يشكك نواب ألمان في النوايا الخفية للتواجد الأمريكي في منطقة المغربي العربي بمشروع المراقبة الدائم لمكافحة التطرف ،خاصة بعد إشراف البنتاغون على سير المشروع في المنطقة.
انتقد نوابً في البرلمان الألماني حكومة بلادهم بسبب تمويل مشروع أمريكي متعلق بتأمين البلدين للحدود الفاصلة بين تونس وليبيا الى النقطة الفاصلة مع حدود الجزائر.
و كشف النواب الألمان لصحيفة الديلي ميل البريطانية عن مخاوفَ استغلال خطر المتشددين في ليبيا، لتثبيت التواجد الأمريكي بالمنطقة المغاربية من خلال مشروع التحكّم بمراقبة الحدود،ومنع انتشار السلاح والمهاجرين الغير شرعيين.
وقدمت الحكومة الألمانية مساعدات تقنية لتونس بقيمة 34 مليون يورو لهذا المشروع، وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية في برلين أول أمس إنه تم تزويد تونس هذا العام بأنظمة رادار متحركة وكاميرات واسعة المجال بقيمة 16 مليون يورو .
وأضاف المتحدث أنه من المقرر العام المقبل تخصيص 18 مليون يورو أخرى من ميزانية الدفاع في إطار “مبادرة تدعيم تونس”، وذلك لاستثمارها في أجهزة مراقبة إلكترونية مثبتة.
وذكرت الصحيفة أنّ المشروع الأمريكي-الألماني يريد إنشاء نظام دائم للمراقبة بالمنطقة الحدودية التي تطل في نهايتها على حدود الجزائر.
و بحسب وسائل الإعلام فان البنتاغون سيتولى الإشراف على المشروع الممول من طرف السلطات الألمانية.
و أثارت مخاوف النواب الألمان شكوكا في الأهداف الأمريكية في المنطقة ، خاصة بعد تولي البنتاغون للمهمة،
وكانت الجزائر قد عارضت قبل هذا المشروع، تعاونا استخباراتيا أمريكيا تونسيا لتمويل مراقبة الحدود الفاصلة بين تونس والجزائر وإنشاء قواعد عسكرية أمريكية بالمنطقة.
وأثار هذا التعاون ذلك حفيظة أطراف سياسية في تونس والجزائر، على خلفية التشكيك بنوايا الإدارة الأمريكية التي تسعى إلى إقامة قاعدة عسكرية على حدود تونس مع الجزائر وليبيا.
ونقلت مواقع إخبارية تونسية عن ترتيب زيارة للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في مطلع 2018 ،لتصفية الأجواء مع المسؤولين في الجزائر ،على خلفية قبول تونس لإنشاء قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها ،وهو ماتسبب في أزمة دبلوماسية صامتة بين البلدين وهي الأزمة التي أخذت تتعمق شيئا فشيئا بين مسؤولي البلدين ،عقب إعلان الإدارة الأمريكية لإجراءات استكمال منح تونس صفة حليف رئيسي خارج الحلف الأطلسي “الناتو “لتصبح بذلك الحليف السادس عشر للولايات المتحدة سنة 2015 .
ورجحت المصادر الإعلامية التونسية أن تتم برمجة الزيارة خلال السابع أو الثامن من فيفي المقبل 2018 ،بالتزامن مع الذكرى الستين لأحداث ساقية سيدي يوسف التاريخية للشعبين الشقيقين .
وكانت أخر زيارة للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في 15 ديسمبر 2016 وصرح خلالها ضيف الجزائر بعد الزيارة القصيرة التي دامت بضعة ساعات “أن أمن تونس من أمن الجزائر ،و أمن الجزائر من أمن تونس ” و أكد المتحدث خلالها “أن أمن البلدين وحرمتهما الترابية خط أحمر لا مساس به “.
وجاء تصريح الرئيس التونسي خلالها عن امن البلدين بعدما تداولت وسائل الإعلام عن قلق جزائري من السماح لسلاح الجو الأمريكي من استغلال أجواء المنطقة الحدودية ،في ايطار تدريبات يستفيد منها الجيش التونسي.
وتنظر الجزائر إلى تواجد قوى أجنبية على مقربة من حدودها ،بأنها خطر على أمنها القومي ،وتعتبر تونس شريكا تاريخيا للجزائر ،و أن الإضرار بأمن تونس سيهدد الجزائر .
وتراقب الجزائر من جهة ثانية كل حدودها مع دول الجوار خاصة ليبيا ومالي والنيجر،فرفعت منذ سنوات درجة التأهب لحماية الحدود الوطنية خاصة بعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي ،وتنتشر كل أسلاك الأمن والدفاع على الحدود لمنع توغل النشاطات الإرهابية والتهريب وتجارة البشروالهجرة السرية.
رفيقة معريش
بتمويل ألماني :
الوسومmain_post