قال رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس إن البلاد بحاجة لحوار ديمقراطي شامل لمناقشة كافة المسائل العالقة والسعي لإيجاد حلول دائمة لها بإشراك الجميع بعيدا عن السياسات الإقصائية، وذكر في كلمته خلال إشرافه على افتتاح الجامعة الصيفية للشبيبة الحرة أمس: “إن ما تحتاجه الأمة اليوم هو نقاش حر وصريح ونزيه وقد دعا الأرسيدي دائما إلى عقد مناقشات مفتوحة لإجراء تقييم جاد ونزيه للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلد والتي بدونها لا يمكن القيام بأي عمل بناء ومستدام”.
ودعا بلعباس أيضا الأحزاب السياسية للتجند والتكاتف أمام الأخطار المحدقة بالبلاد والأمر ذاته للنقابات المستقلة التي دعاها لتجاوز حالة التشتت وأن تتوحد حول النقاط التي تجمعها من استقلالية قرارها والدفاع عن التشغيل المطالبة بمراجعة الأجر القاعدي الأدنى المضمون وحق المشاركة في الثلاثية لأن كلها يمكن أن تكون عوامل تعبئة لتوحيد الصفوف وهذا كفيل بوضع حد لهذا التمثيل النقابي المزيف والمشوه لأنه يعتني بكل شيء ما عدا مشاكل العمال – على حد تعبيره -.
وحضرت المادة 102 في كلمة بلعباس التي ربط تفعيلها بمراجعة النظام الانتخابي وقال:”هذه الأيام تابعنا حملة إعلامية جديدة حول تطبيق المادة 102 من الدستور الجديد وسط غليان في أعلى دوائر السلطة وهو حكم قانوني يسمح للمجلس الدستوري بالشروع في عملية منع رئيس الدولة وتابع :”ونحن اليوم في قلب هذه المشكلة لذلك قلنا وما زلنا نقول إنه إذا كان لابد أن يكون هناك عزل فيجب أن يكون مصحوبا بإعادة النظر في النظام الانتخابي .” وفتح المسؤول الأول عن الأرسيدي النار على الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين على خلفية تحول هذه المنظمة للجنة مساندة والإعلان عن القرارات التي يتخذها رئيس الدولة وقال :”منذ الرحيل المأساوي لعبد الحق بن حمودة أصبح الأمين العام الحالي للاتحاد العام للعمال الجزائريين يستخدم في أحسن الأحوال للإعلان عن القرارات التي اتخذها رئيس الدولة الذي يحرص دائما على التذكير بأنه هو من يقود الأرستقراطية النقابية ” واصفا العقد الاقتصادي والاجتماعي بعديم الفعالية والذي قال إنه سحب مؤخرا من الأدراج لتوظيفه في تصفية الحسابات بين الأجنحة المتناحرة – حسبه- وكنا نعتبر دائما بأن الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمات أرباب العمل المنخرطة فيها تفتقد للشرعية.
تكتل المعارضة لا يزال قائما
وفي الوقت الذي راح الكثيرون للقول أن تكتل المعارضة مات وانتهت صلاحيته على خلفية التشريعيات الفارطة والتي تصدع على إثرها وانسحب أغلبية المنخرطين فيه دافع بلعباس بشدة عنه بالتأكيد أن الأمر لا يزال متمسك به هذا الأخير وقال :” إن التزامنا في توحيد المعارضة لبناء عملية الانتقال الديمقراطي مسألة لا جدال فيها ولقد وضعت أرضية مازافران التي هي ثمرة من ثمرات الكفاح الذي يخوضه مناضلونا في قلب المعركة السياسية الراهنة” وأضاف:”مطالبها لا تزال قائمة سيما إنشاء هيئة مستقلة لتنظيم المنافسة الانتخابية غير أن الخطوة الأصعب تبقى في تغيير ميزان القوى بالبحث عن السبل الكفيلة لإرغام السلطة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات “.
زينب بن عزوز