تم اجتماع الحكومة الخاص بالبرنامج التكميلي للتنمية بولاية تيسمسيلت، وهو الاجتماع الثاني لها المخصص لولاية بعينها، بعد ولاية خنشلة في 2021، وتعكس هذه المبادرات بحسب مراقبين للشأن المحلي رغبة السلطات في إيصال رسائل إلى مختلف الولايات التي تعاني ضعفا في التنمية والهياكل، بأنها ضمن الأولويات، كما يعتبرونها “مبادرات جيدة” تخصص خلالها برامج إضافية في كل القطاعات للولاية المعنية لإنجاز ما يعتقد أنه من الأولويات في العملية التنموية وإلحاقها بباقي الولايات الأخرى.
قال الخبير الإقتصادي، الهواري تيغرسي، إن “اجتماعات الحكومة على المستوى المحلي تقرب بين المسؤول المحلي والمجتمع المدني وتقرب أيضا وجهات النظر وتعيد الثقة للمواطن، كما تحدد إمكانيات المنطقة، وتحدد نوعية الإستثمارات التي يمكن إقامتها، من خلال شراكات حقيقية خلاقة للثروة تبعث التنمية وتفك العزلة”.
ويرى المتحدث أن اجتماع الحكومة بولاية تيسمسيلت يندرج ضمن إستراتيجية وضعتها السلطات لفك العزلة عن الولايات التي قد تسجل “تخلفا تنمويا” مقارنة بولايات أخرى، حيث تعهد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون لـ10 ولايات، وكانت البداية بولاية خنشلة من السنة الماضية واليوم ولاية تيسمسيلت.
وأضاف البرلماني السابق، تيغرسي في حديثه لـ”الجزائر” أن “اجتماعات الحكومة في هذه الولايات وبالتحديد اليوم بتيسمسيلت لفك العزلة وبعث التنمية المحلية بها، لاسيما أنها منطقة تفتقر للعديد من المشاريع خاصة منها مشاريع الطرقات التي من شأنها ربطها بباقي الولايات المجاورة، حيث أن أغلب طرقاتها وعرة وضيفة ولم يتم ربطها لحد الآن بالطريق السيار شرق وغرب”.
وأضاف الخبير الاقتصادي ذاته إن “من الإشكاليات الكبيرة في ولاية تيسمسيلت هي غياب الطرقات، ما يؤثر على النشاطات التجارية، إضافة إلى قلة المشاريع الصناعية سواء عمومية أو خاصة، إذ يوجد بها مشروع استثماري وحيد، كما أن الولاية تعاني من ارتفاع نسبة البطالة إذ تقارب 23 بالمائة”.
ويرى المتحدث ذاته، أن الولاية قد تستفيد من مشاريع أولية بربطها بالطريق السيار شرق-غرب عن طريق خميس مليانة لإعطاء حركية أكبر للولاية التي تقع بين 6 ولايات، ما يجعلها منطقة عبور، ويمكنها من تنشيط التنمية في المناطق المجاورة، كما يمكنها ربط الشمال بالجنوب، ثم حل إشكالية العقار لخلق مناطق صناعية، كون الولاية تعاني من هذه الإشكالية بسبب أن أغلب أراضيها فلاحية أو غابية.
من جانبه، قال الوالي الأسبق، بشير فريك، أن “اجتماعات الحكومة بالولايات تقليد جاء يه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فبعد المحطة الأولى والتي كانت ولاية خنشلة، تم عقد اجتماع خاص بولاية تيسمسيلت، وهي ولايات تفتقر للمشاريع التنموية، والهدف من هذه الاجتماعات تدارك العجز في العملية التنموية في هذه المناطق وخلق هياكل ومشاريع تنموية”.
وأضاف فريك لـ”الجزائر” أن “اجتماع اليوم، قرره رئيس الجمهورية بعد اجتماع خنشلة، وقد تكون هناك اجتماعات في ولايات أخرى”، وأوضح أنه قبل اجتماع الحكومة تجتمع لجان قطاعية مع والي الولاية المعنية، لتحديد الاحتياجات ووضع الأولويات، كالطرقات، الزراعة في المناطق الجبلية، الهياكل الصحية، ويتم ضبط المشاريع ذات الأولوية مع المنتخبين المحليين.
ويعتبر فريك أن هذه الاجتماعات ذات رمزية، لأن انتقال الحكومة لولاية معينة، يعني أن الحكومة تريد إيصال رسالة مفادها أنها تقف إلى جانب سكان الولاية، وأن الدولة سترافقهم وساهرة على انشغالاتهم.
ويؤكد الوالي السابق أن هذه المبادرات “جيدة ومفيدة” للولاية المعنية، حيث دائما ما يخصص فيها مبالغ مالية معتبرة أو ما يسمى ببرامج إضافية في كل القطاعات، لإنجاز ما يعتقد أنه من الأولويات في العملية التنموية لإلحاق الولاية المعنية بباقي الولايات الأخرى.
رزيقة. خ