تنظم وزارة الثقافة والفنون، في إطار الأيام الوطنية للباس الجزائري، للمحافظة على التراث الثقافي اللامادي، ثلة من المحاضرات والندوات التفاعلية حول التراث اللامادي موسومة بـــ “في ذاكرة اللباس الجزائري” تحت شعار “لباسي.. ذاكرتي وثقافتي”، ابتداء من 10 أوت الجاري، وذلك لما يتبوؤه هذا التراث في منظومة الإرث الثقافي للأمم، من منزلة يحتفى بها دوما، ونظرا لما يحمله من مقومات هويتها وتاريخها وأنساقها السوسيو ثقافية، حسب بيان لوزارة الثقافة.
ووفق ذات المصدر، فإن المحاضرة الأولى ستكون حول أهمية المحافظة على التراث الثقافي اللامادي في الجزائر – إلقاء د. قاليز ويزة، فيما ستكون المحاضرة الثانية حول اللباس التقليدي التلمساني “حرفة المجبود في صنع لباس العرس” من إلقاء د. بن عبد الله زهية، فيما لم يتم تحديد المحاضرة الثالثة للأستاذة بركاهم فرحاتي.
وتدعو وزارة الثقافة والفنون، جميع المهتمين والفاعلين في حقل التراث اللامادي، للحضور عبر الفضاء الأزرق، للإسهام في تنشيط ثلة من المحاضرات التفاعلية التي ستتناول مواضيع عالقة وشائكة تخص التراث اللامادي بدءا باللباس وانفتاحا على مواضيع أخرى في لقاءات أسبوعية تحت شعار “لباسي ذاكرتي وثقافتي”، حيث تعقد الوزارة آمالها على أن تكون هذه اللقاءات مائزة وناجعة بتجسيدها لنتائج مفصلية تخص حماية التراث اللامادي ومن ضمنه اللباس الجزائري، كما تهيب أيضا، كل المهتمين بالمشاركة تحميل تطبيق zoom meeting والاتصال عبر البريد الالكتروني.
وحسب ديباجة التظاهرة، فإن التراث يعتبره البعض لصيقا بالماضي، فإنه لدى البعض الآخر كيان أساسي في الذات الحية، كما أنه زادٌ حيوي مستمد من حياتنا اليومية الواقعية، علاوة على كونه “نفس روح لحظة الآن، وروح اللحظة التي كانت ومازالت، وروح كل تلك الأزمنة المتوارثة والمتجددة، ونظرا للمنزلة النوعية للتراث في الضمير الجمعي للأمم والشعوب والأفراد، وجب حمايته والمحافظة عليه بكل الطرق الممكنة والسبل المتاحة، تارة ببعثه وإحيائه، وتارة بتحفيز المبدعين والفاعلين فيه، وأخرى بتقريبه من الأجيال وتحبيبه إليهم، ويتجسد ذلك من خلال الغوص في ثناياه عن طريق البحث العلمي البناء الذي يفتق أكمام مكنوناته، مشهرا أدواته وآلياته التي تمكنه من إجلاء خفايا هذا التراث الشديد التنوع والغني بغنى الفضاءات الجغرافية التي منحته الحياة والتجدد والجمال والبقاء.
وإذا كان اللباس رافدا من روافد التراث اللامادي، ويراه الفرنسيون لا يصنع كاهنا، ويقول فيه المثل الشعبي الجزائري: “كل واش تحب والبس واش يحبوا الناس”، فإنه مع ذلك يفصح عن الانتماء الاجتماعي والقومي، ويشي بالحقبة التاريخية، كما يشير إلى الوضع المادي أو حتى الذوق، وفصول السنة، والمهنة الممارسة، والمنزلة الاجتماعية وغيرها.
وستسعى هذه اللقاءات إلى تعريف التراث اللامادي، وتثمينه، وترقيته، وإجلاء تنوعه وروافده وأشكاله، مع العمل على إجلاء سُبل حمايته والمحافظة عليه من كل ما من شأنه أن يلحق به الضرر تشويها أو عبثا وجهلا، وكذا قطع الطريق على محاولة الآخر السطو عليه.
صبرينة ك