يشهد الصالون الدولي للبناء والأشغال العمومية “باتيماتيك” في طبعته الـ 25، مشاركة قوية لمختلف الشركات الناشطة في مجال البناء والأشغال العمومية من الجزائر ومن الخارج، وتعد هذه الطبعة الأقوى من حيث عدد العارضين، ومن حيث تنوع المنتجات التي تعرض، كما كشف عن أحدث التقنيات المستخدمة في البناء والإنجاز الخاصة بمختلف المشاريع في هذا المجال.
والمتجول في أجنحة المعرض يدرك مدى التطور الذي بلغته الشركات المحلية الناشطة في مجال مواد البناء والأشغال العمومية، من جهة، ونوعية المنتوج الذي تقدمه من جهة أخرى، ما يعكس التنافسية التي أبان عنها الصالون، والتي أكد العارضون المحليون فيه أنها منافسة تعود بالمنفعة على الإنتاج الوطني والاقتصاد الوطني ككل، خصوصا أن المنتوج الوطني سواء من الإسمنت أو الآجر أو الحديد أو الرخام وغيرها، أصبح الأكثر استعمالا في مختلف المشاريع بالوطن وحل محل المنتجات المستوردة وهذا نظرا لجودته العالية.
في هذا الإطار، رأى معظم زوار المعرض أن المنتوجات المحلية المعروضة اتسمت بالجودة وأسعارها في المتناول، وهو ما يدعو لتشجيع المنتوج المحلي أكثر، كما أكدوا أن هناك تطور في مجال البناء والعمارة، وأصبح يتسم بلمسات عصرية، ما يبشر بمسقبل زاهر في مجال البناء والعمران.
شركة “بسة” للترقية العقارية.. لمسة عصرية ساهمت في تحديث النسيج العمراني
تعد شركة “بسة” للترقية العقارية من أكبر الشركات العقارية في الجزائر، وقد احتلت في السنوات الأخيرة المراكز الأولى في سوق العقارات من خلال إنجاز سلسلة من المشاريع العقارية التي تتميز بهندسة معمارية عصرية.
وتشارك “بسة” للترقية العقارية، في مختلف الطبعات الخاصة بمعرض “باتيماتيك، باعتبارها الراعي الرسمي للصالون، وفي هذا الصدد يؤكد مسؤول الإدارة بالشركة أحمد اسماعيل، في تصريح لـ “الجزائر”، أن مشاركة المجمع في الصالون تهدف إلى التقرب أكبر من الزبائن، وعرض كل ما هو جديد من منتجات، سواء تعلق الأمر بالمشاريع الجديدة أو بالتطبيقات الجديدة التي دائما ما تعمل على إدخالها لتسهيل الخيارات أمام الزبائن.
وأضاف المتحدث ذاته أن “بسة” تساهم في إيجاد مناصب عمل للعديد من الشباب، حيث تشغل حاليا أزيد من 350 موظفا مباشرا، وأزيد من 6 آلاف موظف غير مباشر، كما أن المجمع يعمل دائما على وضع لمسات عصرية على كل ما يقدمه من مشاريع سكنية، ما يساهم في تحديث النسيج العمراني في المناطق التي تقيم عليها مشاريعها السكنية.
وذكر في هذا السياق عددا من المشاريع التي يعمل عليها المجمع بالعاصمة، ومنها مشروع سكني بالأبيار وبالقبة، واثنان بأولاد فايت وآخر بالعاشور، وهي مشاريع تضم أزيد من 500 وحدة سكنية.
وقال إن المجمع يدرس الإمكانية إقامة مشاريع خارج العاصمة، ببجاية وجيجل وقسنطينة وغيرها، خصوصا وأن هناك طلب متزايد على سكنات المجمع بالنظر للمعايير التي تنجز بها الشقق، وإدخال اخر التكنولوجيات ضمنها، كما أشار إلى القوانين التي أقرتها الحكومة مؤخرا وتلك التي سوف تصدر قريبا والتي من شأنها تشجيع إنجاز المشاريع.
الشركات الصينية حاضرة بقوة وتبحث عن فرص أكبر
في الجولة التي قامت بها “الجزائر” في أجنحة المعرض، يتضح جليا الحضور القوي للشركات الصينية، حيث يشارك فيه العشرات، منها من حطت رحالها بالجزائر لأول مرة، وتبحث من خلال المعرض عن فرصة لها بالسوق الجزائرية، ومنها من تعرفت على هذه السوق منذ سنوات وتمكنت من الظفر بمكان به، وحتى منها من نقلت مقرها للجزائر.
ومن بين الشركات، شركة “هنغ شنغ ميتال” المتخصصة في صناعة الأعمدة والصفائح الحديدية، وهي متواجدة بالجزائر منذ أزيد من عشر سنوات، واختارت ولاية البليدة لتكون مقرا رئيسيا لها. وفي هذا الصدد يقول مالك الشركة ياو وان، في تصريح لـ “الجزائر”، إن مؤسسته تقوم بتجميع مخلفات الحديد، وتحولها إلى مادة صلبة عبر عدة مراحل، تصنع بها دعامات وأساسات وصفائح حديدية بمختلف الأشكال، تستعمل في تصنيع الأسيجة والسلالم الحديدية وغيرها.
وأضاف أن مشاركة مؤسسته في المعرض جاء لعرض المزيد من منتجاتها والتعريف أكثر بها، وإيجاد زبائن جدد، خصوصا أن صنف المنتجات التي تنتجها الشركة تعد منتجات مطلوبة، وفي المقابل لا يوجد إلا عدد قليل جدا من الشركات الناشطة في هذه الصناعة بالتحديد، قد لا تتجاوز عدد أصابع اليدين.
وأضاف المتحدث ذاته أن الشركة تعمل على الرفع من الإنتاج، فحاليا توظف أزيد من 500 عامل، وهدفها المساهمة في تلبية الطلب المتزايد من هذه المنتجات في السوق الوطنية. كما أن الشركة ستتجه نحو صناعة أنواع أخرى من دعامات الحديد والصلب، والتي تدخل في البناء.
أما شركة “غوانغ يا ميثال” وهي أيضا شركة صينية متخصصة في صناعة مقاطع الألمنيوم الخاصة بالنوافذ والأبواب المعدنية، وتلك التي تستخدم في البنايات والصناعات الأخرى ذات الصلة، تشارك في الصالون، وفي هذا الصدد قال مسؤول الشركة “كيفان كونغ”، في تصريح لـ “الجزائر”، إن الشركة تزور الجزائر لأول مرة، وهي ترغب من خلال مشاركتها في معرض “باتيماتيك” إيجاد زبائن لها بالجزائر، سيما أنها ترى أن الجزائر سوق واعدة ومتطورة، وأن لها نظرة جد إيجابية بخصوصها.
وأضاف المتحدث ذاته، أن شركته تثق في منتوجها والذي يسوق لعدد كبير من دول أمريكا اللاتينية ودول إفريقيا، وترى أن بإمكانها أيضا إيجاد مكان لها بالسوق الجزائرية.
وأكد العارض الصيني، أن الصالون الدولي للبناء والتعمير فرصة كبيرة أمام شركته للترويج لمنتاجتها، وأشار في هذا الصدد إلى أن الكثير ممن زاروا جناح الشركة أبدوا اهتمامهم وأرادوا الاضطلاع أكثر على كل ما تقدمه.
للتذكير، يشارك في الصالون الذي تستمر فعاليته إلى غاية اليوم، 900 عارض منهم 550 عارضا وطنيا، وبمشاركة 350 مؤسسة أجنبية من عشرين دولة، ويعتبر حدثا رئيسيا في قطاع الأشغال العمومية ويمثل جميع فروع البناء ومواد البناء والأشغال العمومية.
كما يمثل الصالون فضاء مخصصا لالتقاء المهنيين الوطنيين والأجانب الذين يستفيدون من فرص كبيرة لتسليط الضوء على مهاراتهم ومنتجاتهم وابتكاراتهم الجديدة وإقامة علاقات تجارية مثمرة.
وتعتبر التظاهرة أيضا فرصة لإبراز أهمية المنتوج الوطني في انجاز مختلف مشاريع البناء والأشغال العمومية، ويتم تنظيم هذا الحدث من قبل الشركة الجزائرية للمعارض والصادرات “سافكس” و”باتيماتيك إكسبو” تحت رعاية وزارة السكن والعمران والمدينة.
رزيقة. خ