الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / بوحنية قوي الخبير في العلاقات الدولية والأمنية لـ "الجزائر"::
“بإمكان الجزائر توظيف علاقاتها لحلّ الأزمة السورية”

بوحنية قوي الخبير في العلاقات الدولية والأمنية لـ "الجزائر"::
“بإمكان الجزائر توظيف علاقاتها لحلّ الأزمة السورية”

كيف تقيمون تسابق دول عربية لإعادة علاقاتها مع سوريا وهي التي كانت محسوبة على المعسكر الداعم لإسقاط النظام في دمشق؟

أعتقد أن دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الخط أخلط الأوراق، وهو الذي أخرج جنوده من شمال سوريا لأنه لم يجد حاليا مصالح محققة في مواصلة التعامل هذه الأزمة. المشكل في اعتقادي أن الموقف العربي من النظام السوري انطلق من مقاربة جماعية غير ناجحة بسبب رفض الجزائر والعراق وسلطنة عمان ولبنان الانسياق وراء باقي الأنظمة العربية.

ظل موقف الجزائر الرسمي متماسك من الأزمة السورية رغم الانتقادات التي تعرض لها، لماذا حسب رأيكم؟

نعم، موقف الجزائر يمكن وصفه بـ”المتوازن” بحيث تعامل مع شرعية الأمر الواقع، لاعتبارات تاريخية بين النظامين السياسيين، هذا من جهة وفي المقابل لم يتعاط سلبيا مع المحسوبين على “الثورة” فتم استقبال آلاف اللاجئين وبعض النشطاء من المعارضة بغض النظر عن إيديولوجياتهم.

في رأيي، الجزائر لا يهمها من ينتقد مواقفها الخارجية، وقد شاهدنا كيف أن الجهات الليبية التي كانت تهاجم الموقف الجزائري خلال حربهم مع معمر القذافي سنة 2011 تحولت بعد سنوات من ذلك لدعوة الجزائر لمساعدتهم في إنشاء القوى الأمنية والعسكرية الليبية.

ما يمكن قوله، أن الموقف الجزائري تميز بالتناقض داخليا، بين الموقف الرسمي الداعي إلى الحلول السلمية وإبعاد شبح التدخل العسكري الأجنبي والوقوف إلى جانب شرعية النظام السوري، وبين بعض التوجهات الشعبية والإعلامية في الداخل التي تعاطفت مع ما تراها بـ”الثورة” السورية، واعتبرتها حراك وطني ديمقراطي.

هل يمكن الاعتماد على الجزائر للعب دور في حل الأزمة السورية داخل الجامعة العربية؟

لا يمكن وضع الزيارات التي قام بها مسؤولون جزائريون إلى دمشق في الأدراج، كزيارة وزير الشؤون الخارجية مساهل الذي أكد من هناك رفض الجزائر لأي عمل مسلح، كل هذه المؤشرات بإمكانها تقديم دفع للعرب للاتكاء على دور جزائري في خطة إعادة سوريا إلى الجامعة العربية. أعتقد أن الجزائر بإمكانها توظيف علاقاتها المميزة مع إيران وباقي الدول العربية. وعربيا كذلك، حيث أن الزيارة الأخيرة لقائد أركان الجيش الفريق قايد صالح إلى الإمارات العربية المتحدة وقطر رسالة أخرى على امتلاك الجزائر لورقة توازن مع الفرقاء العرب.

كيف تتوقعون تعامل الحكومة السورية مع هذه المستجدات التي تصب حتما لصالحها؟

هي فرصة تاريخية للنظام السوري لتحويل أعداء الأمس، إلى حلفاء، إنجاز كبير إذا صدقت التنبؤات بأن تعمل هذه الدول العربية الثرية في إعادة إعمار سوريا بعدما أنهكت بالأمس القريب قوات الجيش العربي السوري الذي فقد في وقت ما القدرة على انتشاره فوق ترابه إلى 20 بالمئة.

أتوقع أن تكون سنة 2019 سنة عودة النظام السوري إلى حضن الجامعة العربية، وأن يمثله في القمة المقبلة، في تونس، رئيس الحكومة أو وزير الخارجية، حيث لا أعتقد حضور بشار الأسد، ثم ستكون سنة 2020 سنة إعمار سوريا.

حاوره: إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super