خرجت القيادات السابقة لجبهة التحرير الوطني عن صمتها بعد إشارة الانطلاق للتحضير للمحليات المنتظر تنظيمها شهر نوفمبر القادم التي أعطاها الأمين العام للحزب بعد لقائه بالمنتخبين المحليين الأسبوع الفارط وهو الأمر الذي لم تستسغه قيادات سابقة سيما مع بوادر تكرار نفس سيناريو الإقصاء الذي طالها خلال تشريعيات الرابع ماي الفارط و التي أفضت على – حد تعبيرهم لنتائج كارثية أرجعت الحزب خطوات إلى الوراء وإن حافظ على المرتبة الأولى غير أنه فقد لقب الأغلبية المطلقة.
وجه منسق القيادة الموحدة لجبهة التحرير الوطني عبد الرحمان بلعياط انتقادات لاذعة للأمين العام لأفلان جمال ولد عباس وذلك على خلفية سياسات هذا الأخير الذي زادت من تعفن أوضاع الحزب بعد أن أخل بجملة التزاماته ووعوده تجاه القيادات السابقة والمصر لحد الساعة على انتهاج سياساته الاقصائية التي أفضت في التشريعيات الفارطة لتراجع الحزب كثيرا بفقدانه لعديد المقاعد بقبة زيغود يوسف.
وقال بلعياط في تصريح ل “الجزائر” أمس أن ولد عباس ربما لم يستخلص الدروس من ممارساته و قراراته العشوائية التي أثمرت سلبا في التشريعيات الفارطة ويريد اجترار الأمر ذاته ليتلقى الحزب صفعة ثانية في المحليات هذه الأخيرة التي شدد على ضرورة استغلالها وقراءة لها ألف حساب وجعلها فرصة لإستدراك لما ضيعة الحزب في الإستحقاقات السابقة و ذكر :” على ولد عباس أن يراجع حساباته ويضع ترتيب الحزب العتيد ودمج القيادات السابقة ضمن أولوياته في الفترة الحالية ويكف عن السياسات والقرارات العشوائية التي حصد الحزب نتائجها ودفع ثمنها غاليا”.
وتجاوزت انتقادات بلعياط لولد عباس حد القول إنه ليس أمينا عاما وإنما مكلف بمهمة من طرف رئيس الجمهورية سيما وأنه لم تنتخبه اللجنة المركزية كاشفا بالموازاة مع ذلك عن مراسلة سيوجهها لرئيس الجمهورية وذلك بعد الاجتماع الذي ستعقده القيادة الموحدة نهاية هذا الأسبوع تتضمن جملة الخروقات التي يتخبط فيها الحزب – على حد تعبيره- وتجديد مطلب القيادة الانتقالية التي يختارها رئيس الحزب الفعلي وأكد أن القيادات السابقة التي تركت ولد عباس يرجع الحزب العتيد إلى الوراء بعد التشريعيات سوف لن تتركه يغامر به في المحليات المقبلة.
وأضاف بلعياط أن ولد عباس فشل في المهمة التي أوكلها له رئيس الحزب لإصلاح ذات البين أو ما سماه هو بسياسة اليد المفتوحة التي كانت أول ما تحدث عنه بعد تعيينه على رأس الأمانة العامة للأفلان غير أنها ظلت حبيسة النوايا والتصريحات الموجهة للاستهلاك الإعلامي أكثر منها رغبة حقيقية في لم شتات الحزب في انتظار أن تثبت المحليات المقبلة العكس .
من قال إننا دخلنا التشريعيات بقوائم حرة كاذب
وأشار بلعياط إلى أنه وعلى الرغم من سياسات الأمين العام الحالي الإقصائية الأمر الذي أبانت عنه تشريعيات الرابع ماي الفارط غير أنهم لا يزالون أوفياء للقوة السياسية الأولى في البلاد فلم يتخلوا عنه ولم يترشحوا في قوائم حرة كما روجت له وسائل الإعلام وقال: “نحن أبناء الأفلان ومناضلون حقيقيون خدمنا الأفلان في السابق واليوم وسنظل على العهد أوفياء ” وأضاف :”لم نكن مضلين بل مناضلين حقيقيين في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني وطالتنا مقصلة الإقصاء دون أي وجه حق غير أن الأمر لن يحبط من عزائمنا وسنناضل لإعادة الحزب لسكته الصحيحة”.
علة الحزب ليست ولد عباس
وقلل بلعياط من خطوة بعض أعضاء اللجنة المركزية الذين شرعوا في جمع التوقيعات للإطاحة بجمال ولد عباس بالقول أن علة الحزب ليست في شخص ولد عباس بقدر ما هي في الممارسات اللاقانونية والغريبة التي تجذرت في الحزب العتيد وثلة المضلين ورجال المال والأعمال الذين حلوا محل القيادات المؤسسة وهو الأمر الذي قال إنه ينبغي أن يحضى بالأولوية والإهتمام .
زينب بن عزوز