في الوقت الذي راجت فيه أخبار تفيد بأن أسعار السيارات بدأت تعرف تراجعا في الآونة الأخيرة، بعد تأثرها بقرار السماح لوكلاء السيارات بالاستيراد دون تحديد “الكوطات” أكد تجار السيارات المستعملة ومرتادو الأسواق أن الأسعار لم تعرف أي تراجعا إلى حد الآن، فهي لا “تزال ملتهبة” خصوصا في بعض الأصناف التي على العكس ارتفع سعرها في الشهرين الأخيرين بنسبة تقارب الـ 20 بالمائة، كما أشار بعض تجار السيارات المستعملة في حديثهم مع “الجزائر” أن سوق السيارات كغيره من الأسواق يخضع لقانون العرض والطلب وأن الأسعار لن تنخفض إلا مع بدء وصول أول “كوطة” من السيارات المستوردة، وما دون ذلك يبقى “مجرد كلام بعيد عن الواقع”.
كثر الحديث مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحتى عبر بعض وسائل الإعلام عن “انهيار مرتقب” لأسعار السيارات في الجزائر بعد العودة إلى قرار استيراد السيارات، كما انتشرت عبر الأنترنت ما يشبه “سوق افتراضي لبيع السيارات” يروج لفكرة أن الأسعار بدأت تعرف تراجعا منذ أسبوعين، ما دفع بالكثير من المواطنين خاصة الفضوليين منهم إلى تحسس الأسعار عبر عرض سياراتهم للبيع، غير أن العارفين بخبايا السوق يدركون جيدا أن “السوق لا يسير بالكلام”، وأن “السوق لا يؤمن إلا بالشيء الملموس”، حيث أكدوا أن أسعار السيارات منذ فيفري الماضي، مع بدء انتشار فيروس “كورونا” إلى اليوم ارتفعت بنحو كبير بنسبة 20 بالمائة مقارنة بالأسعار التي كانت عليها قبل ظهور “كورونا”، وفي هذا السياق يقول التاجر نبيل-خ، ينشط على مستوى سوق تيجلابين للسيارات، في تصريح لـ”الجزائر”، أنه “كثر مؤخرا الحديث عن تراجع أسعار السيارات في الجزائر، خصوصا بعد الإعلان عن عودة استيراد السيارات في قانون المالية التكميلي 2020، غير أن هذا الأمر يبقى مجرد كلام يتداول عبر القنوات غير الرسمية غير العليمة بوضع السوق وواقعه الحقيقي”، ويوضح المتحدث ذاته، أن “التاجر أو البائع أو المشتري لا يمكنه الاعتماد على ما يقال هنا وهناك، بل يبحث عن الأشياء الملموسة، كما أن سوق السيارات لا يمكن أن يسير بما يدار من أحاديث إنما بما هو موجود وواقع”، وأكد أنه “لا يمكن لأسعار السيارات أن تعرف تراجعا إلا حين يبدأ في التطبيق الفعلي لقرار الاستيراد، وحتى أن التراجع في الأسعار بعد بدء تطبيق القرار سيكون تدريجيا وطفيفا، فسوق السيارات كغيره من الأسواق يتأثر بالعرض والطلب، فإذا كانت السلعة متوفرة تبدأ الأسعار بالانخفاض، وإذا كان المعروض قليلا أو منعدم فالأسعار سوف تلتهب”، وأضاف التاجر ذاته، أن “الأسعار حاليا خيالية، وقد تعرف تراجعا صغيرا قد يقدر ما بين 4 إلى 5 ملايين سنتيم مع بدء استيراد أول كوطة، وبعدها قد تنخفض أكثر بعد الكوطة الثانية، أي بعد أن تصبح السلعة -السيارات- متوفرة أكثر من ذي قبل ويصبح هناك معروض، وكلما زاد المعروض كلما كانت هناك منافسة وتراجعت الأسعار”.
من جانبه قال التاجر (بوالعيش- م) الذي ينشط بسوق السيارات بسطيف، في حديثنا معه أن “أسعار السيارات لحد الآن لم تعرف أي تراجع، بل على العكس من ذلك، منذ بدء انتشار فيروس كورونا، قفزت الأسعار بنسبة تقاربالـ 20 بالمائة، خصوصا لبعض الأصناف من العلامات التي تعتبر مقصد العائلات المتوسطة الدخل كسيارات “بيكانتو” للعلامة “كيا” وسيارة “أتوس” للعلامة هيونداي، والسيارات “لوغان” للعلامة “داسيا”، إضافة إلى العلامة اليابانية “تويوتا”، وقال إنه “حاليا لا توجد أي عمليات بيع أو شراء”، واعتبر أن ما يتم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر فيديوهات تروج على أن هناك عودة نشاط عمليات البيع والشراء “لا أساس لها من الصحة”، حيث أفاد أن “هناك أطرافا لها غايات محددة تريد التلاعب بالمواطنين بإيهامهم أن “سوق السيارات انهار” لدفعهم لبيع سياراتهم خوفا من أن تنهار الأسعار مستقبلا أكثر فيتكبدون خسائر كبيرة، وأكد المتحدث ذاته، أنه “لا يمكن الحديث فعليا عن انخفاض أسعار السيارات إلا بعد دخول قرار الاستيراد حيز التنفيذ وبدء وكلاء السيارات بجلب أولى الكوطات”.
رزيقة.خ
الرئيسية / الاقتصاد / قلة المعروض تلهب الأسعار في انتظار دخول قرار الاستيراد حيز التنفيذ:
انخفاض أسعار السيارات المستعملة لن يكون قريبا
انخفاض أسعار السيارات المستعملة لن يكون قريبا
قلة المعروض تلهب الأسعار في انتظار دخول قرار الاستيراد حيز التنفيذ:
الوسومmain_post