تريد باريس تسريع وتيرة استعداداتها العسكرية بمنطقة الساحل الإفريقي إلى حده الأقصى ،لتوجيه ضربة عسكرية مع مطلع العام الجديد للجماعات الإرهابية الناشطة بالساحل الصحراوي المحاذي لحدود الجزائر الجنوبية.
تتابع الجزائر بقلق شديد التحولات الأمنية في حدودها الجنوبية، تحسبا لدخول القوة العسكرية الأفريقية لمحاربة الإرهاب حيّز الخدمة، بداية من مطلع العام الجديد 2018، وتضاعفت المخاوف بعد ضخ 150 مليار دولار من طرف السعودية والإمارات لتنفيذ المشروع من طرف الراعي الفرنسي للعملية.
ويسابق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الزمن من أجل إثبات قدرة باريس على الحسم مع الجماعات الإرهابية المسلحة في الساحل الأفريقي.
وخلال زيارته منذ ايام إلى النيجر، ألح ماكرون على أهمية تسجيل تقدم نوعي في محاربة المسلحين بداية من العام المقبل.
وجاءت هذه الجولة مع قرب إطلاق العملية العسكرية مطلع العام المقبل، والتي تعكف فرنسا على التحضير المكثف لها ومباشرتها خلال الأسابيع المقبلة التي تصادف العام الجديد، بغية محاربة الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوي.
وقال ماكرون مخاطبا الجنود الفرنسيين الذين زارهم بالنيجر مند أيام :”أنا فخور بكم، فرنسا فخورة بكم ،فرنسا تنعي قتلاها، تعتني بجراحها وفخورة بأبنائها الذين يحاربون لحمايتها”، معلنا أن عملية برخان ستستمر”بهدف تحقيق انتصارات واضحة وهامة ضد العدو “.
وتعد القاعدة الفرنسية في نيامي، التي تضم 500 فرد وطائرات ميراج 2000 ،مسيّرة المركز الجوي الرئيسي للقوة المشاركة في عملية برخان، كما أنها أكبر عملية عسكرية خارجية لفرنسا، إذ يشارك فيها 4 آلاف جندي فرنسي ينتشرون في 5 دول هي مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو وموريتانيا.
وقال ماكرون خلالها إن “الجهد سيستمر في 2018 لمكافحة الجماعات الجهادية في منطقة الساحل”، قبل أن يتفقد وحدات متمركزة في قاعدة نيامي الجوية المتقدمة، ويبحث مع الرئيس النيجري محمد يوسف، مكافحة الجماعات الجهادية في منطقة الساحل.
وقال: “علينا ألا نترك الساحل للمنظمات الإرهابية ،يجب ألا نتخلى عن شبر واحد من هذه الأرض “.
وكان ماكرون، قد صرّح في القمة التي احتضنتها العاصمة الإيفوارية أبيدجان بين الاتحادين الأفريقي والأوروبي بأن “القوة العسكرية المنبثقة عن مجموعة الخمسة، ستجتث الإرهاب في المنطقة خلال أسابيع، وسيكون شهر فيفري القادم موعد نهاية الإرهاب في المنطقة”.
وهو ما يشير إلى معالم سيناريو الحرب الوشيكة، القائمة على ضربة استباقية تتكفل فرنسا بإدارتها جويا ولوجستيا، في حين تضطلع القوة الأفريقية، بالمهمة على الأرض .
ويسعى ماكرون الى تقليص الكلفة المالية واللوجيستية التي تتطلبها عملية “بارخان” التي تقودها فرنسا في المنطقة منذ عام 2014، بتعويضها بالقوة الإقليمية المتشكلة من دول المنطقة والتخلص من الانخراط الميداني على الأرض للقوات الفرنسية .
وضمان الغطاء السياسي الدولي للتدخل في الساحل، بما يعفي فرنسا من استحقاقات قد تضر بنفوذها مستقبلا في أفريقيا .
وتتخوف الجزائر من تداعيات الحرب المنتظرة على الإرهاب في منطقة الساحل، التي يصعب حسمها بمجرد ضربات استباقية.
وكانت الجزائر قد أرسلت وزير الداخلية نورالدين بدوي، إلى موريتانيا والنيجر الدولتين العضوين في مجموعة الخمسة، من أجل بحث المسائل الأمنية في الحدود المشتركة .
والتقى نورالدين بدوي وزير الداخلية والأمن العمومي النيجيري محمد بازوم بوزير الداخلية الموريتاني أحمد ولد عبدالله
وخيّمت ملفات التعاون الأمني وتنمية المناطق الحدودية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة للحدود والحرب على الإرهاب، وسبل وآليات الحفاظ على أمن واستقرار المناطق الحدودية في ظل التطورات الأخيرة، والحرب المنتظرة في المنطقة خلال الأسابيع القادمة، على جولة بدوي إلى البلدين المجاورين.
وفشلت باريس إقناع السلطة في الجزائر بلعب دور في المنطقة انطلاقا من تجربتها في محاربة الإرهابيين، ووجود حدود مشتركة مع عدد من بلدان الساحل،وزار ماكرون الجزائر والتقى الرئيس بوتفليقة ومسؤولين آخرين من بينهم قايد صالح والوزير الأول ،في محاولة أخرى لإشراكها في الخطة الفرنسية لمحاربة الإرهابيين على الحدود الجنوبية ،لكن موقف الجزائر بقي ثابتا دون حراك.
وسألت وكالة الأنباء الفرنسية،الوزير الأول أحمد أويحيى عن احتمال مشاركة الجزائر في القوة العسكرية لمجموعة الخمسة التي تقودها فرنسا ، فأجاب أن “حاجزًا دستوريًا يمنع القوات الجزائرية من المشاركة في أي تدخل خارج حدودها”، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي إدوار فيليب.
وتراهن باريس اليوم على القمة المقبلة للبلدان الخمسة في بلجيكا في شهر فيفري المقبل من أجل دفع الجزائر على تغيير موقفها لحسم الحرب جنوبا.
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / وسط قلق جزائري من تبعاتها:
باريس تستعد لتوجيه ضربة عسكرية في الساحل مع مطلع السنة الجديدة
باريس تستعد لتوجيه ضربة عسكرية في الساحل مع مطلع السنة الجديدة
وسط قلق جزائري من تبعاتها:
الوسومmain_post