تسابق الجزائر الزمن لتقريب دول الجوار، من بعضها ، كحل للانتصار على الانتشار المتواصل للإرهاب في المنطقة ، في وقت تنتظر فيه حكومة مالي والنيجر وتشاد وموريتانيا الاستفادة من المساعدة الأوربية لتحريك التنمية ودعم الأمن لاسيما من فرنسا التي ترابط بقواتها في مالي منذ سنوات .
شرع وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أول أمس في جولة خاطفة إلى دول الساحل جنوب الصحراء الغربية، بتوجيهات من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لتباحث تطورات الأوضاع بالمنطقة التي تواجه تنامي نشاط الجماعات الإرهابية .
وتشمل جولة عبد القادر مساهل إلى المنطقة، 4 دول هي تشاد والنيجر ومالي، إضافة إلى موريتانيا التي وصلها أول أمس، والتقى برئيسها محمد ولد عبد العزيز،وكشف الطرفان عن فتح أول معبر بري رسمي مع موريتانيا خلال أيام .
وسيقوم الوزير خلال هذه الجولة التي تعد الثانية من نوعها بعد تعيينه على رأس الوزارة خلفا لرمطان لعمامرة ، بتسليم رسائل رئيس الجمهورية إلى رؤساء الدول حول تطور الأوضاع في المنطقة .
ويبدو أن تدهور الأوضاع الأمنية بالساحل، ما يزال يُشكل هاجسًا لدى الجزائر التي تُركّز على الدبلوماسية الأمنية لتحريك الملفات الإقليمية .
وسيكون الملف الأمني في منطقة الساحل من أبرز ما سيناقشه وزير الخارجية مع رؤساء هذه الدول التي تشهد اضطرابات أمنية خطيرة بالنظر إل اتساع رقعة التنظيمات الإرهابية في هذه المناطق .
وتأمل الجزائر في حال نيلها موافقة شركاء دول الجوار بأن تباشر نشر قوات دعم إضافية عبر الحدود مع مالي والنيجر والتي يتجاوز طولها 1400 كيلومتر، في وقت يكثف الجيش عمليات وقف حركة الهجرة غير الشرعية للأفارقة عبر المعابر الحدودية مع هاتين الدولتين مع مالي والنيجر.
وينتظر أن تنظم الجزائر اجتماعا رفيع المستوى يضمّ قادة عسكريين من الدول الأربع ضمن نشاطات المركز الاستخباراتي والعملياتي المشترك الذي يقع مقره بتمنراست وهو ثاني أكبر هيئة مشتركة لدول الساحل بعد غرفة قيادة العمليات العسكرية المشتركة، والتي تجمع حلفاء الجزائر في حربها على الإرهاب.
ووجدت الجزائر نفسها وحيدة في المنطقة ،في دعم مرافقة الأطراف المتنازعة في شمال مالي بطريقة سلمية للتفرغ للقضاء على الإرهاب، اضافة الى دعمها الدائم للتعاون الأمني مع دول الجوار التي تشترك مع الجزائر في الحدود الجنوبية .وعلى الرغم من تطمينات الرئيس الفرنسي ماكرون خلال زيارته الأخيرة إلى مالي التي دعا فيها الرئيس المالي ومسؤولين عسكريين فرنسيين إلى تسريع اتفاقية الجزائر .
لكن مراقبين شككوا في تفسير المبادرة الفرنسية بأنها محاولة حقيقية لسحب البساط من الجزائر بخصوص ملف مالي، لاسيما وأن فرنسا موجودة عسكريًا في مالي منذ جانفي 2013
وساهمت العملية الأخيرة التي وقعت في النيجر،من تعقيد الوضع في المنطقة بعد الكشف عن وجود قوات امريكية في المنطقة ،تقاتل الى جانب القوات الفرنسية ضد الحركات الإرهابية .
وهو ما جعل الجزائر في مركز ترقب للأوضاع،وسارعت إلى نشرقوات من الجيش على حدودها مع مالي والنيجر لتجنب تسرب إرهابيين إلى داخل الحدود بعد ملاحقة الجيش الأمريكي والفرنسي.
وتتزامن جولة وزير الشؤون الخارجية إلى دول الساحل الأفريقي جنوب الصحراء، مع استعراضات عسكرية لقوات الجيش بتخوم المنطقة، وبمتابعة ميدانية لنائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، الذي توقّف لأيّامٍ بولاية تمنراست التي تحتضن مقر القيادة العسكرية العملياتية المشتركة لدول الساحل.
ويجري حاليًا تفعيل مركز التنسيق العملياتي والاستخباراتي بـتمنراست، والذي تم تأسيسه عام 2010، بعد تنامي نشاط فرع القاعدة في المغرب الإسلامي.
وشدد رئيس أركان الجيش قايد صالح على امتلاك الجيش للقدرات العسكرية اللازمة لتأمين الحدود مع تونس وليبيا ومالي والنيجر وتشاد، ومكافحة الإرهاب الذي يتغذى على الاضطرابات التي تشهدها بعض دول الجوار.
وتواجه الدول الأربعة إضافة إلى الجزائر أخطار أمنية كبيرة ازدادت حدتها بعد بروز أنصار المسلمين التنظيم الإرهابي الذي وحد إسلاميي الساحل ويضم الجديد جماعة أنصار الدين، وإمارة الصحراء الكبرى وهي ستة كتائب تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ، وكتيبة المرابطون جناح مختار بالمختار ، وكتائب ماسنا وأعلن التنظيم الجديد مبايعته لأمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وأبو مصعب عبد الودود أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأبرم هذا التنظيم تحالف مع عصابات الجريمة المنظمة ومهربي البشر في محاولة من التنظيم لتوسيع نطاق موارده المالية من أجل ضمان استمرار بقاءنشاطه واستقطاب عناصر جديدة .
رفيقة معريش