بعد يومين من انعقاد منتدى الحوار الوطني والذي وإن حمل معه بذور فشله في نظر الكثير من المتتبعين والذين رأوا في اجتماع 6 جويلية الفارط بحثا عن التموقع وتقاسم غنائم المرحلة المقبلة أكثر منه بحثا عن مصلحة البلاد وتقديم خارطة طريق الخروج من الأزمة بعدما صاحبه من اختلاف وتضارب الضجة بين “الوثيقة” والبيان الختامي” وكذا تصريحات القيادي في حزب جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف والتي قال فيها إن عبد العزيز رحابي لم يعينه أحد ليكون منسقا لمنتدى الحوار الوطني بل مجرد “موزع للكلمات” في اللقاء الأخير هذه الصراعات والانقسامات التي انطلقت مبكرا من لقاء وصفه الكثير بمثابة رسكلة للوجوه القديمة وإدراجها في الخارطة السياسية الجديدة لتحل محل القديمة المرفوضة شعبيا.
حمل المنتدى الوطني للحوار والذي توج بوثيقة عين البنيان في طياته بذور الفشل وهو الأمر الذي برهنت عليه الصراعات التي انطلقت مبكرا بين الوجوه القديمة التي يراد منها أن تحل محل بعض “رموز النظام السابق” ويكون لها دور في المرحلة المقبلة هذا الصراع المبكر يأتي في ظل مشهد سياسي لا يزال يطبعه الغموض من سلطة رفعت يدها عن الحوار ولم تكشف عن خارطة المرحلة المقبلة سيما ما تعلق بالاستحقاقات الرئاسية وتوفير الشروط اللازمة فلا هيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات تم تشكيلها ولا لجنة حوار سبقتها غير أن الأمر لم يمنع من بروز الطموحات الشخصية لدى المشاركين في المنتدى والذي ركز البعض منهم على ضرورة تعجيل تنظيم الرئاسيات في أقرب الآجال فيما اعتبرها البعض بغير الأولوية .
صراع “البيان” و”الوثيقة”
بوادر الانقسام ظهرت في اليوم الموالي من انعقاد المنتدى الوطني للحوار بتداول البيان الختامي للمنتدى الوطني للحوار عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأثار ضجة كبيرة سيما في ظل حديث عن نهاية الاجتماع على التوافق على وثيقة سميت بوثيقة عين البنيان ولا بيان ختامي تضمن توصيات كما تم الترويج له غير أن الملفت للانتباه هو أن حزب جبهة العدالة والتنمية كان من الأحزاب الأولى الذي سارعت لتفنيد تتويج اجتماع المنتدى الوطني للحوار ببيان ختامي بحيث أكد القيادي في حزب جبهة العدالة والتنمية في تصريحات له :”لم يصدر عن المنتدى الوطني للحوار أي بيان ختامي والوثيقة الرسمية المنبثقة عن المنتدى عي التي تمت تلاوتها وتسليمها للحاضرين عنونت بوثيقة عين البينان “وهي تحمل تشخيصا للأزمة التي تعيشها البلاد وخارطة طريق الخروج منها الحلول وآليات مباشرة الحوار والآليات الدستورية والقانونية التي يجب وضعها للرجوع إلى المسار الانتخابي السليم والصحيح في أقرب الآجال .”
بن خلاف في تصريحاته لم يتوقف عند هذا الحد بل تجاوزه للحديث عن تجاوزات عرفها المنتدى الوطني للحوار سيما ما يتعلق بوثيقة عين البنيان والتي قال إنه كان مبرمجا تلاوتها قبل كلمة الأحزاب غير أن جدول الأعمال تم تغييره وتركه لآخر الاجتماع في محاولة لتمرير البيان الذي روج له إعلاميا والذي لم يصادق عليه المشاركون وخصص حيز معتبر منه لمسألة الرئاسيات كنقطة رئيسية.
رحابي لم يكن “منسقا للمنتدى الوطني للحوار”
الصراعات في المنتدى ميزتها إسقاط صفة منسق المنتدى الوطني للحوار على عبد العزيز رحابي هذا الأخير الذي أكد أن منحه هذه الصفة جاءت من المنخرطين في فعاليات التغيير وذكر رحابي في منشور له عبر صفحته على الفايسبوك أن “الأحزاب والمجتمع المدني الموسع الذي قدم أرضية 15 جوان الفارط وجمعيات أفرزتها الهبة الشعبية ستنظم ملتقى الحوار الوطني يوم 6 يوليو 2019 وكلفتُ بالتنسيق لإدارة هذه المبادرة السياسية الشاملة والجامعة لوضع تصور وآليات للخروج من الأزمة والذهاب في آجال معقولة إلى تنظيم أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ البلاد” غير أن الانتقادات طالته من حزب جبهة العدالة والتنمية بوصفه موزع الكلمة خلال لقاء 6 جويلية الفارط فقط وأن الإعلام هو من منحه أكثر من ذلك لتطرح عديد علامات الاستفهام عن هذا التضارب المصحوب بالانتقاد وعدم خروج هؤلاء عن صمتهم عند منحه صفة المنسق لعبد العزيز رحابي وتأجيل الأمر لما بعد المنتدى الوطني للحوار للحديث عن ذلك .
الانتقادات لرحابي لم تتوقف عند ذلك ففي الوقت الذي تحدث هذا الأخير عن توسيع المنخرطين في المنتدى الوطني للحوار أكد القيادي في حزب العدالة و التنمية لخضر بن خلاف أن الأمر لم يتم التطرق له في المنتدى وأن أمر النقاش في الموضوع متروك للمناقشة ضمن فعاليات قوى التغيير .
زينب بن عزوز