انتقد رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد الرافضين للحوار الوطني، ووصفهم ب”المتطرفين”، و قال أن حزبه اختار أن يكون في طريق ثالث “المعارضة المنطقية”، لا مع المولاة ولا مع المعارضة “المزعومة”، و أكد أن حزبه يرفض إقصاء أي طرف.
و قال بلعيد أمس، خلال تنشيطه ندوة صحفية مشتركة بينه و بين رئيس لجنة الحوار و الوساطة كريم يونس، بمقر حزب جبهة المستقبل بالعاصمة، أن الأحزاب التي قبلت الحوار مع الهيئة ليست منحصرة في أحزاب الموالاة، و أن الجبهة قبلت ذلك و هي ليست من الموالاة بل هي من المعارضة “المنطقية” و ليس من أحزاب المعارضة “المزعومة”، واعتبر بلعيد أن من يرفض الحوار ” متطرف”، وأوضح أنه هنا لا يقصد فقط الأحزاب السياسية، بل الأشخاص أيضا، لان من يرفض منطق الحوار فهو يغلق الباب بين الإنسان و الإنسان الآخر ويرى بلعيد أن الشخص الذي لا يحاور الآخر لا يمكن أن نتعايش معه لان الحوار هو أسمة عمل يقوم به الإنسان و أضاف” نحن نرى أن من يرفض الحوار فهذه مشكلته وفي الأخير نحترم راية لكن نؤكد على عدم الإقصاء”، و أشار في هذا السياق إلى ضرورة عدم إقصاء أي طرف سواء كان من الموالاة أو من المعارضة، لأنهم في الأخير جميعهم جزائريون، و لا بد أن يجلس الجميع على طاولة الحوار. وشدد بلعيد على ضرورة انتهاج الحوار كحل للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد و التعجيل في تشكيل الهيئة التي تشرف على الانتخابات الرئاسيات لتنظيم في اقرب الآجال. و قال بلعي دان حزبه يفتح أبوابه أمام الجميع دون تمييز أو إقصاء ومن كل التيارات و الجمعيات و المنظمات و الأحزاب السياسية، و أكد أن حزبه قبل التحاور مع لجنة الحوار و الوساطة لأنها لجنة تعمل كوسيط بين الجميع و تبحث عن الحل للخروج من الأزمة التي نعيشها. ودعا بلعيد الجميع للتشارك في إيجاد هذا الحل عن طريق الحوار و في رده على سؤال حول رأيه في “تقسيم الساحة السياسية اليوم”، قال بلعيد ” نحن ضد سياسية الإقصاء ، و هناك البعض يتحايل في مواقفهم، و هناك أحزاب كانت مع التمديد و اليوم أصبحت مع المعارضة، أنا ندافع على مبدأ و ليس على فترة معينة لذلك نحن مع عدم إقصاء أي طرف”. ورد بلعيد على الذين انتقدوا حزبه لقبوله الدعوة التي وجهت له من قبل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، فيما سبق للتحاور، و لقبوله دعوة لجنة الحوار بالقول” كيف لا أتناقش مع رئيس الدولة و هو الذي وضعه الدستور و كيف لا أحاور اللجنة التي جاءت للبحث عن الحل للخروج من الأزمة، نحن مع المعارضة المنطقية لذلك كنا في طريق ثالث لا مع الموالاة و لا مع المعارضة المزعومة”.
كريم يونس نحن مع خيارات الشعب ولن نقصي أي طرف
من جانبه، أكد منسق لجنة الوساطة والحوار، كريم يونس، أن الهيئة تعرضت للهجومات والعداوة، ولكنها ستواصل عملها رغم كل الظروف، حتى تخرج البلاد من الأزمة السياسية.
وأكد ذات المتحدث، خلال ندوة صحفية جمعت اللجنة مع حزب جبهة المستقبل، أن الهيئة مع قرارات الشعب، وأن كان الشعب يريد تغيير الحكومة، فاللجنة أيضا تريد تغييرها، فاللجنة مع الشعب ، وأضاف كريم يونس أن ” الشعب والأحزاب تريد تغيير الحكومة ونحن لسنا ضد الشعب”
وأضاف ذات المتحدث أن ضمير أعضاء اللجنة ، يقودهم للعمل من اجل إخراج البلاد من الأزمة، حيث يجب عليهم العمل على تغيير ما يطالب به الشعب حتى تتحسن الأوضاع في البلاد، والحوار يكون مع كل الشخصيات والفاعلين والنشطاء للوصول إلى حل الأزمة ، مشيرا أنه في الأيام القادمة ستشرع لجنة الحوار والوساطة في رزنامة من اللقاءات ت مع كل الأحزاب والجمعيات .
وعاد كريم يونس للتذكير بالشروط التي وضعتها اللجنة اثناء لقاءها مع رئيس الدولة عبد القادر بن صالح المتعلقة باطلاق سراح من تم ايقافهم بسبب حملهم العلم الامازيغي في المظاهرات الشعبية، وتحرير العاصمة للتظاهر فيها، و عدم التعامل بعنف مع المتظاهرين.
و في رده على سؤال حول لقاء أعضاء هيئة الحوار و الوساطة مع جماعة الدعوة و التبليغ، رد بالقول:”ابوابنا مفتوحة للجميع ولما يأتوننا أشخاص لا نمنع التحاور معهم لأنهم في الأخير جزائريين و سياسية عدم الإقصاء هي سياستنا “.
هكذا تدخل حزبي الأرندي والأفلان
قال عضو اللجنة السياسية بالهيئة الوطنية للوساطة والحوار، سليمان بن عيسى، أنه يمكن لحزبي الأردني، والآفلان، أن يشاركوا في الحوار كمواطنين، حيث يظهر موقفهم تجاه المسؤولين الرئيسيين لهؤلاء الاحزاب.
وأوضح سليمان بن عيسى، في تصريح للنهار، أن موقفهم واضح تجاه المسؤولين الرئيسيين لهؤلاء الأحزاب، حيث أشار المتحدث، أن اللجنة لديها عدة لقاءات مع كل الأحزاب، للإستماع إلى انشغالهم وننظر في رغباتهم، وقال بن عيسى،” إنه ليس لديهم خيار إما الذهاب إلى العنف أو البقاء في السلمية، وهو الخيار الأفضل.
وفي نفس السياق، أكد نفس المتحدث أن الشعب الجزائري أعطى مثال للعالم، متمنيا أن يبقى الحال في هذا المنوال، من أجل سلامة الوطن ومسالك الحراك الشعبي.
هيئة كريم يونس تلتقي بن فليس
وفي نفس السياق، كشف الناطق الرسمي باسم هيئة الحوار والوساطة، جمال كاركادان، بأن أعضاء الهيئة سيتنقلون اليوم في مقر حزب طلائع الحريات، للاجتماع مع رئيس الحزب علي بن فليس، وهذا في إطار جولات التشاورية للهيئة مع الأحزاب السياسية.
هذا وباشرت الهيئة عملها بعدما دعت الأحزاب السياسية من اجل التشاور معها فيما يتعلق بالحوار الوطني الذي دعا إليه عبد القادر بن صالح، ويعتبر لقاء حزب طلائع الحريات هو ثاني لقاء لأعضاء الهيئة مع التشكيلات السياسية الحزبية بعد لقاء حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد.
هيئة الحوار تثمن موقف أعيان عشائر واد ميزاب
من جهة أخرى، ثمنت الهيئـة الوطنية للوساطة والحوار، الأمس، موقف مجلـس الشيخ، بن عبد الرحمن الكرثي، الهيئـة العليا لأعيان عشـائر واد ميـزاب، ولايـة غرداية، الداعم لمسار الحوار كإطار حضاري للخروج من الأزمـة السياسية التي تمر بها البلاد.
وأكدت لجنة الوطنية للحوار والوساطة أن موقف مجلس الشيخ بن عبد الرحمان الكرثي ، يبين خارطة طريق لتجسيد التطلعات المشروعة للحراك الوطني الشعبي، والذي يعلق هذا الأخير أهمية كبيرة على اتخاذ التدابير اللازمة تعمل على تهدئة الوضع لتهيئة الظروف الملائمة للانخراط الواسع للمجتمع المدني والأحزاب السياسية لنجاح الحوار والوصول إلى حل توافقي.
أميرة أمكيدش