الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الثقافة / بقلم جروة علاوة وهبي: ما علاقة المسرح بالقصة أو ما علاقة القصة بالمسرح

بقلم جروة علاوة وهبي: ما علاقة المسرح بالقصة أو ما علاقة القصة بالمسرح

قد يري البعض في هذا التساؤل نوع من التلاعب وانه إي المسرح لا يخلو من قصة وان القصة هي كذلك لا تخلو من مسرح.وان الفرق الوحيد بينهما هو أن احدهما يقرا سرديا وان الثاني يجسد حواريا .إلا أن الذي أريد الحديث عنه انطلاقا من تساؤلي هو العلاقة الخفية والرهيفة بين النوعين المسرح، القصة. واقصد القصة القصيرة النوفال.
كما يسميها الغرب، ونشري لصور تشيخوف مع ما أريد قوله، هنا له علاقة خاصة بكتابات تشيخوف. أن الجميع يعرف أن تشيخوف كتب النوعين القصة القصيرة والمسرحية، ويعرف الكثير مدي السخرية المرة في بعض كتابات تشيخوف سواء منها القصص القصيرة أو المسرحيات.
وكتب كذلك الرواية وأجاد في كل الأنواع التي كتبها وكم كانت محل جدل بين النقاد وبين من تصدوا لإخراج أعماله المسرحية واختلاف الآراء بينهم أهي ماسي أم كوميديات، وربما أشهر هذه الخلافات ذلك الذي حدث بين تشيخوف نفسه ومخرج نصوصه في روسيا المعلم ستانيسلافسكي، حول بستان الكرز. لاعلينا أعود إلي القصة والمسرحية.
سنة ٦٨ زارت فرقة مسرحية فرنسية قسنطينة في جولة لها، وكانت تقدم عرضها من أعمال تشيخوف.

وقد قدم العرض في قاعة الكوليزي التي لم يعد لها من اثر اليوم في المدينة وكانت من المعالم بها. قدمت في هذه القاعة لان المسرح كان مغلقا بسبب الأشغال. والذي فاجأ الجميع ان العرض لم يكن لنص مسرحي من نصوص تشيخوف ولكنه كان عرضا لقصص قصيرة من قصصه الكثيرة وكان يمزج بين العرض المسرحي والقراءة السردية.
سينوغرافيا بسيطة وعملية يمكن استخدام القطع التي تتكون منها للإيحاء بالمكان المقصود..مكتب .شارع غرفة.محطة قطار الخ.مع خليفة تتغير كذلك حسب المطلوب ولا تحتاج إلي جهد كبير .علي جانب الركح كرسي يجلس عليه شخص وبيده كتاب مجموعة قصص تشيخوف،عند رفع الستارة.

يبدأ هذا الشخص في القراءة وحين يكون الموقف فيه تحاور بين الشخصيات، تشاهد هذه الشخصيات وكأنها خارجة من صفحات الكتاب لتقف أمامك وتمثل الحوار الدائر بينها وعندما تنتهي تعود إلي الاختفاء ويعود الشخص لمواصلة القراءة.
تجربة جديدة شخصيا لم يسبق لي قبلها مشاهدة عرض مماثل لها وتجربة فريدة لم أشاهد بعدها تجربة مماثلة لها، لا اذكر اسم المخرج الفرنسي الذي قام بها فيومها لم أكن اهتم بمن اخرج قدر اهتمامي بالعرض كعرض.
تجربة لا اعتقد انه هناك اليوم من مجموع المسرحيين عندنا من يتقبلها أو حتى يعتبره مسرحا وأنا اعرف الأكثرية منهم وأكاد أقول اعرف كيف يفكرون في المسرح وقد رأيت الكثير منهم نافرا من تجارب حضرناها معا لأنها تعتمد السرد أكثر مما تعتمد الحوار.هذا العرض الفرنسي وهذه التجربة من الأشياء الجميلة التي تأبي مفارقة الذاكرة وكم أتمنى لو أشاهد تجارب أخرى مثلها مع كتاب آخرين غير تشيكوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super