أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين وعضو في اللجنة الوطنية لمتابعة ورصد فيروس “كورونا، بقاط بركاني، أنه “لا يوجد لغاية اليوم علاج فعال 100 بالمائة ضد الفيروس كوفيد 19″، مشيرا إلى أن اعتماد الجزائر “كورونا” لبروتوكول العلاج المسمى “الكلوروكين” هو تجريبي فقط وعلى الحالات الخطيرة، ولم يتم إثبات فعاليته حتى في الدول الكبرى التي لا تزال الأبحاث جارية حول مدى نجاعته، داعيا في السياق ذاته إلى عدم الإنسياق لما ذهب إليه البعض بالقول أن هذا الدواء هو بداية نهاية هذا الوباء في الجزائر كون هذه التصريحات خطيرة وتهدد تجسيد الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدولة والمطالب من الجميع بالتقيد بها، بحيث اعتبر أن السلاح اليوم هو “الوقاية والوعي وتقيد الجميع بالتدابير الإحترازية وفقط”.
وذكر بركاني، لدى نزوله أمس، ضيفا على حصة “ضيف الصباح” عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى: “هذا الدواء بصفة مختصرة يسمى “هيدروكسي كلوركين” وهو دواء قديم الصنع يستعمل في علاج مرض الملاريا وهو دواء ليس باهض الثمن و منتوج في الجزائر بالتعاون مع شركة أجنبية وقد يستعمل في علاج الملاريا وبعض أعراض أمراض المفاصل غير أنه لوحظ من طرف باحث فرنسي أن لديه بعض الفعالية في علاج فيروس كورونا وأؤكد أنه أعطى نوع من الفعالية فقط والبحوث لا تزال سارية المفعول في أوروبا”، وتابع في السياق ذاته: “نحن في الجزائر بدأن في بروتوكولات ومعناها أننا بدأنا في استعمال هذا العلاج كإجراء أولي بالنسبة لبعض المرضى في حالة خطيرة لكون استعمال هذه المادة تقتضي الإلتزام ببعض المقاييس فالأغلبية الساحقة المصابين بهذا الفيروس سيشفون أما الفئة الأخرى المستعصية والمقدرة ب 5 بالمائة والتي مصيرها ضرورة اللجوء لوسائل الإنعاش وحتى الموت في أغلب الأحيان وهذه الفئة التي نفكر فيها فإذا أعطى هذا الدواء نتائج فعالة سنتابع الأبحاث التي تجرى في العالم فإن كانت نتائج الأبحاث إيجابية فنحن متأهبون”.
وكشف بركاني على أن الجزائر لديها مخزون إستراتيجي من مادة هيدروكسي كلوركين إذا أثبتت نتائج الأبحاث التي تجرى في بعض الدول فعاليته غير أنه دعا الجزائريين لعدم البحث عن هذا الدواء لكونه دواء خطير و لابد من الطبيب مختص في استعماله و تحديد الجرعات وعن فعاليته قال: “هذا الدواء ينقص حجم الفيروس في جسم الإنسان وترتفع مناعته وأجدد التأكيد إذا أثبتت الأبحاث الجارية فعاليته فإن الدولة الجزائرية ستقوم بتوفيره ولكن في المستشفيات، وأحذر الجزائريين أن هذا الدواء ليس مهدئ كالبراسيتامول ومادة عادية بل مادة خطيرة واستعماله بصفة عشوائية قد يسبب تبعات خطيرة و تؤدي للإعاقة الدائمة”، وأضاف: “بعض الجزائريين سمعوا بهذه المادة عبر الأنترنت و توجهوا للصيدليات لشرائه و أنا أحذر فإستعمالة لن يكون إلا بقرار من السلطات و يستعمل في ظروف خاصة”، وقال أيضا : نحن في مرحلة بروتوكول العلاج يعني تجربة و نتتبع و فعاليته ولا نستطيع بين عشية وضحاها نقول أنه فعال والآن الإجراءات الوقائية هي التي تعطينا الثمار حتى ثبوت فعالية هذا العلاج”.
ورد بركاني على من أدرجوا إعتماد الجزائر لبروتوكول العلاج المسمى “الكلوروكين” لأجل التصدي لفيروس كورونا المستجد في خانة بداية القضاء على الوباء قائلا :” هذا هو الخطر لأننا بذلك سنضرب عرض الحائط كافة الإجراءات الوقائية المتخذة من طرف الدولة و هذا خطأ كبير جدا و نحذر الجزائريين من الإنسياق وراء من يقول أن هذا الدواء فعال و يتم خرق كافة الإجراءات الوقائية لأن لغز هذا الفيروس لحد الآن لم يعرف و الدواء المعالج للملاريا هو قيد التجربة فقط و ليس الدواء الفعال النهائي البحوث حولها في العالم لا تزال جارية حوله ولم تثبت نجاعته الكلية”.
نحن اليوم أمام خيار الوقاية أو إحصاء المصابين والموتى
وجدد بركاني التأكيد على أن المواطنين اليوم مطالبين بالتقيد بالإجراءات الإحترازية التي اتخذتها الدولة للخروج من هذه الأزمة التي تتخبط فيها البلاد ومست كافة دول العالم غير أن بعض دول استطاعت تجاوزه مثل الصين التي بدأن فيه الأمور ترجع لنصابها بسبب وعي الشعب وتقيده بالإجراءات الوقائية و التي لم تسجل أية حالة جديدة و ثمن في السياق ذاته جملة القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية أول أمس بالحجر الصحي الكلي على ولاية البليدة لمدة 10 آيام قابلة للتمديد و الجزئي على العاصمة بالقول إن مستجدات تفشي هذا المرض هي التي دفعت لإتخاذ مثل هذه الإجراءات و التي تصب في صالح الحفاظ على صحة الجزائريين و قال :” مستجدات تفشي هذا المرض هي التي تدفع الدولة لرفع درجة التأهب والإجراءات الوقائية والحجرالصحي الكامل على ولاية البليدة هو قرار صائب لكونها تعتبر بؤرة بتسجيل أغلبية الحالات فيها فالجزائر اليوم في أزمة و الشعب مطالبون بالإلتزام بالإجراءات الإحترازية لنتجاوز المرحلة الحالية و في حالة عدم إلتزامهم فلا طائل من كافة التدابير الوقائية المتخذة” و تابع :” نحن أمام خيارين إما التزام المواطنين و تحليهم بالوعي والمسؤولية و نخرج من هذه الأزمة الصحية أو نبقى في دائرة إحصاء عدد المصابين والموتى بسبب هذا الفيروس”.
كما اعتبر بركاني أن إجراءات الحجر الصحي الكلي على البليدة وحضر التجوال على العاصمة تم بناء على مستجدات تفشي فيروس كورونا والحجر الصحي العام على كافة الولاية متوقف على مستجدات هذا الوباء ومدى التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية.
زينب بن عزوز