انطلق، أمس، في العاصمة التونسية، اجتماع الحوار السياسي الليبي المباشر، وذلك بأشراف أممي وبهدف تحقيق رؤية موحدة حول إطار وترتيبات الحكم، التي ستفضي إلى إجراء انتخابات وطنية، من أجل إنهاء الأزمة الليبية، فيما شددت تونس البلد المضيف للحوار، على أن حل الأزمة لا يمكن إلا أن يكون ليبيا ليبيا، و أنه لا مجال للوصاية على الشعب الليبي، تحت أي شكل من الأشكال، فيما دعت الأمم المتحدة الأطراف الليبية إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفردية لحل الأزمة.
وبدأت أولى جلسات الحوار بين الفرقاء الليبيين بإشراف الأمم المتحدة، في مسعى للتوصل إلى تفاهمات لإنهاء النزاع في هذا البلد والترتيب لوضع مؤسسات الحكم الدائمة، وتأمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في إنهاء أزمة متفاقمة في ليبيا بسبب النزاع المستمر في هذا البلد منذ 2011 والذي تسبب في تشتت السلطة وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي لليبيين.
ويهدف الحوار، حسب البعثة الأممية، إلى تحقيق رؤية موحدة حول إطار وترتيبات الحكم، التي ستفضي إلى إجراء انتخابات وطنية في أقصر إطار زمني ممكن، من أجل استعادة سيادة ليبيا والشرعية الديمقراطية للمؤسسات الليبية.
وشدد الرئيس التونسي قيس سعيد خلال كلمته في افتتاح الاجتماع، أن “حل الأزمة لا يمكن إلا أن يكون ليبيا ليبيا”، وقال”الحل في ليبيا، يتمثل باستعادة الشعب الليبي سيادته الكاملة على كل أراضيه”، و أكد أنه “لا مجال للوصاية على الشعب الليبي، تحت أي شكل من الأشكال”.
و أضاف “إنها لحظة تاريخية نعيشها اليوم، بل وموعد مع التاريخ لا شك ألا أحد ينوي التأخر عنه” يقول الرئيس التونسي، وأوضح أن “تناقض الرؤى وتعارض الوجهات أمر عادي في كل الدول ولكن الحلول يجب أن تكون سلمية لأن الحروب والمعارك والدماء لا تخلف سوى ضغائن، التي لن تزول إلا بعد عشرات العقود، وتبقى ذكراها حاضرة على مر التاريخ في الأذهان والممارسات”.
وأكد على أن الشعب الليبي قادر بإرادة أبنائه على تجاوز كل الصعوبات وأن ” الواجب اليوم يقتضي من الجميع أن يقتنع أن الحل لا يمكن أن يخرج من البنادق ولا من أزيز الرصاص، الحل هو أن يستعيد الشعب الليبي سيادته كاملة في كل ذرة من ترابه، وفي أجواء ليبيا وبحرها, فله وحده حق تقرير مصيره بنفسه”.
من جانبه، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، جميع الأطراف في ليبيا بتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفردية لحل الأزمة في البلاد، وقال في كلمة مسجلة أذيعت خلال الملتقى، أن التوصل لوقف إطلاق النار في ليبيا كان خطوة أساسية لحل الأزمة، و اعتبر أن الملتقى السياسي الليبي المنعقد في تونس يمثل فرصة لحل خلافات الليبيين، وأكد على أن مستقبل ليبيا أكبر من أي خلافات حزبية، وأن الكرة الآن لتحديد مستقبل ليبيا باتت بين أيدي المشاركين في الملتقى.
وأضاف أن هذا الاجتماع ليس لاختبار مدى عزم المشاركين فيه، وإنما للتوصل إلى حل للأزمة في البلاد، متابعا “الآن حان دوركم لتحقيق دولة تطبق فيها الشرعية الديمقراطية، وتحترم فيها المؤسسات”.
وشدد غوتيريس على ضرورة الالتزام بقرار حظر استيراد الأسلحة، مجددا التأكيد على استعداد الأمم المتحدة لدعم مستقبل الليبيين، بما يحقق الأمن والاستقرار لهم. كما دعا المجتمع الدولي لتقديم دعمه القوي للعملية التي ترعاها الأمم المتحدة.
من جانبها، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة البعثة الأممية للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز، خلال الاجتماع، إن المجتمع الدولي بات على “مشارف ليبيا جديدة بعد سنوات من الشد والجذب والحروب والأزمات”، وأوضحت وليامز “نحن نخطو للأمام بخطوات واثقة في مسارات متعددة التي تسير بعضها الأمم المتحدة، مستندين إلى إرادة الشعب الليبي”، و أشارت إلى أن الطريق لن يكون مفروشا بالورود ولكن اتفاق وقف إطلاق النار في أرجاء ليبيا ساهم في تهيئة الأجواء قبل الحوار.
رزيقة. خ
الرئيسية / الحدث / دعوات لليبيين بتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفردية:
انطلاق الحوار الليبي بتونس وتأكيد على الحل “الليبي – الليبي”
انطلاق الحوار الليبي بتونس وتأكيد على الحل “الليبي – الليبي”
دعوات لليبيين بتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفردية:
الوسومmain_post