أطلقت “اليونسكو” حملة إعلامية دولية لتوعية عموم الجمهور وعشاق الفن بالتخريب الذي يلحقه الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية بتاريخ الشعوب وهويتها، حيث يقدر حجمه السنوي بما يقارب 10 مليارات دولار أمريكي، حسب ماجا في موقع ذات المنظمة.
وتبيّن حملة “الثمن الحقيقي للفن” اعتماد الاتجار غير المشروع على نهب المناطق الأثرية الذي يغذي هذه التجارة، الذي يكون شديد التنظيم في بعض الأحيان، وهو يعتبر مصدر تمويل رئيسي للتنظيمات الإجرامية والإرهابية.
وتأتي هذه الحملة في سياق الاحتفال بمرور 50 عاماً على إطلاق اتفاقية اليونسكو بشأن الوسائل التي تستخدم لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، التي اعتُمدت في عام 1970، والتي صاغتها اليونسكو وضمّنتها إجراءات عملية لمكافحة هذه الآفة، وتعتبر الاتفاقية إطاراً عالمياً مرجعياً في هذا المجال.
وقد أُعدت حملة “الثمن الحقيقي للفن” بالتعاون مع وكالة دي دي بي (DDB) باريس المتخصصة بالاتصال، وهي تعتمد على لغة عالم الفن والتصميم لإماطة تميط اللثام عن الحقيقة المظلمة التي تختبئ خلف بعض الأعمال الفنية؛ حيث يصور كل رسم توضيحي إحدى الممتلكات الثقافية، وهي مدرجة في التصميم الداخلي لدى أحد المشترين، ثمّ يُكشف الوجه الأخر للمشهد وما يحتويه من إرهاب وأعمال تنقيب غير قانونية، وسرقات من متحف دمرته الحرب وتصفية ذاكرة أحد الشعوب وما إلى ذلك من هذه الأعمال. حيث تروي كل رسالة قصة إحدى القطع الأثرية المسروقة من إحدى مناطق العالم (الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية).
وتعتبر هذه الحملة مقدمة لعدة فعاليات مُعدة للاحتفال بالذكرى السنوية للاتفاقية، ونذكر من هذه الفعاليات ما يلي: اليوم الدولي الأول لمكافحة الاتجار غيرالمشروع ﺑﺎلممتلكات الثقافية (14 نوفمبر المقبل)، وعقد مؤتمر دولي (16-18 نوفمبر المقبل أيضا)، يُقام بالشراكة مع وزارة الخارجية الألمانية والمفوضية الأوروبية ومجلس أوروبا، وهو يرمي إلى تحليل الأولويات بالنسبة إلى كل منطقة ودراسة التحديات ومشاركة الحلول فيما يتعلق بمكافحة الاتجار غير المشروع. كما تخصص رسالة اليونسكو عدداً لهذا الموضوع وهو متاح على شبكة الإنترنت.
صبرينة ك