الأحد , سبتمبر 8 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / تباين الآراء حول الأعمال الدرامية بعد عشرة أيام من عرضها على الشاشات التلفزيونية

تباين الآراء حول الأعمال الدرامية بعد عشرة أيام من عرضها على الشاشات التلفزيونية

 

أثارت الأعمال الدرامية المعروضة على شاشات التلفزيون خلال الشهر الفضيل، ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تباينت الرؤى بين الجمهور الواسع، بعد مرور عشرة أيام من عرضها، خاصة فيما يتعلق بالجدل الذي أثير حول مسلسل “الدامة” للمخرج يحيى مزاحم، والذي حقق مشاهدات قياسية عبر موقع “اليوتيوب”.

وقد اعتبر الفنان والمخرج المسرحي دريس بن حديد، بأن الجميع يلوم المتلقي والممارس وخريجو المعاهد والكليات الفنية أنهم لم يتخصصوا في النقد الفني وبالتالي لا يجب أن “يفتو”، وهنا يجب أن نفرق بين الرأي وبين النقد، في نفس الوقت أجزم أن لا أحد من كُتاب الأعمال التلفزيونية الاجتماعية قد أخضع عمله للتحليل النفسي من قِبل مختصين نفسانيين كنوع من الرقابة أو حتى من باب التصويب، مضيفا أن ما ينكر على المتلقي يجب أن تنكرونه على كاتب العمل (سيناريو أو نص)، فالاشتغال على السيناريو وتفادي الأخطاء المعرفية هو من أهم واجبات المؤلف لوضع أسس نفسية واجتماعية، ضمن معايير طبية متكاملة تجمع ما يجب أن يكون ضمن مسار مراعاة المعايير المجتمعية والفنية.

من جهته، راح الكاتب والروائي اليامين بن تومي إلى أبعد من ذلك، ووصف ما يحدث في الدراما الجزائرية بعبارة “الدراما وفائض البشاعة”، حيث قال بأنه يحاول قدر الإمكان أن يفهم الرسائل التي تبثها الدراما التلفزيونية فلا يكاد يحصل ذلك الفهم الكافي لسببين هنا: السبب الأول يرجع بالأساس إلى كتاب السيناريو الذين لا يملكون الأدوات الكافية لردم الفجوة بين الفني والواقعي لمحاولة خلق واقع جمالي يرمم كل أشكال الانهيار و الجروح التي يتميز بها الواقع الصرف، فالصراخ والعويل والحدة في الكلام لا يمكنها أن تعطى انطباعك جيدا عنا كجزائريين بقدر ما ترسخ الأحكام التي تنتشر هنا وهناك من أننا كائنات عنيفة وهنا نتحدث عن السبب الثاني، لماذا نصدر كل هذا العنف وحدة الطبع في الدراما، نحتاج بحق أن نراجع وعينا الجمالي، وأن نجعل الدراما تساهم في تخفيف تلك الحدة و التقليل من كتل العنف.

في سياق متصل، اعتبر الكاتب والناقد لونيس بن علي، بأنه بات من الضروري إدراج التربية الفنية في المدارس لتصحيح التشوهات الذوقية التي أصبحت مع الوقت لا تُطاق، مضيفا أنه ومنذ أكثر من عشرين قرنا قدّم لنا أرسطو أعظم درس حول جوهر (الفن)، إنّه محاكاة (ما يُمكن أن يقع)، عكس (التاريخ) الذي هو محاكاة ما هو كائن، ما ينتمي إلى الفن هو فقط ما يحتمل وقوعه على أرض الواقع. حتى لو بدا لنا أنّ ما يقدمه الفن هو الواقع نفسه. يقوم الفن بتحويل إبداعي للواقع، وينتج عن ذلك دعوة الجمهور إلى (التطهير) من انفعالاته المتراكمة داخله. لماذا تخاف من شيء وقع داخل الشاشة وأنت تعلم أنّ الذي تراه هو مجرد انبعاثات ضوئية؟ ولماذا تبكي لوفاة أحد الشخصيات في حين لا تربطك به أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد؟ ولماذا يتصبب من جبينك عرق بارد وأنت ترى بطلك المفضل يصارع العشرات من المجرمين بكل بطولة؟ كل الذي يحدث أمامك مجرد خيالات حتى لو تم تصويره في ضيعة جدك؟ إنه الايهام بالواقع هو الذي يدفع بغددك لإفراز الأدريلانين، في حين لا يحدث لك مثلا أن تبكي لوفاة جارك بسبب حادث مرور، إنها عظمة الفن. وما يحدث اليوم من لغط عمومي بسبب مسلسل هو دليل نجاح هذا المسلسل في تحفيز إفرازات الادريلانين في جسدك. هذا يجعلك تفكر أن الذي يحدث يشبهك إلى حد ما، أنت تتعاطف مع بؤسك فقط، فترفض النظر إليه وجها لوجه. 

 

صبرينة ك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super