أكد السفير الأمريكي بالجزائر جون ديسروشر أن الولايات المتحدة متمسكة ب”شراكة دائمة و متعددة الأبعاد تثمن التنمية الاقتصادية و التطور الديمقراطي”.و أوضح الدبلوماسي الأمريكي خلال محاضرة نظمت بالمعهد الدبلوماسي للعلاقات الدولية بمناسبة إحياء الذكرى ال55 للعلاقات الجزائرية الأمريكية “إننا نريد من القادة و المواطنين الجزائريين أن يعلموا بأن الولايات المتحدة متمسكة بشراكة دائمة و متعددة الأبعاد ترقي التنمية الاقتصادية الشاملة و التطور الديمقراطي”.
و أضاف أن البلدين قد اجريا خلال السنوات الأخيرة “مشاورات مكثفة” رفيعة المستوى بمشاركة هامة من منظمات حول الإرهاب و المسائل الأمنية، مؤكدا أن العلاقات الجزائرية الأمريكية “تتطور كذلك في المجالين الاقتصادي و التجاري”، معتبرا أن الجزائر تتوفر على “فرصة هامة” لمواصلة تنويع الاقتصاد و ترقية تطوير القطاع الخاص و جلب الاستثمارات الأجنبية.
كما أوضح السيد ديسروشر أن الولايات المتحدة تتوفر على تجربة و خبرة “معتبرة” في قطاع الطاقة، مؤكدا على الاستعداد “لتشجيع المؤسسات الأمريكية على العمل بالشراكة مع مؤسسات جزائرية لتطوير قطاع الطاقة”.أما في المجال السياسي فقد أوضح السفير الأمريكي أن “الحكومة الجزائرية قد تبنت مجموعة من الإصلاحات الدستورية تهدف إلى تعزيز النظام السياسي و تكريس الحرية الدينية”، مضيفا أن تلك الإصلاحات تعزز النسيج الديمقراطي و الاجتماعي للجزائر و هي “عوامل جوهرية للرفاهية و الاستقرار الذين حققتهما الجزائر في منطقة مليئة بالتحديات”.
و تابع قوله انه سيعطي “الأولوية لتوسيع العلاقات بين المجتمعين بفضل مبادلات جامعية جديدة بين شعبينا” مع تحديد أولويات تتمثل في العمل على “تعزيز التعاون الثنائي في مجال الأمن” من اجل مكافحة الإرهاب و ترقية الاستقرار الإقليمي و “تطوير التجارة الثنائية و الاستثمار”، و كذا “تعزيز المجتمع المدني و المؤسسات الديمقراطية التي ساهمت في ازدهار و استقرار الجزائر و الولايات المتحدة”.
تحرير الرهائن الأمريكيين في إيران: اعتراف كبير للجزائر
أما فيما يخص العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والولايات المتحدة فقد أوضح السفير الأمريكي أنها إذا كانت قد أقيمت منذ 55 سنة أي بالتحديد في 29 سبتمبر 1962 فإن العلاقات الثنائية تعود إلى نهاية سنوات 1700 ،لما وطأت رجلي أول مبعوث أمريكي أرض الجزائر في سنة 1785 بعد سنتين فقط من استقلالنا كأمة من أجل التفاوض حول معاهدة سلام و صداقة، مؤكدا أن الجزائر “كانت من بين الأمم الأولى التي اعترفت رسميا بالولايات المتحدة كدولة مستقلة من خلال التوقيع على معاهدة السلام و الصداقة في 5 سبتمبر 1795”.
و أضاف ذات المحاضر أن الجزائر استضافت أول طالب دبلوماسي أمريكي يدعى ويليام هودقسون و الذي تم إرساله إلى الجزائر كطالب مترجم سنة 1826 مكلف بتعلم العربية و التركية و لغات أخرى.
كما أشار إلى بعض الأحداث التاريخية التي شارك فيها مسؤولون أمريكيون و جزائريون و تبادل الخطابات بينهم حول مسائل ذات علاقة مع الثورة الجزائرية، على غرار الزيارة التي قام بها الرئيس احمد بن بلة إلى نيو يورك لرفع العلم الجزائري بالأمم المتحدة و التي قضى خلالها ساعتين مع الزعيم الأمريكي في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ.
و ذكر أيضا بمقولة ج. أف كينيدي في 03 يوليو 1962 التي أكد فيها بفخر على “علاقات الصداقة التي تقيمها الولايات المتحدة مع الحكومة و الشعب الجزائريين”، و الالتزام المشترك للعمل معا من اجل “الحرية و السلام و الرقي الإنساني”.
و تابع يقول “من المحتمل أن الحدث الذي عزز أكثر علاقاتنا الثنائية المتينة هو جهود الجزائر من اجل إطلاق سراح الدبلوماسيين الأمريكيين ال52 في سنة 1981 الذين احتجزوا كرهائن في إيران”، مضيفا أن الشعب و الحكومة الأمريكيين “سيبقيان على امتنانهما الكبير للجزائر نظير جهود الوساطة التي أثمرت بتحرير دبلوماسيينا”.
و ذكر في الأخير بمقولة كاتب الدولة المساعد في تلك الحقبة وارين كريستوفر أمام لجنة الشؤون الخارجية الذي أكد بأنه “ليس هناك شك … بأنه دون مساهمة الجزائر فان الرهائن لم يكونوا ليخرجوا من جحيم الخوف”.
الرئيسية / الحدث / السفير الأمريكي بالجزائر جون ديسروشر :
الولايات المتحدة متمسكة بـ “شراكة دائمة ومتعددة الأبعاد” مع الجزائر
الولايات المتحدة متمسكة بـ “شراكة دائمة ومتعددة الأبعاد” مع الجزائر
السفير الأمريكي بالجزائر جون ديسروشر :
الوسومmain_post