اتهمت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، إيران بتزويد الحوثيين في اليمن بالصواريخ لشن هجمات ضد السعودية.
وعرضت هايلي للصحفيين بقايا صاروخ باليستي انطلق من اليمن باتجاه السعودية واقترب من ضرب مطار العاصمة الرياض، الشهر الماضي. وأضافت “أنها (بقايا الصاروخ) ربما كان عليها ملصق صنع في إيران أيضا”، مشددة على أن إيران “تنتهك قرارات الأمم المتحدة”. وتنفي إيران تزويد الحوثيين بالأسلحة في الحرب ضد تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، منذ عام 2015. ووصفت إيران التصريحات الأمريكية بأنها “غير مسؤولة واستفزازية ومدمرة”. ونفى متحدث باسم جماعة الحوثي اليمنية الاتهامات قائلا إنها محاولة لصرف الانتباه عن قرار واشنطن الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل. وقال المتحدث عبد الملك العجري على حسابه على موقع تويتر “بعد ثلاث سنوات من الحرب أمريكا تعثر فجأة على أدلة تدين إيران بدعم الحوثيين.
لكن مندوبة الولايات المتحدة قالت إن التفاصيل التقنية الخاصة بالصاروخ، غياب زعانف التثبيت وسلسلة من الصمامات على الجانب، تشير إلى أن الصواريخ صناعة إيرانية. وذكرت هالي أن تلك الصواريخ لديها القدرة على قتل مئات المدنيين، ما يسلط الضوء على “حقيقة لا يمكن إنكارها أن سلوك النظام الإيراني يزداد سوءا”. وأضافت “يجب أن نتحدث جميعا عن كشف ما يشكله النظام (الإيراني)، وهو تهديد السلام والأمن في العالم بأسره”. وقالت هايلي إنها اتخذت خطوة غير معتادة في رفع السرية عن المعلومات “عملا بروح الشفافية والتعاون الدولي”. وشددت على أن “السلام والأمن الدوليين يعتمدان على العمل معا ضد العدوان الإيراني”.
وكشفت هايلي أيضا عن أن الولايات المتحدة ستبني تحالفا دوليا للرد على إيران، التي قالت إنها “تشعل نيران” الصراع في الشرق الأوسط. وقالت إن ذلك سيتضمن إجراءات دبلوماسية. وردت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة بأن الدليل “ملفقا” لخدمة أجندة الولايات المتحدة. وقرأ المتحدث باسم البعثة بيانا جاء فيه :”هذه الاتهامات تهدف أيضا للتغطية على جرائم الحرب السعودية في اليمن بالتواطؤ الأمريكي”. وقد خلص تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن حطام الصواريخ التي اأطلقت على الرياض والأخر الذي تم إسقاطه بالقرب من مكة، في جويلية الماضي، تكشف أن منشأها واحد، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن التقرير لم يخلص رسميا إلى أن الصواريخ جاءت من إيران. وتقول الولايات المتحدة إن التجارب الصاروخية البالستية الإيرانية التى جرت العام الماضى، انتهكت قرار مجلس الأمن الدولي الذى أقر الاتفاق النووى بين إيران والقوى العالمية لعام 2015. ويدعو القرار رقم 2231 إيران إلى “وقف أي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لتكون قادرة على حمل أسلحة نووية، بما في ذلك عمليات الإطلاق التي تستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية”. وتقول إيران إن الصواريخ التى اختبرتها ليست مصممة لحمل رؤوس نووية وتصر على أن برنامجها النووى سلمي تماما.
لكن فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة اشتكت من أن مركبة سيمرغ الفضائية، التي أطلقتها إيران لنقل أقمار صناعية إلى الفضاء في جويلية الماضي “قادرة بطبيعة الحال على حمل أسلحة نووية” اذا تم تشكيلها لتكون صاروخ باليستي. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، في وقت سابق، أن إطلاق صاروخ في نوفمبر الماضي يمثل “عملا مستقلا” من جانب الحوثيين ردا على “العدوان” الذي تقوده السعودية. وشدد التحالف حصاره على اليمن ردا على الهجوم الصاروخى الذى وقع فى نوفمبر، قائلا إنه يريد وقف تهريب الأسلحة. لكن الأمم المتحدة حذرت من أن هذه القيود يمكن أن تؤدي إلى “أكبر مجاعة شهدها العالم منذ عقود”. وعلى الرغم من أن التحالف، الذي تقوده السعودية، خفف فيما بعد من الحصار سامحا بتسليم المساعدات الإنسانية إلى الموانئ والمطارات التي تسيطر عليها الحوثيين، لا تزال شحنات من المواد الغذائية والوقود محظورة، مما يسبب نقصا حادا.
ولقي أكثر من 8670 شخصا مصرعهم في اليمن وأصيب ما يقرب من 50 ألفا أخرين، منذ تدخل قوات التحالف. وأدى القتال والحصار الذي فرضه التحالف إلى احتياج 20.7 مليون شخص لمساعدات إنسانية، وأوجد أكبر حالة طوارئ للأمن الغذائي في العالم، وأدى إلى تفشي وباء الكوليرا، الذي يعتقد أنه تسبب في قتل 2219 شخصا منذ أفريل. وبشكل منفصل، أفادت مجموعة مراقبة الأسلحة أن بعض الأسلحة الأوروبية الصنع التي اشترتها السعودية والولايات المتحدة وصلت في النهاية إلى أيدي تنظيم الدولة الإسلامية. وتم توثيق ما لا يقل عن 12 حالة، منها واحدة من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات. وأشارت منظمة “بحث التسلح والصراع” إلى أن البلدين سلموا أسلحة إلى المعارضة السورية “بدون تصريح” وبدون إعلام دول شرق أوروبا – بما في ذلك بلغاريا ورومانيا.
وقال التقرير إن أكثر من نصف الأسلحة التي يستخدمها تنظيم الدولة كانت صينية وروسية الصنع، بينما كانت 3 في المائة منها من إنتاج حلف الناتو، واستولى عليها التنظيم من القوات العراقية عام 2014.