• الخبير عبد اللطيف بلغرسة: “المنتدى فرصة للجزائر لإيجاد أسواق جديدة للغاز والكهرباء”
تشارك الجزائر في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي بروسيا، الذي انطلقت أشغاله أمس الأربعاء، ويدوم إلى غاية 17 جوان الجاري، ويحضره أكثر من 17 ألف مشارك من 130 دولة، وسيركز على القضايا الاقتصادية الرئيسية والتحديات التي تواجه الأسواق الناشئة.
وبالنسبة للجزائر يعتبر المنتدى الذي يعد منصة فعالة لتبادل الآراء والخبرات بين صانعي السياسة والمسؤولين وممثلي قطاع الأعمال من مختلف دول العالم، ذو أهمية كبيرة، كونه فرصة لتبادل الأفكار والخبرات والبحث عن أسواق جديدة وخلق شراكات إيجابية -رابح-رابح- لاسيما وأن الجزائر بلد طاقوي بامتياز ويديها قدرات إنتاجية وتصديرية متزايدة، إضافة إلى قدراتها في مجالات أخرى.
وبالنظر للسياسية الإقتصادية للجزائر القائمة على تثمين المقدرات الوطنية، والرفع من الإنتاج الوطني والتفتح على الأسواق الخارجية، فالمنتدى حسب الخبراء فرصة للجزائر لبناء شراكات مع الدول المشاركة التي لها ميزة تفاضلية، ما يسمح للجزائر بتطوير المجالات التي هي بحاجة فيها لخبرات أكبر من جهة، وتمكنها من ربط علاقات لإيجاد أسواق جديدة لها لترويج المنتجات الوطنية من جهة أخرى.
وبالعودة لعدد المشاركين في المنتدى، فقد نقلت وكالة “روس كونغرس” عن السكرتير التنفيذي للمنتدى أنطون كوبياكوف قوله: “في الوقت الحالي، أكد أكثر من 17 ألف شخص من 130 دولة وإقليم مشاركتهم في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي”.
وأشار كوبياكوف، أن منتدى بطرسبورغ هو أداة اتصال بين المجتمع والسلطات، تحدد وتيرة وعمق التحولات التي تحدث في الدولة، مع مراعاة أهداف التنمية الوطنية في سياق التغيرات الجيوسياسية العالمية.
وأضاف السكرتير التنفيذي للمنتدى أن “آليات التنمية الإستراتيجية للدولة يتم وضعها في المنتدى بالتعاون مع جميع مؤسسات التنمية ومناطق البلاد والمنظمات غير الحكومية والجمعيات العامة ووسائل الإعلام ومنظمات الشباب”.
من جانبه، أشار محافظ مدينة سان بطرسبورغ ألكسندر بيغلوف، إلى تزايد الاهتمام بالمنتدى، وسط سعي دول العالم لتوسيع التعاون مع روسيا، على الرغم من الضغط الغربي لعرقلة هذا الاتجاه.
وقال المسؤول الروسي إن “التغيرات الجيوسياسية أثرت بالتأكيد على المنتدى، لكنه لا يزال حدثا عالميا”، مضيفا أن “المنتدى هذا العام سيجمع ممثلين من أكثر من 100 دولة، بما في ذلك رابطة الدول المستقلة والصين والهند وفيتنام”.
وبحسب بيغلوف فإنه من المتوقع أن يشارك عدد كبير من الضيوف من دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار وتايلاند، لافتا إلى أنه يتم تكثيف التعاون مع هذه الدول قطاع تكنولوجيا المعلومات وبناء السفن والطب والتعليم.
وعن المشاركة العربية في المنتدى قال محافظ مدينة سان بطرسبورغ: “نتطلع إلى تمثيل كبير من الشرق الأوسط، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين..”.
وينقسم برنامج الأعمال الرئيسي لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي إلى خمس مجموعات: “الاقتصاد العالمي في عصر التحول العالمي”، “الاقتصاد الروسي: من التكيف إلى النمو”، “بناء السيادة التكنولوجية”، “مدخرات الناس وجودة الحياة كأولوية قصوى”، “سوق العمل: الاستجابة للتحديات الجديدة”.
بالإضافة إلى برنامج الأعمال الرئيسي، سيقام على الحدث: المنتدى الاستشاري الإقليمي العشرين للأعمال (ب 20) والمنتدى الاقتصادي للشباب ومنتدى الشركات الصغيرة والمتوسطة ومنتدى سلامة الأدوية ومنتدى الأعمال الإبداعية.
كما تم التخطيط لستة فعاليات تجارية ثنائية على شكل حوار تجاري مع شركاء أجانب من العالم العربي وأمريكا اللاتينية وآسيا والهند والصين.
الخبير الإقتصادي، عبد اللطيف بلغرسة:
“المنتدى فرصة للجزائر لإيجاد أسواق جديدة للغاز والكهرباء”
أكد الخبير الاقتصادي، عبد اللطيف بلغرسة، على أهمية منتدى بطرسبورغ الاقتصادي، وقال إنه “منتدى مبني على فكرة سياسية اقتصادية قوامها عالم متعدد الأقطاب”.
وأضاف بلغرسة لـ”الجزائر” أن “لهذا المنتدى أهمية أولا هو لقاء لاقتصادات الدول مع بعضها البعض، ولربط العلاقات الاقتصادية وفرصة لتبادل الخبرات، فكل اقتصاد له نقاط قوة وله نقاط ضعف، ومن خلال تبادل الأفكار والخبرات والتقنيات تتمكن الاقتصادات من تقليص الفجوات الموجودة، وتكون لديها فرص أكبر لاكتساب تقنيات جديدة، خاصة أن روسيا وخلال هذا المنتدى دائما ما تقدم للمشاركين تقنيات ومساعدات فنية، لاسيما للدول التي يعرف اقتصادها تطورا، وخرجت من مرحلة النمو المتباطئ في الاقتصاد إلى النمو المتسارع ومنها الجزائر”.
وبالنسبة للجزائر، فيقول الخبير الاقتصادي، أن هذا المنتدى “مهم جدا بالنسبة لها لإيجاد أسواق جديدة لمنتجاتها، لاسيما الطاقوية كالغاز والكهرباء بالنظر لعدد الدول المشاركة في المنتدى ما يتيح لها-للجزائر- بحث أكثر الفرص ربحية لها ضمن أسواق هذه الدول”.
وأضاف بلغرسة إن “الجزائر باعتبارها قوة طاقوية تحتاج مزيدا من الأسواق، ولكل دولة مشاركة ميزة تفاضلية، فمنها من هي متطورة زراعيا وأخرى صناعيا، ومنها دول تتميز بالمستوى العالي لجامعاتها، وأخرى متطورة في مجال التكنولوجيات، ويمكن للجزائر خلق شراكات مع هذه الدول في إطار رابح-رابح، أي الشراكة الإيجابية”.
رزيقة. خ