السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / ظلها ودورها سيخيمان على فحوى الاجتماع :
بريطانيا تقصي الجزائر من مؤتمر مهم حول ليبيا

ظلها ودورها سيخيمان على فحوى الاجتماع :
بريطانيا تقصي الجزائر من مؤتمر مهم حول ليبيا

قامت وزارة الخارجية البريطانية في لندن بتنظيم اجتماع سداسي حول ليبيا يضم كلا من بريطانيا، أمريكا، فرنسا، إيطاليا، مصر والإمارات في غياب لافت للجزائر التي تخوض جهودا دبلوماسية معتبرة في إطار حل الأزمة السياسية في ليبيا وباعتبارها أحد أهم دول الجوار الليبي.
حمل الاجتماع الذي رعته الحكومة البريطانية حول ليبيا عدة رسائل سياسية للداخل الليبي ولدول الجوار، على غرار الجزائر أساسا وتونس، حيث تمت دعوة كل من مصر والإمارات العربية المتحدة لهذا اللقاء المهمّ في حين تم إقصاء الجزائر أو تغييبها بالرغم من دورها المتواصل في محاولة حل الأزمة الليبية وفق الشرعية الدولية، كما أنها لعبت دورا دبلوماسيا بعد استضافتها لكل الأطراف المتصارعة واحتضانها لعدة اجتماعات للحوار بين الفرقاء الليبيين في العاصمة الجزائر إضافة إلى دعوتها لكل من رئيس حكومة الوفاق فايز سراج وقائد الجيش الليبي اللواء خليفة حفتر في إطار دعمها لمسار النقاش السياسي بين فرقاء المشهد الليبي، إضافة إلى تحصلها في كل مرة على ثناء الأمم المتحدة وكذلك الدول الكبرى في إطار مساعيها لحلحلة الأزمات في المنطقة على غرار أزمتي مالي وليبيا ودورها المشهود في تبادل المعلومات حول مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وقال بيان للخارجية البريطانية نقلته وكالة ” رويترز ” إن الوزير بوريس جونسون ” سيستقبل إضافة إلى تيليرسون كلاًّ من وزراء خارجية إيطاليا ومصر أنجلينو ألفانو وسامح شكري ووزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات العربية المتحدة الدكتور أنور قرقاش ومدير الشؤون السياسية الفرنسي نيكولا دو ريفيير إضافة إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة “. وأضافت الخارجية البريطانية، تعليقا على الاجتماع، إنه ” سيكون فرصة لكسر الجمود السياسي في ليبيا ودعم جهود الأمم المتحدة “.
في ذات السياق قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إنه “يعتقد أن خطط ليبيا للعمل على إجراء انتخابات خلال 2018 ستكون على الأرجح ضمن جدول زمني صحيح “، وقال جونسون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون ” هل سيكون من السابق لأوانه إجراء انتخابات خلال عام؟، أعتقد أن هذا سيكون الجدول الزمني الصحيح “.
ويأتي الإجتماع السداسي في لندن دعما للقاء باريس الذي تعهد فيه الرجلان المتنافسان في ليبيا خليفة حفتر وفائز السراج بالعمل على إجراء انتخابات خلال 2018 وتنفيذ وقف إطلاق نار مشروط. وقال موفد الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة إنه “سيتعين صياغة القوانين الدستورية والانتخابية لضمان أن تؤدي أي انتخابات إلى تغيير مستدام “.
وكان ملف ليبيا حاضرا في المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي تيلرسون في لندن مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حيث قال مسؤول أميركي ” نأمل في التركيز على الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة وعلى العملية السياسية وإعطائهما دفعا جديدا للتوصل إلى إعادة الوحدة في ليبيا “. وعبر مدير تخطيط السياسات في الخارجية الأميركية براين هوك عن أمله في أن تمكن ” العملية السياسية التي يقودها الليبيون برعاية الأمم المتحدة من تفادي حل عسكري للأزمة “.
ومن الواضح أن هذا اللقاء الذي ترعاه بريطانيا بعد لقاء باريس الشهر الماضي حول حل الأزمة في ليبيا، يبين أن بريطانيا على عكس فرنسا تقف إلى صف واحد في ليبيا وهو صف اللواء خليفة حفتر الذي تدعمه بصورة مباشرة الحكومتان المصرية والإماراتية في وقت يتم تهميش الجزائر وتونس كدولتين مهمتين على تماس مع ليبيا، وظلتا تعانيان من تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في هذا البلد الكبير بالرغم من حضورهما في المشهد الليبي من خلال دفعهما لآليات الحوار الدبلوماسي بين الفرقاء الليبيين وإطلاقهما لمبادرة رئاسية للحل لم يتم تطبيقها على أرض الواقع، لكن حسب الكثير من المراقبين فإن إقصاء الجزائر من مؤتمر دولي حول ليبيا لا يعني الكثير بما أن الجزائر تبقى بلدا جارا ويملك حدود طويلة معها إضافة إلى أن المقاربة الجزائرية للحل تؤيدها الأمم المتحدة ونسيج سياسي واسع داخل ليبيا ولطالما أكدت الجزائر ضرورة الحل السياسي السلمي الذي يشارك فيه جميع الليبيين ما عدا الحركات الإرهابية لتأسيس الدولة الليبية الموحدة مع جيش وطني واحد.
في ذات السياق، يحمل مخطط عمل حكومة أحمد أويحيى المزمع عرضه للمناقشة البرلمانية غدا، عدة نقاط حول اهتمام الجزائر بالقضية الليبية وأن الوضع في ليبيا يشغل حيزا هاما في الأجندة الدبلوماسية، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الأمنية القائمة في هذا البلد، وجاء في مخطط عمل الحكومة أن ” ترقية مكانة ودور الجزائر في العالم تبقى مهمة دائمة للحكومة، وتتمثل في التأكيد على سيادة البلاد والمساهمة في السلم والأمن الدولي والدفاع عن القضايا العادلة للشعوب، التي تكافح وتناضل من أجل استرجاع حقوقها الأساسية “، كما أكد المخطط الحكومي ” مواصلة الجزائر دعمها المستمر لجهود الممثل الخاص للأمم المتحدة المكلف بليبيا، من أجل استتباب عاجل للسلم والأمن والمصالحة الوطنية لفائدة الشعب الليبي الشقيق، في الحفاظ على الوحدة الترابية والسيادة الوطنية لهذا البلد “، وأبدت الحكومة رغبتها في ” ترقية الأخوة والصداقة والتعاون وحسن الجوار في فضاءات انتمائنا، وتطوير علاقات التعاون مع شركائنا على أساس المصالح المتقاسمة، وترقية المصالح الاقتصادية في الخارج”.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super