تعاني بلدية بوروبة، بالجزائر العاصمة، العديد من المشاكل التي باتت تعيق يوميات السكان، خاصة فيما يتعلق بانعدام المرافق الرياضية والترفيهية، بالإضافة إلى حالة الطرقات التي تزداد سنة بعد سنة اهتراءا، ناهيك عن الانتشار الرهيب للقمامات، خاصة في فصل الحر، إذ يشهد الحي غيابا شبه تام لمصالح النظافة الخاصة برفع القمامات اليومية وقفت جريدة ” الجزائر” إلى بلدية بوروبة، على حجم النقائص والمعاناة التي يتجرّعها السكان خلال الخرجة الميدانية التي قادتها.
ويطالب سكان بالعمل على إدراج الحي ضمن المشاريع التنموية، من أجل إعادة تعبيد الطرقات وإنجاز بعض المرافق الضرورية، إلى جانب إصلاح بالوعات صرف المياه القذرة التي باتت تؤرّق يومياتهم بسبب انسدادها وتدفّقها على الطرقات، متسببة بذلك في انتشار روائح كريهة تسدّ الأنفاس، فضلا عن انتشار الأوبئة والأمراض وسط السكان وغيرها من المشاريع الأساسية التي ترفع الغبن عن القاطنين فيها -على حد وصفهم-.
طرق في وضعية كارثية
يشتكى سكان البلدية من التهميش الذي تشهده تجمعاتهم السكنية من طرف السلطات المحلية، إذ طالبوا هذه الأخيرة بالتدخل العاجل لحل مشاكلهم الكثيرة، فالقاصد للمنطقة يلاحظ جليا الوضع الكارثي الذي طال طرقاتها، حيث صرح أحد السكان أن اهتراء المسالك والطرق صار يمثل شبحا بالنسبة لهم حيث تتحول لبرك من المياه ومستنقعات للأوحال بتساقط الأمطار كما تتحول إلى غبار لا يكاد ينتهي في الصيف، كما أضاف المتحدث أن سكنات البلدية تعرف هشاشة بسبب قدمها بالإضافة إلى أن البنايات المتوزعة في كل أحياء المدينة بطريقة عشوائية ساهم في تشويه الوجه الجمالي لها.
وفي هذا السياق انتقد السكان، سياسة الإهمال التي جعلتهم يتذمرون من مشكل انسداد البالوعات مجددا مع تساقط أولى قطرات المطر والتي تسببت في صعوبة تصريف المياه، مبدين استياءهم وتذمرهم الشديدين من عدم اقدام المصالح المحلية على وضع مخطط أولي يتعلق بتهيئة بالوعات الحي، قبل حلول فصل الشتاء، الذي تنتشر فيه البرك بسبب الحالة المتدهورة التي تعيشها جل الطرقات، متخوفين في السياق ذاته من تسبب الأمطار مستقبلا في إحداث وديان ومستنقعات مائية بمختلف أحياء وطرقات البلدية ما يجعل المارة وأصحاب المركبات يجدون صعوبة خلال التنقلات اليومية بسبب ارتفاع منسوب المياه، وهي الحالة التي سبق وأن حدثت في الحي السنة الماضية.
غياب محطة نقل يرهق السكان
كما يشتكي سكان بلدية بوروبة من غياب محطة لنقل المسافرين، حيث يضطرون للوقوف على حافة الرصيف لانتظار الحافلات، وهو الأمر الذي أثار سخطهم وامتعاضهم، مما دفعهم لمطالبة السلطات المحلية بإنجاز محطة لنقل المسافرين وفق القوانين المعمول بها، منددين بسياسة الصمت التي انتهجتها الجهات المعنية حيال المشكل الذي لطالما أودعوا شكواهم بخصوصه من أجل تجسيد المشروع.
بحسب شهادات بعض المواطنين، فإن السكان استاؤوا من النقص الفادح في الحافلات نتيجة غياب محطة لنقل المسافرين، وهو الأمر الذي يجعل أصحاب الحافلات تكتفي بالإنصطفاف على جوانب الطريق مخلفة تذبذبا وفوضى في حركة المرور طوال اليوم، إضافة إلى أن المسافرين على متنها يضطرون إلى التنقل للبلديات المجاورة من أجل الوصول إلى وجهاتهم، مشيرين في الوقت ذاته بأنه رغم توفر بلدية بوروبة على خطين لميترو الجزائر وحي إلا أنها غير كافية نظرا لتوفر البلدية على تجمعات سكانية معتبرة خلال السنوات حطة حافلات خاصة بهم في القريب العاجل.
إنجاز سوق جواري مطلب ملح
كما تذمر قاطنو بوروبة من غياب سوق جواري من شأنه أن القضاء على متاعبهم بالتنقل إلى البلديات المجاورة من أجل الحصول على مستلزماتهم، الأمر الذي اعتبروه جد مهم خاصة بعد إزالة السوق الفوضوي بباش جراح، هذا وستعمل البلدية على تهيئة سوق جواري جديد بالطريق الوطني رقم 38 في السياق نفسه، ندد السكان بالأوضاع الكارثية التي آلت إليها بلديتهم جراء الإنتشار الرهيب للنفايات وأكياس القمامة بمختلف الأحياء التي غرقت في القذارة وتسببت في تكاثر الحشرات الضارة وإصابة العديد من القاطنين بأمراض خطيرة.
قاطنو حي بلعيد يطالبون بالتنمية
وفي الصدد ذاته يشتكي قاطنو حي بلعيد من طريقة إنجاز بعض المشاريع التي وصفوها بالعمليات الترقيعية لتهيئة الطرقات، والتي تثير استياء السكان. ومن جهة أخرى، استاء هؤلاء من سياسة «البريكولاج» التي شهدتها أحياء البلدية والتي انكشفت عيوبها في فترة وجيزة، حيث تعرّض الزفت للتلف والتآكل وعادت الطرقات إلى سابق عهدها، بسبب الغش في المواد المستعملة ـ حسب محدثينا ـ، كما نتج عن تواجد العديد من الحفر والمطبّات في الطرق المؤدية إلى الحي تراكم للنفايات والأوساخ لعدم تمكن شاحنات النظافة من تغطية جميع الأحياء بسبب الوضع المتردّي للطرقات. كما يشتكي سكان الحي من انعدام أدنى المرافق العمومية والاجتماعية، منها المؤسسات التربوية خاصة الابتدائية، حيث أعربوا في حديثهم إلينا على أنّ الأحياء الخمسة الموجودة في تلك الناحية من بلدية بوروبة كلّها تملك مدرسة ابتدائية واحدة وهي في منطقة بعيدة، فأولئك الأطفال الذين يلتحقون بها يجبرون على المشي طويلا ولمسافات تشقّ الأنفس، كما أنّهم يعرّضون أنفسهم للخطر بسبب تكاثر الحيوانات الضالة في تلك المنطقة، وما زاد من تخوّف الأولياء على أبنائهم ظهور الجرذان والأفاعي في تلك الحشائش، ناهيك عن انتشار الحشرات السامة التي انجرّت عن تراكم النفايات وكثرة الأوساخ والروائح الكريهة التي تنبعث من قنوات الصرف الصحي، إلى جانب تواجد مصنع قرب الحي يقوم برمي كل بقاياه من أوساخ ومواد كيميائية تكدّست في الحي، وعلى غرار هذه المشاكل يعاني السكان من النفايات التي باتت تحاصر الحي، حيث أكّد السكان في حديثهم أنّ هذا المشكل أصبح لا يطاق، خاصة وأنّها لم ترفع منذ مدة، وباتت تلك القمامات ملجأً لأطفال الحي الذين يسترزقون من بقايا أكياس النفايات، كما أضحت مكانا يستقطب الحيوانات الضالة. وممّا سبق، يطالب هؤلاء بالتدخّل العاجل للسلطات المعنية لاحتواء المشاكل المذكورة وإيجاد حلول ناجعة في أقرب وقت ممكن، كما تعدّ المشاريع التنموية من المطالب العاجلة، حيث ينتظر هؤلاء السكان من السلطات المحلية إنجاز مشاريع تنموية تخرجهم من العزلة وتفتح أبواب التشغيل للشباب البطال الذي أصبحت تهدّده الآفات الاجتماعية والإسراع في تنفيذ وعود منتخبيهم التي باتوا يطلقونها عليهم في كل مناسبة انتخابية.
المرافق الرياضية والترفيهية الغائب الأكبر
على غرار باقي المعاناة التي يعرفها سكان أحياء ، لا يزال شباب البلدية يعانون بسبب غياب مختلف المرافق الشبانية على غرار الفضاءات التثقيفية والترفيهية التي يشتكي شباب البلدية من غيابها، مطالبين بتوفيرها قصد تمكينهم من قضاء أوقات فراغهم القاتلة، مطالبين السلطات المحلية في العديد من المرات بتوفير المرافق الضرورية الخاصة بهم لملىء الفراغ الذي يعيشونه غير أن مطالبهم هذه لم تجد من يلبيها على أرض الواقع.
ف-س