حققت الجزائر مكسبًا ثقافيًا عالميًا بعد موافقة لجنة “اليونيسكو” على تسجيل أغنية “الراي” تراثا جزائريا ثقافيا لامادي للإنسانية.
جاء ذلك في أعقاب الاجتماع السابع عشر للجنة المعنية بإدراج فنون ثقافية غير مادية على قائمة التراث العالمي لــ “اليونسكو”، والذي ينعقد بالعاصمة المغربية الرباط، من أجل دراسة ملف الراي إلى جانب عدة ترشيحات جديدة من عدة بلدان لإدراجها فنون ثقافية غير مادية على قائمة التراث العالمي، حيث حضر الاجتماع وفدا برئاسة مددير مركز البحوث في عصور ما قبل التاريخ سليمان حاشي.
واعتبرت وزارة الثقافة والفنون في بيان لها، أنه وبهذا التصنيف افتكت الجزائر شهادة حاسمة باعتراف العالم بهذا النوع الموسيقي الثقافي، مؤكدة أصالته الجزائرية بلامنازع، وهو بما يتمتع به من عراقة وشاعرية وتنوع موسيقي رسالة محبة وسلام للإنسانية جمعاء
الوزيرة صوؤية مولوجي:” الجزائر تنخرط بنبل في جهود “اليونسكو” للحفاظ على التراث الثقافي الإنساني”
وأعربت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي عن سعادتها وهي تزف هذا الانتصار إلى المشهد الثقافي والفني الجزائري، كما تسدي أسمى آيات الثناء والتقدير لكل الدول الأعضاء ضمن لجنة “اليونيسكو” على هذا الانصاف التاريخي والمستحق، مشيرة أن الجزائر وهي تنخرط بنبل في جهود “اليونيسكو” للحفاظ على التراث الثقافي الإنساني، ستواصل نضالها من أجل تحقيق المزيد من الانتصارات الثقافية وطنيًا ودوليًا.
الراي… نهاية الجدل
وكان ها النوع الموسيقي قد أثار نوعا من الجدل بين الجزائر والمغرب، هذه الأخيرة التي طالبت جمعيات فيها هي الأخرى بادراج الراي ضمن التراث المغربي، رغم أنه معروف عالميا أن مهد أغنية وموسيقى الراي هو الغرب الجزائري مثل ولايتي وهران و سيدي بلعباس … الخ.
وبحسب الباحثين في الموسيقى، فإن الرّاي نمط موسيقي ولد في ولاية سيدي بلعباس، غَرَفَ من الأغنية البدوية، ثمّ ترعرع في ولاية وهران وتأثّر بالأغنية الوهرانية، وصل إلى العالمية من فرنسا، بفضل الفنّانين المهاجرين آنذاك على غرار: خالد، مامي، فوضيل… إلخ.
واعتمد الراي على نصوص الملحون، حيث كان يطلق على رواد هذه الأغنية “الشيوخ”، لكن هل كان هؤلاء الشيوخ يتوقعون أن المواويل التي أطربوا بها القبيلة لتكون سببا في ولادة هذا النمط الموسيقي.
وسبق أن تقدمت الجزائر في سنوات سابقة، بطلب رسمي إلى منظمة “اليونسكو” لتسجيل موسيقى الراي موروثا وطنيا خالصا للجزائريين.
يذكر أن قائمة التصنيفات ضمّت: 56 ملفّا، فإلى جانب الراي، هناك صلصة “الهريسة” الحارة التونسية، والخنجر العماني، والمواقع التراثية “لمسار رحلة العائلة المقدسة” في مصر، في حين تقدّمت إيران وسوريا بملف مشترك حول “فن صناعة الأعواد والعزف عليها”، حيث شرعت منظمة” اليونسكو” في الإعلان عن الملفات التي يتم قبولها ابتداء من يوم الثلاثاء الفارط وإلى غاية اليوم السبت.
صبرينة ك