الأحد , نوفمبر 17 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / وسط مؤشرات جديدة تؤكد الخطر الداهم:
بلدان جنوب ليبيا تستنفر قواها لمواجهة داعش

وسط مؤشرات جديدة تؤكد الخطر الداهم:
بلدان جنوب ليبيا تستنفر قواها لمواجهة داعش

اتفقت ليبيا والسودان والنيجر وتشاد خلال اجتماع دبلوماسي – عسكري – أمني في نيامي، أول أمس على تنسيق جهود قواتها المسلحة لمحاربة “الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية” في منطقة الساحل.
وقالت الدول الأربع في بيان مشترك صدر في ختام اجتماع حول تحديات أمن الحدود المشتركة، إنها “اتفقت على إنشاء آلية تعاون لتأمين الحدود المشتركة ومحاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية “.
وعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية والدفاع ومديري الأجهزة الأمنية في الدول الأربع، وتم الاتفاق في ختامه أيضاً على عقد اجتماع على مستوى الخبراء في 3 ماي المقبل في نجامينا لدراسة مسودة بروتوكول للتعاون الأمني بين الدول الأربع..
ولفتت الدول الأربع إلى أن “منطقة جنوب ليبيا أصبحت بؤرة لتهديدات خطرة ومستمرة للدول الأربع”، كما أصبحت “قاعدة للمنظمات الإرهابية” و”للمهربين من كل الأنواع” و”لمجموعات مسلحة مناوئة للدول المجاورة تمارس عمليات خاصة بالمرتزقة وتزيد الأزمة الليبية تفاقماً .
ويعتبر التنسيق بين القوات الأمنية في دول الساحل مطلباً أساسياً للغرب عموماً كما لقادة المنطقة، ولكن المحادثات الرامية لوضع إطار لهذا التنسيق تسير ببطء شديد .

الجزائر تراقب الوضع
ويشترك مع الجنوب الليبي كل من السودان وتشاد والنيجر،وتطل الجزائر من نقطة التماس على المنطقة في جانبها الشرقي الحدودي مع ليبيا .
ولم تتم دعوة الجزائر للاشتراك في محاربة التنظيمات الإرهابية بالمنطقة بسبب عقيدة الجزائر التي تمنع خروج جيشها خارج الحدود، وامتنعت قبل هذا في المشاركة مع دول القوة المشتركة في الساحل لمحاربة الارهاب في مالي والنيجر وفي اليمن وفي مناطق أخرى، لكنها تقبل بالتعاون اللوجيستي مع كل الدول المناهضة للإرهاب في العالم.
وتوجد الجزائر في قائمة الدول الأكثر تضررا من اضطراب الأمن في ليبيا، خاصة بعد تمركز الجماعات الإرهابية والإجرامية بجنوبها، الذي يهدد المنطقة برمتها.
وبعد تراجع تنظيم داعش في سوريا والعراق وتداول أنباء عن تمركزه في الجنوب الليبي لتفجير المنطقة ،تتخوف دول الجوار من تحول المنطقة إلى بؤرة جديدة للإرهاب في العالم.
وتشير معلومات إلى انتكاسة هذا التنظيم بأراضي سوريا والعراق خاصة بعد الاجتماع الأخير الذي جمع ايران وتركيا وروسيا والذي اعتبر مؤشرا على قرب تسوية الأزمة في المنطقة وطرد التنظيم منها باعتبارها الدول الفاعلة في المنطقة ،وهو ما يرشح منطقة الجنوب الليبي لان تكون الملاذ المقبل لهذا التنظيم الإرهابي.
وتراقب الجزائر الوضع عن كثب وتحكم قبضتها على المناطق الحدودية وتدعو إلى تشجيع الحل الدبلوماسي بين كل أطراف الصراع وتشجع دول الجوار على دعم الحل السلمي لتجنيب ليبيا مزيدا من الانهيار.
وكان مدير الاستخبارات الأميركية، دانيال كوتس، قد أعلن شهر فيفري المنقضي أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديداً برغم الهزائم التي مني بها مؤخراً في سوريا و العراق .
وقال كوتس، لقادة عالميين ودبلوماسيين ومسؤولي دفاع في مؤتمر أمني بميونيخ :”إنه أكثر من مجرد منظمة إرهابية” .
و ذكر أنه ليس من الواضح حالياً ما إذا “كنا قد قمنا بما يكفي لمنع داعش من إعادة تأسيس نفسه، أم أننا فقط في لحظة توقف وهم يعيدون تنظيم صفوفهم” في إشارة إلى عودة التنظيم من جديد في منطقة أخرى يحتمل الخبراء أن تكون ليبيا.
وتراقب دول الجوار الليبي الوضع باهتمام بالغ وفي مقدمتها الجزائر ومصر وتونس ،وتريد دول الجوار التوصل إلى اتفاق سياسي بين الأطراف السياسية وتنظر تشاد والسودان والنيجر الى ليبيا كبرميل متفجر يهدد الجوار وتريد تفعيل العمليات العسكرية للقضاء على الإرهابيين بالجنوب الليبي الذي يشترك معها في اقرب وقت ممكن .
وتسعى الولايات المتحدة وفرنسا ودول الاتحاد الأوربي إلى التواجد على مقربة من الأزمة الليبية للاشتراك في العمليات.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، مقالا تحت عنوان ” الولايات المتحدة تضرب هدفًا للقاعدة في جنوب ليبيا، وتوسع حرب الظل هناك”.
وقالت ديبورا ك. جونز ، التي عملت سفيراً للولايات المتحدة في ليبيا من 2013 إلى 2015 ، في إشارة إلى القيادة الإفريقية: “يبدو أن هذا هو استمرار لتوسيع نشاط أفريكوم في المناطق غير الخاضعة للحكم الليبي “.
وذكر البانتغون أن “منطقة “أوباري” التي استهدفتها الضربات الأمريكية واقعة عند تقاطع التيارات الإجرامية والإرهابية القوية التي اجتاحت ليبيا في السنوات الأخيرة، على مسافة متساوية تقريباً من حدود ليبيا مع النيجر وتشاد والجزائر ، وقال أن رجال القبائل الحضارية في المنطقة متورطون بشدة في تهريب الأسلحة والمخدرات والمهاجرين غير الشرعيين عبر صحراء جنوب ليبيا .
وتحالف البعض منهم مع الميليشيات الإرهابية ، بما في ذلك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، التي تعمل عبر الجزائر ومالي والنيجر وليبيا”.
وتعتمد الجهود الأمريكية لتعقب الإرهابيين في الصحارى الشاسعة في ليبيا بشكل كبير على المراقبة والقوة الجوية وحتى على التحالفات مع الجماعات المسلحة التي تتنافس للسيطرة على ليبيا.
وتصاعدت في الآونة الأخير التحذيرات من وجود مشاريع عدة غربية وإقليمية للسيطرة على الجنوب الليبي مع تزايد الصراع بين قبائل المنطقة في مدينة سبها، في وقت أعلنت فيه قوات الجنرال خليفة حفتر التابعة لبرلمان طبرق إطلاق ما أسمته “عملية لفرض القانون جنوب البلاد”، فيما دعت الحكومة أهالي الجنوب لدعم وحدات الجيش لإعادة الاستقرار للمنطقة.
رفيقة معريش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super