اعتبر جلواجي ابراهيم مدير الوكالة المتوسطية المختصة في تنظيم التظاهرات والأسفار “MED VOYAGES” أن تقديم العرض المسرحي الشهير “ناتان الحكيم” يومي 15 و14 فيفري المقبل، جاء ليمرر رسائل السلم والإنسانية والتسامح الديني، وخلق جسر ثقافي بين دول البحر المتوسط من بينها الجزائر وفرنسا، مشيدا بالدعم الذي لقيه من طرف القنصل العام الجزائري لمارسيليا ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، مشيرا انه سطر برنامجا ثقافية وسياحيا زاخرا للفرقة تقودهم إلى منطقة تيبحيرين ولاية المدية، بوسعادة ولاية المسيلة، زاوية الهامل، متحف نصر الدين دينييه، العاصمة ومعالمها القصبة، مسجد كتشاوة، السيدة الافريقية، تيبازة ومعالمها الحضارية.
وفي ندوة عقدت أمس بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، أدارها بوبكر سكيني رئيس مصلحة الاتصالات بالمسرح، قال جلواجي أن العرض من تقديم الفرقة المسرحية لجمعية ” الصداقة بين الديانات” سيشرف عليه الفنان الكبير سيداحمد أقومي.
من جهته قال جمال بدرة رئيس مسجد “الرحمة” بضواحي مارسيليا أن الدين الحقيقي من هو أكثر حبا، وحلما وتسامحا، وذلك امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم “خير الناس انفعهم الناس”، قائلا في سياق متصل “أنا اليوم لا أناقشكم في الأمور العقائدية”، وإنما جئنا كمجموعة لتأسيس خطاب إنساني قبل أن يكون إسلامي أو مسيحي
مخرج العرض برتران كازماريك، قال بأن فكرة العرض جاءت لإحياء مسرحية ليسنغ بفضل أعضاء “الصداقة بين الأديان” ليقولوا بأنه حتى لو كانت الأديان مختلفة في جوانب معينة، فإن هذا لا يمنعنا من أن نكون أصدقا، العيش معاً ممكن من خلال قبول اختلافات كل واحد منا ولا يمكن أن يكون لمسرحية ناثان الحكيم معنى إلا إذا لعبها ممثلون مسيحيون ومسلمون. الشخصية الرئيسية في المسرحية هي يهودي، ولكن لم يشارك في العمل أي ممثل يهودي، لأن إيستر مدينة ذات أغلبية مسيحية ومسلمة..
و تدور أحداث المسرحية بمدينة القدس بين سنة 1187-1192 و تروي قصة «رشا» بنت تاجر يهودي حكيم ناتان، ينقدها من النيران فارس من فرسان الهيكل الذي عفا عنه السلطان صلاح الدين الأيوبي، لتبدأ قصة درامية تلبسها الإثارة و الغموض حول الهوية الحقيقة لرشا التي قد تتسبب في هلاك ناتان، حيث يطلب منه صلاح الدين حكامة بين ممثلي الديانات الثلاثة الموحدة.
يذكر إنه تم إنشاء فرقة “الصداقة بين الأديان” في 5 فيفري 2018 بمدينة إيستر. تجمع هذه الجمعية أشخاصا من أديان مختلفة من اجل تعميق فهمهم المتبادل والمساهمة في بناء مستقبل عدالة وسلام وحرية. تهدف هذه الجمعية إلى خلق فضاء للحوار والنقاش والعمل المشترك. تنشط أساسا في مجالات الترفيه والحياة الاجتماعية.
أما وكالة “ميد للأسفار” فتنشط في الجزائر العاصمة ومرسيليا في آن واحد لتكون فاعلا نشيطا في مجالات التبادلات بين ضفتي المتوسط لاسيما الثقافية والاقتصادية، وبالأخص تلك التي تحمل رسالة تسامح وإثراء متبادل. ومنذ عام 2007، يترأس إبراهيم جلواجي “المتوسط-أوربا للسياحة” في الجزائر العاصمة و”المتوسط للتظاهرات والأسفار” في مرسيليا. حاصل على شهادة ليسانس في التاريخ من جامعة قسنطينة، تخرج جلواجي أيضا من جامعة الثقافة والسياحة من أجل السلام (شهادة توقعها منظمة اليونسكو ومنظمة السياحة العالمية) كما انه حاصل على شهادة عليا في التسيير السياحي من غرفة التجارة والصناعة لمرسيليا. منذ عام 2018، يشارك السيد جلواجي كعضو في المنتدى الدولي للسياحة التضامنية.
ويدخل العرض في إطار المساعي الرامية لتعزيز ثقافة السلام وروح “العيش معا بسلام”، اليوم العالمي الذي بادرت إليه الجزائر، وعليه ارتأى المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي بالتعاون مع الوكالة المتوسطية للتظاهرات والسياحة “ميد للأسفار”، عرض المسرحية والعمل الفلسفي للكاتب الألماني، الناقد والشاعر غوتهولد إفرايم ليسنغ، “ناثان الحكيم”، وذلك تحت رعاية وزارة الثقافة.
صبرينة كركوبة