وصف رائد جيش التحرير الوطني بالولاية الرابعة التاريخية، لخصر بورقعة، الرئيس السوري بشار الأسد، بالزعيم القومي الذي يستحق قيادة الأمة العربية كلها. وجاء هذا الوصف ردا عن سؤال أمس في منتدى “الجزائر” حول انطباعه حول الرئيس السوري بعد لقاء معه بالعاصمة السورية دمشق دام أكثر من ساعتين خلال جولة قادته إلى كل من لبنان بمناسبة انعقاد المؤتمر القومي العربي يومي 12 و13 ماي الجاري. ونقل الرائد لخضر بورقعة فحوى المحادثات التي جرت بين وفد المؤتمر القومي العربي الذي ترأسه وبين الرئيس السوري، معبرا عن مخاوفه من أن تستهدف الجزائر بعد سوريا لأن مصير كل البلاد العربية سيتحدد بعد الانتهاء من المسألة السورية.
كشف الرائد لخضر بورقعة قائد الولاية الرابعة خلال الثورة التحريرية، لـ “الجزائر” أمس أن البلاد العربية حاليا لا تزال في عين الإعصار، وستواجه مزيدا من التقسيم الأمريكي الإسرائيلي للمنطقة حتى لا تتجاوز أي منها حجم الكيان الإسرائيلي.
وأضاف المتحدث أن المشروع ليس جديدا إنما ظل ساريا منذ حرب 1973 ضد إسرائيل وها هو اليوم يعرف تطبيقا واقعيا من العراق إلى ليبيا إلى سوريا وقد تكون الجزائر الهدف المقبل أيضا.
وكشف المتحدث أنه خلال لقائه مع عدد من الناشطين في المؤتمر القومي العربي الأخير يومي 12 و13 ماي الجاري بلبنان، تناقش خلالها الحاضرون مستقبل منطقتهم في ظل هذا التقسيم، وأضاف بورقعة أن المؤتمر جمع أعدادا كبيرة من القوميين من البلاد العربية إضافة إلى ناشطين أوربيين وأمريكيين.
وعند نهاية الندوة، عرض الحاضرون زيارة إلى سوريا للوقوف على الأوضاع هناك. وكشف الرائد بورقعة أنه رفض الفكرة منذ بدايتها تخوفا من حضور موفدين من الخليج بحكم الاختلاف في الرؤى، وتضارب القيم والأفكار، لكن ومع إلحاح عدد من القوميين، وبطلب من الجانب السوري، استجاب للدعوة ممثلا عن نفسه وعن ماضيه النضالي.
وأضاف المتحدث أنه التقى رفقة وفد هام بالرئيس السوري بشار الأسد، واشترط الأسد خلال اللقاء جلوس ممثل الجزائر إلى جانبه مكان الأمين العام للمؤتمر العربي الذي كان يقود الوفد.
وقال ذات المتحدث أن اللقاء دام لمدة ساعتين ونصف عرض فيه الرئيس الأسد واقع سوريا وصمود الشعب في وجه العدوان والتحالفات الخارجية.
وكشف بورقعة أن الأسد لم يسأل عن جنسيات الحاضرين ولا عن توجهاتهم بل اكتفى بالاستماع لأرائهم ومواقفهم من تفتت الوحدة العربية، وذلك في غياب الإعلام باستثناء صحفي الرئيس الذي يتابع نشاطه الخاص.
ووصف بورقعة الأسد بالقائد الواثق من نفسه والمدافع عن وطنه، ودعا الأمة العربية لليقظة من غفلتها، وأضاف المتحدث أن الأسد يمثل فعلا بطلا قوميا وتمنى لو أنه يقود الأمة العربية.
ووجه نداءه إلى القيادات والنخب الجزائرية لاستضافة المؤتمر القومي العربي المقبل بالجزائر.
وأشار في معرض حديثه إلى أن موقف الجزائر في قضية سوريا لا يزال غامضا بالنسبة له، إذ في الوقت الذي تساند الجزائر الدولة السورية فهي تساهم بصورة غير مباشرة في المجهود الحربي ضد سوريا من خلال إتاحة فرصة الاستثمار للشركات التركية. وعبر عن أمله في أن تمد الجزائر يد العون للشقيقة سوريا، وأضاف أن التدخل في القضية لم يكن مقبولا في البداية عندما كان صراع السوريين فيما بينهم، لكن وبعد سنوات من الاقتتال وتدخل عدد كبير من القوى الاجنبية ضد السوريين، وإعلان الحرب العالمية ضد النظام فقد بات من الضروري أن تتحرك القومية العربية لنصرة جزء لا يتجزأ منها.
وأكد المتحدث أن إنهاء الاقتتال في سوريا، مهما كانت نتيجته سيحدد مصير بقية البلاد العربية واحدة تلوى الأخرى.
لقاؤنا بالرئيس بشار الأسد دعم معنوي لسوريا وقيادتها
ورد المجاهد والقيادي في الولاية التاريخية الرابعة على الذين يصفون الرئيس السوري بشار الأسد بـ “الديكتاتور الذي يقتل شعبه ” بالقول أن دعم سوريا هو الأولوية وأن ” سوريا ليست الأسد وليبيا ليست القذافي والعراق ليست صدام “، ووصف الزيارة التي أداها رفقة مجموعة من القيادات في المؤتمر القومي العربي للرئيس السوري بشار الأسد في 12-13 ماي الفارط بـ ” الدعم المعنوي لسوريا “، هذا الدعم حسبه موجه لـ ” الجيش السوري والقيادة السورية “، متابعا بالقول ” ليس هناك ديمقراطية في هذه الدول، هل السعودية أو قطر ديمقراطيتان ؟ “.
وقال لخضر بوقعة لدى نزوله ضيفا على ” فوروم الجزائر ” أنه ” كان متحمسا شخصيا لزيارة دمشق ولقاء الرئيس الأسد “، وبخصوص لقائه مع هذا الأخير وجد الرئيس السوري ” يثق كثيرا في شعبه والقيادة السياسية التي تحيط به “، وأكد القيادي في الولاية التاريخية الرابعة أنه بـ” انتصار سوريا ستنتصر جميع الأقطار العربية وفي دمشق يتقرر مصير جميع الدول العربية ” .
الرئيس بشار الأسد وعدنا بالنصر
وأفاد ضيف جريدة “الجزائر” الرائد في جيش التحرير لخضر بورقعة، أنه استمع للرئيس بشار الأسد خلال لقائه به في قصره الرئاسي وأن الأسد “وضعنا في الصورة حول الوضع العام في سوريا إضافة لعرض مجمل التفاصيل التي عرفتها الأزمة في سوريا من البداية إلى غاية الأحداث الأخيرة التي يشهدها هذا البلد، وحديثه عن تفاصيل المخططات التي تضرب سوريا من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتركيا”، وختم يقول حول شهادته من لقاء الأسد أن “الرئيس السوري واثق من نفسه ووعدنا بالنصر”.
اجتماع الرياض هو إعلان حرب على المقاومة الفلسطينية
في المقابل انتقد المجاهد لخضر بورقعة بشدة الاجتماع الأمريكي الإسلامي الذي احتضنته الرياض مؤخرا، وقال إنه “مشروع حرب مقبلة تشارك فيها جيوش السعودية وقطر والإمارات والأردن لضرب المقاومة الفلسطينية واللبنانية”، ووصف بورقعة القادة العرب الحاليين بـ “أذيال الدول الغربية في المنطقة”.
الأمريكيون رشحوا الأخضر الإبراهيمي لترؤس المرحلة الانتقالية في الجزائر
أبرز لخضر بورقعة أنه يعرف الدبلوماسي الأممي الأخضر الإبراهيمي منذ أن كان سفيرا للثورة في باندونغ، وقال في هذا الأمر ” كنت أحترم هذا الرجل لكن كشفه الوقت بعد ذلك والرجل لم يعد إلا “كارازاي” الجزائر وشمال إفريقيا كذلك “، ولشرح هذه النقطة، فصل بورقعة أن ” الأمريكيين وأصدقاءه الخليجيين على رأسهم السعودية رشحوه لقيادة المرحلة الانتقالية في الجزائر في حال وفاة الرئيس بوتفليقة “، وحول اللقاءات التي كانت تجمعه أي الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي بالرئيس بوتفليقة مؤخرا، قال لخضر بورقعة أن الرئيس بوتفليقة كان يستعمله لتبليغ رسائل مشفرة للخارج “.
المجتمع المدني هو الذي يوحد الدول المغاربية
أكد المجاهد لخضر بورقعة أن حلم تحقيق الوحدة المغاربية ” لم يتحقق ” لأن هناك ” غياب للمجتمع المدني والأحزاب السياسية القوية في هذه البلدان “، كما اتهم بورقعة الدول الغربية بعرقلة أي وحدة بين دول ” المغرب العربي “، وشدد في المقابل على أن المغرب العربي ” يجب أن يبقى فضاء للشعوب وليس للأنظمة الحاكمة “، ورغم معارضته التاريخية المعروفة لنظام الرئيس الراحل هواري بومدين إلا أن مصطلح ” مغرب الشعوب ” ظهر في وقته وأعجب به بورقعة كثيرا.
الجزائر تعيش نزيفا داخليا
وفي سياق حديثه عن أوضاع الدولة العربية ذكر الرائد لخضر بورقعة أن الجزائر مستهدفة عاجلا أم آجلا لكونها ضمن بلدان جبهة الصمود والتصدي ولكونها تدخل ضمن المخطط الأمريكي الذي يهدف إلى وقف التنسيق بين البلدان العربية وتجزئة وتقسيم الأقطار العربية لكي لا يصبح هناك بلد أكبر من إسرائيل مساحة وسكانا. ووصف الوضع ما يحدث للجزائر حاليا بحرب استنزاف متوسطة الأمد من خلال امتصاص قدراتها السياسية من خلال الوقوف دون بروز بدائل سياسية وإمكانياتها الاقتصادية مع تآكل مواردها المالية الآتية من الريع وكذا قدراتها الأمنية من خلال تجنيد قواتنا المسلحة يوميا على شريط حدودي يتعدى 6 آلاف كلم ويتم كل هذا تدريجيا لإضعاف الجزائر قبل الانقضاض عليها تحت أي ذريعة كانت. وعبر في هذا الصدد عن أسفه لضعف الطبقة السياسية التي عجزت عن إيجاد تصورات لحلول مستقبلية وانتقد في هذا المجال المعارضة التي لم تجد ما تجمع عليه إلا المشاركة في الانتخابات من أجل المشاركة.
إسلام كعبش / رفيقة معريش