شكلت ذكرى 65 لاندلاع الثورة التحريرية فرصة للحكومة الفرنسية لتجديد موقفها وبلغة دبلوماسية محضة، من الأزمة السياسية التي تمر بها الجزائر، وتشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته مع تصريح وزيره للخارجية جون إيف لودريان عن طريق الإشادة بروح المسؤولية التي عبر عليها الجزائريون في مسيراتهم السلمية، مؤكدان على ضرورة الحوار لإيجاد مخرج للوضع.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حسابه الخاص على “تويتر”: بمناسبة ذكرى اندلاع حرب التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، أبعث بتحياتي الصادقة إلى الشعب الجزائري”، ونوه الرئيس الفرنسي في التغريدة بـ “روح المسؤولية، التي تحلى بها الجزائريون في هذا الوقت الحاسم”، كما عبر عن تمنياته في أن يتمكن الجزائريون، من مواجهة تحديات المستقبل، بالحوار الحر.
من جهته، هنأ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الجزائريين بمناسبة حلول الذكرى الـ 65 لاندلاع الثورة التحريرية، وقال وزير الخارجية الفرنسي لودريان في تصريح مكتوب نقله موقع “فرنسا الدبلوماسية”: “أتقدم بتهانينا للسلطات والشعب الجزائري”، وأضاف: “أمنية فرنسا اليوم هو إيجاد الجزائريين معا طريقهم للإنتقال الديمقراطي”، وتابع لودريان: “الجزائريون وحدهم هم من لهم قرار تحديد مصيرهم مستقبلا، وأشار إلى أن أمنية فرنسا للجزائر تكمن في وجود روابط معمقة مع الجزائر. كما حيا لودريان: “روح المسؤولية والتحضر التي أبان عنها الجزائريون منذ بداية المسيرات”.
ولا تريد باريس وفق الكثير من المراقبين اتخاذ مواقف مضادة للحراك الشعبي ولا ضد السلطة في الجزائر، بحيث تريد إمساك العصا من الوسط وانتظار ما ستسفر عليه الأمور خاصة مع الرغبة الشديدة لدى السلطة على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها شهر ديسمبر القادم، وترتبط فرنسا مع الجزائر بعلاقات تاريخية مريرة ومصالح اقتصادية من الجانبين وتعيش جالية جزائرية كبيرة في فرنسا نصفهم من مزدوجي الجنسية، وخلال السنوات الأخيرة من حكم بوتفليقة ظلت العلاقات بين الدولتين متأرجحة من رئيس فرنسي لآخر.. حيث عرفت مدا وجزرا خلال عقدين كاملين.
إسلام كعبش