• تعليمات بتسطير برنامج لتشجيع التوجه إلى شعبتي الرياضيات والتقني رياضي
شدد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، على ضرورة ترقية التعليم العلمي والتكنولوجي وإيلائه العناية اللازمة من خلال ترقية وتحسين تعليم الرياضيات في مختلف الأطوار التعليمية وتشجيع التلاميذ على الالتحاق بشعبتي الرياضيات والتقني رياضي.
وأبرز، بلعابد، خلال إشرافه أمس الإثنين، على افتتاح فعاليات المنتدى الدولي الثاني حول موضوع “تعليم وتعلم الرياضيات”، بالمعهد الوطني للبحث في التربية، على قطاع التربية الوطنية،بأنّ دائرته الوزارية اتخذت في إطار مسعاها لترقية الرياضيات والرفع من مستواها لدى التلاميذ ، جملة من الإجراءات إبراز الجوانب الإبداعية للرياضيات، من خلال إظهار الأهمية المعرفية والفكرية والمنهجية التي تتمتع بها المادة ،بتنظيم مسابقات تنافسية بين التلاميذ في المؤسسات التعليمية،وتفعيل المواد العلمية وتشجيع إنشاء نوادي الرياضيات مما يوفر بيئة خصبة لاكتشاف المواهب ورعايتها.
كما أكد بلعابد بأنّه تم إسداء تعليمات إلى مديري التربية، ومديري الثانويات، ومدير مراكز التوجيه المدرسي والمهني، لتسطير برنامج متنوع وثري، يستهدف تلاميذ مستوى الأولى من التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، وأولياء أمورهم لتشجيعهم على اختيار شعبتي الرياضيات و تقني رياضي وتعزيز التوجه الإرادي نحوهما نظرا للمزايا والآفاق الواعدة التي توفرهما.
وأوضح بلعابد في السياق ذاته، بأنه تمت دعوة مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني بتجسيد هذا البرنامج عبر تنظيم حصص إعلامية جماعية وفردية لفائدة تلاميذ المعنيين بهدف تعريفهم بإجراءات التوجيه إلى شعبتي الرياضيات والتقني رياضي، ومستلزماتهما البيداغوجية وآفاقهما الجامعية والمهنية، مع تنظيم لقاءات إعلامية لفائدة أولياء أمور التلاميذ، قصد تعريفهم بالشعبتين ومخرجاتهما بغية تشجيع أبنائهم على اختيار إحداهما.
كما دعا الوزير إلى “إنجاز دعائم ورقية ورقمية، وإعلام التلاميذ بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة الجزائرية لترقية الرياضيات، لاسيما من خلال استحداث المدرسة الوطنية العليا للرياضيات والمدرسة العليا للذكاء الإصطناعي، بالإضافة لمشروعي فتح مدرسة وطنية عليا لعلوم النانو تكنولوجيا وأخرى لتكنولوجيا أنظمة المستقلة”.
كما أكد بلعابد بأن السلطات العليا للبلاد تشدد على ضرورة الارتقاء بتدريس المواد العلمية عامة ومادة الرياضيات على وجه الخصوص، وأشار إلى أن الجهود المبذولة في مجال ترقية تعليم الرياضيات، أتت أكلها بتسجيل تحسن ملحوظ في السنوات الأخيرة في نتائج المتعلمين لهذه المادة خاصة في مرحلة التعليم الإبتدائي، باعتبارها الأساس التعليمي لجميع مراحل التعليمية التالية لها.
وقال “باستقرائنا لنتائج التلاميذ مرحلة التعليم الإبتدائي هذه السنة الدراسية، نجد تحسنا ملحوظا بالنسبة للتلاميذ المتحصلين على معدل أكبر أو يساوي 10 في مادة الرياضيات مقارنة بنتائج السنة الدراسية الماضية حيث تراوح هذا التحسن بين 1 نقطة مئوية و 4 نقاط مئوية”.
وتابع “وفي مرحلة التعليم الثانوي تقدر نتائج شعبة الرياضيات للسنة الثانية ثانوي، هي الأولى في الشعب خلال 5 سنوات الأخيرة، حيث ما فتأت تتراوح بين نسبة التلاميذ المتحصلين على معدل يفوق أو يساوي 10/20 في شعبة رياضيات ما بين 86.60 بالمائة إلى 96.55 بالمئة”.
وأضاف “وفي السنة النهائية لمرحل التعليم الثانوي تحصل أكثر من ثلثي تعداد تلاميذ شعبة رياضيات على معدلات تساوي أو تفوق 10/20، وكانت هذه السنة الدراسية نتائج المواد التخصص لشعبة رياضيات مقبولة حيث سجلت نسبة 63.06 بالمائة في مادة الرياضيات و67.81 بالمائة في مادة العلوم الفيزيائية”.
وأشار بلعابد إلى أنه على الرغم من أن توجه التلاميذ لشعبة الرياضيات لا يزال دون المبتغى غير أن التلاميذ الذين يتوجهون إلى هذه الشعبة يحققون نتائج جد مرضية في امتحان شهادة البكالوريا، بحيث احتلت شعبة الرياضيات- على حد تعبيره- المرتبة الأولى من حيث نسب النجاح وذلك على مدار السنوات الأخيرة.
جهود لتحسين ترتيب الجزائر في أولمبياد الرياضيات
واعتبر بلعابد، بأن هناك مؤشر آخر يبعث على الإرتياح وهو تفوق التلاميذ بجدارة واستحقاق في المنافسات الدولية خاصة بمادة الرياضيات، مؤكدا بالموازاة مع ذلك بأن الوزارة تعمل جاهدة على تحسين ترتيب الجزائر في أولمبياد الرياضيات، وذلك بإنجاح تحضيرات المشاركة، وإيلاء المزيد من الرعاية والعناية اللازمة للتلاميذ المشاركين من خلال اعتماد جملة من الإجراءات غير المسبوقة في الجانب المالي والتنظيمي والذي يندرج في إطار التعاون الدولي.
وأشار بلعابد إلى أنه تم تخصيص جناح بثانوية الرياضيات مع تسخير الموارد البشرية اللازمة، ووضع رزنامة وبرنامج تكويني لفائدة المؤطرين والتلاميذ المشاركين.
ومن الجانب المالي، كشف بلعابد، عن تنصيب لجنة وزارية مشتركة، تتضمن ممثلي وزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والمالية تحت رقابة الوزير الأول للنظر في السبل وكيفيات التكفل المالي والمادي بهذه الملف، لضمان انتظامه والمشاركة المستدامة لبلادنا في هذه الفعاليات، تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية ومخطط عمل الحكومة الراميان لترقية النخب المدرسية والاعتناء بهما ورعايتها”.
وأضاف بلعابد في هذا الصدد “وهي سابقة في تاريخ الأولمبياد في بلادنا، إذ أنه وبتوجيهات من رئيس الجمهورية قام الوزير الأول بإعطاء تعليمات للتكفل المنتظم والمستمر وبنوعية وكيفية بهذا الملف والنتائج تثبت التغيير بحصد الكثير من الميداليات”.
زينب. ب