وصف القيادي السابق في حزب جبهة التحرير الوطني، ابراهيم بولحية، الذهاب إلى عقد دورة لجنة مركزية لانتخاب أمين عام جديد للحزب “بداية لإخراج الأفلان من اللاشرعية التي كان يتخبط فيها” وأنها خطوة وإن كانت إيجابية وفي الإتجاه الصحيح غير أنها تظل “ناقصة” دون “عقد مؤتمر جامع وشامل يشرف على تنظيمه المناضلون الحقيقيون ويكون بمثابة القطيعة مع كاف الممارسات والسياسات السابقة”.
وأضاف ابراهيم بولحية في تصريح لـ”الجزائر” أن حزب جبهة التحرير الوطني “تخبط لسنوات في اللاشرعية بتعاقب قيادات فتحت الباب على مصراعيه للدخلاء والمضليين وأصحاب “الشكارة” وغيرهم ممن استغلوه كمطية لتحقيق مآربهم وتصرفوا في الحزب كما شاءوا وتحكموا في قراراته والنتيجة وصول الحزب للهاوية وفقدان مصداقيته ووصل حتى مطالبة الكثيرين بإقصائه من كافة الإستحقاقات وهي نتيجة حتمية لمن سيروه وعاثوا فيه فسادا طيلة السنوات الماضية”.
وأكد بولحية أن قرار القيادة الحالية للحزب بالذهاب لعقد دورة لجنة مركزية “أمر نثمنه على الأقل من باب الذهاب لإنتخاب قيادة جديدة والخروج من سياسية التسيير الحالي والتي لا وجود لها في النصوص القانونية للحزب غير أن الأفلان بحاجة لمؤتمر سيد يعيد ترتيب أوراقه ومراجعة كافة نصوصه ولم شتاته بإعادة الإعتبار لمناضليه الحقيقيين الذين هُمشوا ووضع الحزب على السكة الصحيحة”، وأضاف: “اللجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد هي بداية إيجابية في طريق تصحيح أمور الحزب و لكن هي بداية فقط وعقد مؤتمر سيد هو الوحيد الذي من شأنه إعادة أمور حزب جبهة التحرير الوطني لنصابها وهو من مهمة الأمين العام الجديد الذي تقع عليه مسؤولية كبيرة في ترتيب البيت بدأ بالتحضير لهذا المؤتمر والذي سيكون بمثابة محطة مهمة لتجسيد القطيعة مع الممارسات والسياسات السابقة التي عرفها الأفلان”، وتابع المتحدث: “الأمين العام الجديد مطالب برص الصفوف وعقد مؤتمر للخروج خارطة طريق الحزب للمرحلة المقبلة من صياغة برنامجه ومراجعة النظام الداخلي والقانون الأساسي وكافة اللوائح لانطلاقة جديدة لحزب جبهة التحرير الوطني”.
رغبة في عودة بلخادم على رأس “الأفلان”
الإعلان عن عقد دورة لجنة مركزية يوم 30 ماي، لانتخاب أمين عام جديد دفع البعض للشروع في اقتراح من يرونه مناسبا لتولي هذه المسؤولية، بحيث كشف بولحية عن رغبته في عودة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم لرأس الأمانة العامة للحزب، معبرا عن ذلك في منشور في صفحته الرسمية على “الفايسبوك”، عنونه: “بلخادم المناضل… رجل المواقف والثوابت ” عدد فيه خصال ونضالات هذا الأخير وأثنى على عهدته على رأس الأمانة العامة وما اعتبره بالنتائج التاريخية التي حققها الحزب وقته، مشيرا إلى أن عودته للحزب أمل كبير بعودة أمور الحزب لنصابها وذكر: “هو مناضل من العيار الثقيل ظل قلعة نضالية صامدة وحصينة رغم الضغوط والإغراءات وتغيير القيم وتبدل الرفاق رافضا للمقايضة أو المساومة أو المتاجرة بتلك القناعات.. ثابتا وفيا لمبادئ الحزب النوفمبرية “، وأضاف: “في عهده حقق الأفلان نتيجة تاريخية لن تتكرر والنتائج تثبت ذلك لأن الأقوال لا تعني شيئا بعودته إن شاء الله الى أحضان البيت العتيد سيعطينا أملا بأن التغيير قادم لأن هناك أحرارا يناضلون ليلا نهارا من أجل إرجاع هيبة حزب الشهداء ومن وجودنا القوة والوحدة والأمل لتحقيق الإنتصارات عبر التفافنا حول صقورنا”.
نتمنى أن تكون المراجعة الأخيرة للدستور
وفي سياق آخر، ثمن بولحية إفراج رئاسة الجمهورية عن مسودة تعديل الدستور وفتح نقاش موسع حولها، مع مختلف حساسيات المجتمع بغية الخروج بدستور يكون في مستوى تطلعات الجميع، كما أدرج الأمر في خانة الالتزامات التي تعهد بها رئيس لجمهورية، معربا عن أمله في أن يكون “التعديل الأخير الذي يطال الدستور بعد عديد التعديلات” التي أفقدت – على حد تعبيره- هذه الوثيقة “قيمتها ورمزيتها بوصفها القانون الأول للبلاد الواجب على الجميع احترامه”.
وقال بولحية في سياق حديثه: “نتمنى أن تكون المراجعة الأخيرة التي تطال الدستور فلابد من دراسة ومناقشة متأنية للمسودة وتقديم مقترحات في المستوى وعدم الإستعجال أو التسرع حتى لا نكون مرة أخرى أمام حتمية مراجعته، يكفينا تعديلات لهذا الدستور والذي تم مراجعته عديد المرات طيلة السنوات الماضية وهو الأمر الذي وجب تفاديه هذه المرّة بأخذ الوقت اللازم للوصول لدستور توافي ثابت وقار”.
زينب بن عزوز