الوكالات السياحية لم ينتعش بعد، والوكالات تنتظر الشروع الرسمي في بدء الرحلات الجوية والبحرية الإضافية التي كانت قد أعلنت عنها الجهات الوصية”.
واعتبر منصر الشريف في اتصال مع “الجزائر” أن “الوكالات السياحية تأمل في عودة النشاط السياحي على ما كان عليه الحال قبل بداية انتشار جائحة كورونا”، وقال إنه “لحد الآن لا تزال العديد من الوكالات السياحية تعاني الأمرين من هذه الوضعية”.
ودعا إلى ضرورة “الإسراع” في تطبيق الإجراءات الخاصة بفتح خطوط النقل البحري والجوي، كما يرى أنه من الضروري إضافة خطوط جديدة نظرا لكمية الطلب الهائل لأبناء الجالية بالخارج لزيارة أرض الوطن، لاسيما أن عدد الرحلات الحالية بالنسبة لهم غير كاف، كون العديد منهم يرغبون في زيارة أهاليهم بعد الغلق بسبب وباء كوفيد 19.
للتذكير، كانت وزارة النقل قد أعلنت في 19 ماي الجاري، عن برنامج تكميلي لتعزيز النقل الجوي والبحري للمسافرين خلال موسم الاصطياف 2022 نحو مختلف الوجهات الدولية، وجاء في بيان للوزارة المذكورة، أنّ هذا البرنامج جاء “تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، المتضمن تعزيز النقل الجوي والبحري للمسافرين خلال موسم الاصطياف 2022”.
هذا وكان الناطق الرسمي باسم شركة الخطوط الجوية الجزائرية أمين أندلسي، قد كشف الأسبوع الماضي، بأن عدد رحلات الجوية الجزائرية سيصل إلى 270 رحلة أسبوعيا منها 171 رحلة باتجاه فرنسا فقط.
رزيقة. خ