السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / في ذكرى ستينية استقلال الجزائر:
باحثون في التاريخ يشككون في إرادة فرنسا للتقدم في حل ملف الذاكرة

في ذكرى ستينية استقلال الجزائر:
باحثون في التاريخ يشككون في إرادة فرنسا للتقدم في حل ملف الذاكرة

يرى باحثون في التاريخ أن فرنسا دائما ما تبدي في خطابتها الرسمية “المناسباتية” ليونة تجاه ملف الذاكرة مع الجزائر، لكنها في النهاية تبقى مجرد “خطب سياسية” لم تنتقل بعد إلى مرحلة “التنفيذ”، وبحسبهم فإن أسلوب معالجة هذا الملف في العهدة الثانية للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لن يتغير عن العهدة الأولى.

الباحث في التاريخ، عمر بوضربة:
“معالجة ماكرون لملف الذاكرة خلال العهدة الثانية لن يتغير”
اعتبر الباحث في التاريخ، عمر بوضربة، أن معالجة ملف الذاكرة من الطرف الفرنسي في العهدة الثانية للرئيس الفرنسي ماكرون، لن تتغير عن طريقة تسييره في العهدة الأولى، ويرى المتحدث أنه على الجزائر أن تكون أكثر إصرار وإلحاحا مستقبلا فيما يخص هذا الملف المهم بالنسبة إلينا.
وقال بوضربة في تصريح لـ”الجزائر” إن “ماكرون كان قد وعد سابقا بتحسين العلاقات مع الجزائر فيما يخص ملف الذاكرة والإعتراف بجرائم بلاده التي ارتكبتها أثناء العقبة الاستعمارية، لكن بقيت مجرد وعود، وقد يكون راجع ربما لضغط من اليمين المتطرف أو حتى لقناعات ماكرون في حد ذاته، بالإضافة إلى الظروف المحيطة به من جماعات الضغط بفرنسا الرافضة” وهي كلها -يضيف الباحث– عوامل لن يتمكن الرئيس الفرنسي من أن يحسن تعامل بلاده مع هذا الملف”.

المؤرخ، عامر رخيلة:
“فرنسا لم تنقل خطاباتها إلى مرحلة تنفيذ الفحوى”
من جانبه، قال المؤرخ، عامر رخيلة، إن خطابات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بخصوص ملف الذاكرة التي اعتاد على الإدلاء بها في مناسبات معينة تبدي ليونة بخصوص سياسة باريس تجاه هذا الملف، لكنها في الحقيقة بقيت حبيسة الخطب فقط ولم تنتقل لمرحلة تنفيذ المضمون، ويرى المتحدث أنه على الجزائر اليوم أن تكون أكثر صرامة مع الطرف الفرنسي فيما يتعلق بهذا الملف مستقبلا.
وأوضح رخيلة في تصريح لـ”الجزائر” أن تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون التي تأتي في رسالة تهنئة للرئيس تبون بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال التي أكد من خلالها أنه ملتزم بمواصلة عملية الاعتراف بالحقيقة والمصالحة لذاكرتي الشعبين الجزائري والفرنسي تدخل ضمن الخطابات المعتادة لماكرون، فهي ليست المرة الأولى التي يدلي بها بمثل هكذا تصريحات والتي تبدي ليونة في السياسة الفرنسية اتجاه ملف الذاكرة، غير أن المشكلة ليست في تصريحات الطرف الفرنسي، إنما بمدى التزامه بهذا الخطاب الذي اعتاد على تمريره في كل مناسبة”.
ويرى رخيلة أنه من جانبنا كجزائريين، نرحب بمثل هكذا خطابات، لكن نأمل أن نصل مع الطرف الفرنسي والذي لا يمثل فقط الرئيس ماكرون، إنما أيضا المؤسسات السياسية الفرنسية إلى خطوات متقدمة، حيث من المفروض أن تنتقل السلطات الفرنسية من مرحلة الخطاب إلى مرحلة تنفيذ مضمون الخطاب في قرارات ومواقف وتلغي كل الصفحات والمواقف التي أعلن عنها هذا الطرف.
ويؤكد المؤرخ رخيلة أن الجزائر ليست بحاجة إلى خطاب الرئيس الفرنسي لتسير قدما في ملف الذاكرة بما يصب في مصلحتها، إنما هي بحاجة اليوم إلى أن تكون أكثر صرامة مع الطرف الفرنسي، سيما في المرحلة القادمة، في ظل المتغيرات السياسية التي يعرفها العالم، وفي ظل الترتيبات التي تريدها القوى الدولية على المستوى العالمي أو الإفريقي والمغاربي بالخصوص.
واعتبر رخيلة أن الكرة اليوم في ملعب الجزائر، ولا بد من وضع النقاط على الحروف مع الطرف الفرنسي الذي يتحجج في كل مرة بوجود لوبيات تعرقل مسار تسوية ملف الذاكرة، فإذا كان الفرنسيون يريدون لهذه العلاقات أن تأخذ منحى آخر ايجابي بمبدأ “مصلحة –مصلحة” لكلا الطرفين، فهذا مرحب به، إما إذا كانوا يريدون علاقات تخدم مصلحتهم فقط، فعليهم أن يدركوا أن الجزائر ترفض هذا الوضع، خصوصا وأن الخطاب الجزائري صريح ويؤكد على مصلحة الطرفين.

أستاذ التاريخ بجامعة وهران، رابح لونيسي:
“المعالجة الفرنسية لملف الذاكرة لم تكن عملا مخلصا”
من جانبه يقول المؤرخ، رابح لونيسي، إن معالجة فرنسا لملف الذاكرة المشتركة مع الجزائر في عهد ماكرون مع الجزائر لم يكن “عملا مخلصا” فهي تريد “عملية مقايضة” والجزائر أهملت خطابات هذه الأخيرة ولم تعد تعطيها بالا كونها متكررة ومناسباتية دون وجود أثر لها على أرض الواقع.
ويرى المؤرخ ذاته أنه على الجزائر أن تتخذ خطوات للضغط على فرنسا وجعلها تدرك أنها غير قادرة على مقايضة ملف الذاكرة، وتضطر لمعالجته، كما يجب أن يعالج وليس كما تريد هي معالجته.
للإشارة، فقد تلقى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون رسالة تهنئة من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمناسبة الذكرى الستين للاستقلال، أعرب ماكرون من خلالها عن أمله في “تعزيز العلاقات القوية أساساً” بين البلدين، وفق ما جاء في بيان عن قصر الإليزيه مساء الإثنين.
وقال الإليزيه في بيانه إن “الذكرى الستّين لاستقلال الجزائر، في 5 جويلية 2022، تشكّل فرصة لرئيس الجمهورية لكي يرسل إلى الرئيس تبّون رسالة يعبّر فيها عن تمنياته للشعب الجزائري ويبدي أمله بمواصلة تعزيز العلاقات القوية أصلاً بين فرنسا والجزائر”.
وأكد ماكرون عبر البيان على “التزامه مواصلة عملية الاعتراف بالحقيقة والمصالحة لذاكرتي الشعبين الجزائري والفرنسي”.
رزيقة. خ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super