تنطلق، اليوم، القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر، والتي سيحتضنها قصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال بالعاصمة، وهي القمة التي توصف بـ “الحدث المفصلي”، نظرا لأهميته للبحث في كيفيات تنسيق السياسيات الغازية بين الدول المنتجة والمصدرة، ومناقشة التغيرات الجارية في السوق العالمية للغاز، سيما مسألة المناخ، التحول الطاقوي وأهمية الغاز الطبيعي كمصدر طاقوي حاسم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وسيشارك في القمة السابعة للمنتدى، القادة والمندوبين والشركاء من مختلف دول العالم، وسيتم بالمناسبة إطلاق حوار استراتيجي وتعاون مشترك لتعبيد الطريق لمستقبل طاقوي آمن ومستدام، حيث يتعلق الأمر بخلق مجال تلتقي فيه الأفكار والابتكار لتطوير قطاع الطاقة.
وحسب برنامج القمة، سيشهد اليوم الأول عقد اجتماع فريق العمل المتخصص رفيع المستوى، بمشاركة الأعضاء المعنيين، لوضع التعديلات النهائية على القرارات والالتزامات الواردة في “إعلان الجزائر”، ليتم رفعها للاجتماع الوزاري.
علاوة على ذلك، سيعرف اليوم الأول أيضا تقديم تقرير “توقعات الغاز العالمية 2050” بحضور مهنيي صناعة الغاز وأكاديميين وممثلي وسائل الإعلام حيث سيتم بالمناسبة تقديم عروض للمشاركين والخبراء.
وسيتم أيضا التدشين الرسمي للمقر الرئيسي لمعهد أبحاث الغاز التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز ومقره بالجزائر العاصمة، والذي يعد مركزا للابتكار والأبحاث مخصص لتعزيز فهم وتطبيق التقنيات المتعلقة بالغاز.
أما بالنسبة لليوم الثاني، فسيتم عقد الاجتماع الوزاري الاستثنائي للمنتدى بحضور وفود الدول الأعضاء، حيث سيناقش وزراء الطاقة لدول المنتدى النسخة النهائية للإعلان والقرارات المرتبطة به، وهذا بالإضافة إلى حفل توزيع جوائز منتدى الدول المصدرة للغاز في نسختها الثانية، لتكريم للشخصيات والهيئات التي قدمت مساهمات استثنائية لقطاع الغاز، استنادا للبرنامج المفصل للقمة.
كما سيقوم المنتدى خلال اليوم الثاني بالتوقيع على بروتوكولات اتفاق مع كل من اللجنة الإفريقية للطاقة “أفراك” التابعة للاتحاد الإفريقي ومعهد البحوث الاقتصادية لمنطقة “الاسيان” ودول شرق آسيا.
أما اليوم الثالث والأخير -2 مارس- فسيعرف اجتماع رؤساء الدول والحكومات على مستوى القمة للمصادقة على “إعلان الجزائر” الخاص بهذه القمة التي ستختتم أشغالها بعقد ندوة صحفية.
عرقاب: الدورة السابعة “قمة التحديات الكبرى”
هذا وكان وزير الطاقة محمد عرقاب قد أكد مساء أول أمس، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “أن الدورة السابعة لقمة رؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، هي “قمة التحديات الكبرى”، ستركز على ملفات التعاون المشترك بين الدول المنتجة الرئيسية بهدف ضمان استقرار أسواق الغاز العالمية ومواجهة التحديات التي قد تواجه الطلب على هذا المصدر الطاقوي النظيف خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح عرقاب، أن “التعاون المشترك بين الدول المنتجة سيكون من أبرز الملفات المطروحة في جدول الأعمال ومحور اهتمام القمة، بحيث ستكرس المناقشات جل اهتماماتها لبحث آليات هذا التعاون لضمان الأمن الطاقوي العالمي، وأهمية تأمين العرض والطلب، وخدمة المصلحة المشتركة، عبر عقود تجارية طويلة الأجل وتعزيز الجهد المشترك في مجال الاستثمار وتمويل المشاريع المستقبلية”.
كما أشار الوزير إلى أن القمة ستبحث كيفية مواكبة الدول المنتجة للتحول العالمي نحو مصادر الطاقة المستدامة، بالتأكيد على الدور الإيجابي الذي سيلعبه الغاز الطبيعي في الانتقال الطاقوي، إضافة إلى التأكيد على “ضرورة حماية الأسواق العالمية للغاز من كل أنواع التدخلات والأطر التنظيمية التي من شأنها تغليب مصلحة طرف على آخر، التي قد تنتج على المدى المتوسط والبعيد الإضرار باستقرار وتوازن الأسواق وأمنها”.
وحسب عرقاب، سيتم خلال هذه القمة “تقريب وجهات النظر بين الدول الأعضاء حول التحديات والفرص المختلفة التي تواجه صناعة الغاز، سيما في إدارة العرض والطلب”، واصفا هذه القمة بـ “قمة التحديات الكبرى” بالنظر إلى الظروف والمتغيرات الهامة على المستويين الإقليمي والدولي.
وإلى جانب متغيرات وأزمات في أوروبا والشرق الأوسط على المستوى الإقليمي، أشار عرقاب إلى التحديات الدولية على غرار تداعيات أزمة كوفيد-19، والتكيف مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ في ظل تزايد الضغوط على تعجيل الحوار حول أهداف انخفاض انبعاثات الغازات الدفيئة والحد من استعمال الطاقة الأحفورية.
ولفت الوزير إلى الدور المتزايد للغاز الطبيعي في المزيج الطاقي العالمي، الأمر الذي يبرز، حسبه، أهمية عقد مناقشات مفصلة ودعم التعاون بين الدول المصدرة للغاز لضمان نجاح الانتقال الطاقوي.
وأشار عرقاب إلى أن انعقاد قمة المنتدى بالجزائر “يمثل حدثا استراتيجيا ذا أهمية قصوى في مجال الطاقة، حيث ستسعى الجزائر إلى تعزيز الشراكة بين الدول من أجل الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالغاز، لتعزيز مكانتها والدور الذي يمكن أن تلعبه في إطار الحلول المستدامة للطاقة المستقبلية”.
وكشف الوزير عن “العدد المتزايد” للدول المنتجة للغاز الطبيعي التي تسعى للانضمام إلى عضوية المنتدى للحصول على صفة “مراقب”، فيما تقدمت دول أخرى بطلبات للانضمام إلى عضوية المنتدى الكاملة، وهو ما يعكس، حسبه، “رغبة هذه الدول في الاستفادة من الفرص والمزايا التي يوفرها المنتدى لدوله الأعضاء”.
كل الظروف مهيأة لإنجاح الدورة
وعن التحضيرات لقمة الجزائر، أكد وزير الطاقة و المناجم، أن السلطات العمومية وفرت كافة الإمكانيات وهيأت الظروف اللازمة لاستقبال جميع الوفود و المنظمات والهيئات الرسمية، متوقعا “نجاح هذه الدورة على كل المستويات”.
من جانبه كان أوزير الاتصال، محمد لعقاب،قد أكد الاثنين المنصرم، أن كل الظروف مهيأة لاستقبال ضيوف الجزائر الذين سيشاركون في القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، و ثمن دور الصحافة الوطنية في مرافقة و تغطية الحدث.
رزيقة. خ