اعتمد المؤتمر العام لليونسكو إبّان دورته السادسة والثلاثين المنعقدة في العام 2011 القرار 36م/55 الذي ينص على إعلان الأسبوع الرابع من شهر ماي أسبوعاً دولياً لتعليم الفنون.
وحسب الموقع الرسمي لــ “اليونسكو” تعدّ الفنون بشتّى أشكال التنوّع التي تنطوي عليها، لبنةً أساسيّة من لبنات التعليم الشامل الرامي إلى تطوير شخصيّة الأفراد تطويراً كاملاً، وقد أصبحت المهارات والقيم والسلوكيّات التي ينادي بها تعليم الفنون ويعززها أكثر أهميّة من أي وقت مضى، إذ تهدف هذه الكفاءات، بما تشمله من أشكال الإبداع والتعاون والحلول المبتكرة لمعالجة المشاكل، إلى تعزيز القدرة على الصمود، وتنمية الوعي بأهميّة التنوع الثقافي وحرية التعبير، ناهيك عن النهوض بالابتكار ومهارات التفكير النقدي. ومن هنا، تعدّ الفنون من أسمى وسائل الحوار، وتسهم بذلك في تسريع وتيرة الاندماج الاجتماعي والتسامح في مجتمعاتنا المتعددة الثقافات والمترابطة.
وتعزّز الفنون أواصر الصلة فيما بيننا وتقرّب كلّ بعيد. وتروي لنا الأشكال الفنية المتنوّعة، مثل اللوحات الفنيّة والقطع الأثرية والموسيقى التي خلفها لنا أجدادنا، الكثير عن خبايا تاريخ الحضارات والروابط فيما بينها. تكشف الفنون أسرار وحدتنا الإنسانية في كنف التنوّع الذي يسود ثقافاتها وتعابيرها. ولذلك فإنّها تضطلع بدور هام في بناء مستقبل مشرق ومستدام للجميع.
ويُمكن تنمية هذا الوعي الفنّي لدينا منذ نعومة أظفارنا فيستمر معنا مدى الحياة. حيث تعي “اليونسكو” دور الإبداع والفنون والتعلّم المتعلق بهما في بناء مجتمعات مزدهرة ومسالمة، فإنّها تدعو الدول الأعضاء لديها إلى دعم تعليم الفنون سواء في المدارس أو خارجها. لا بدّ من تعليم الفنون من أجل تأهيل أجيال قادرة على إعادة رسم ملامح العالم الذي خلّفة لهم أسلافهم. ولا ننسى أنّه من شأن الفنون أيضاً النهوض بحيوية الهويات الثقافية على اختلافها من خلال تأكيد أواصر الصلة بينها وبين الثقافات الأخرى، وبالتالي المساهمة في صقل تراث مشترك، وتعزيز روح مواطنة مفعمة بالتسامح والحيويّة في كنف عالم متّجهٍ صوبَ العولمة.
ص ك