ردّ النّاخب الوطني جمال بلماضي على الاتهامات التي وجهت له من طرف الإعلام الكاميروني، وكذلك على رئيس اتحاد الكرة المحلي صامويل إيتو، الذي كان قد أعلن استعداده اللجوء إلى لجنة الأخلاقيات في “الفيفا” بسبب تصريحات سابقة لمدرب “الخضر” ضد الحكم الغامبي باكاري غاساما، فيما كشف عن موقفه من قضية إعادة المواجهة والشكوى التي رفعتها الاتحادية الجزائرية للعبة لدى “الفيفا”. وكان بلماضي فتح النار على الغامبي بكاري غاساما حكم مباراة “الخضر” والكاميرون، في إياب الدور الفاصل بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022، وخلال مقطع فيديو مدته نحو 40 دقيقة كاملة، انفجر بلماضي في وجه الحكم المثير للجدل، مشيرا إلى أنه “لعب دورا كبيرا في خسارة الجزائر”. وتحدث بلماضي لإذاعة “أر. إم. سي” الفرنسية، أول أمس الإثنين، بقوله: “كان هناك احتمال لاستقالتي بعد الفشل في التأهل إلى كأس العالم، وكشفت للجميع أنني لم أحقق هدفا، لكن إلى جانب ذلك هناك شعب كامل يحب فريقه الوطني، وما يربطني به هو عقد أخلاقي، وسمعت صوت شعب كامل يطالبني بالبقاء”. وأضاف جمال بلماضي: “لقد مرت 4 سنوات من العمل. الهدف؟ كان كأس العالم 2022، رؤية الأشياء تختفي من تحت أنفك في الثواني الأخيرة من الصعب أن تتجرعها، ولكننا سننهض من جديد، أنا واثق من ذلك”. وأردف: “التصريحات التي أثارت جدلا في حواري مع موقع الاتحاد الجزائري هي 3 دقائق من أصل 50 دقيقة، في بعض الأحيان عليك إظهار المزيد من الأخلاقيات الصحافية، وتجنب إخراج الكلمات عن سياقها، فقد يؤدي ذلك إلى الغموض أو سوء الفهم”. ووجه بلماضي رسالة أخرى لصامويل إيتو أسطورة الكرة الأفريقية ورئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، قائلا: “لم أتحدث إطلاقا عن الكاميرون ولا عن صامويل إيتو في تصريحاتي لموقع الاتحاد الجزائري، ولم أفهم إطلاقا ردة الفعل من الجانب الكاميروني. ما قلته عن غاساما تم تحريفه عن سياقه، نعم لم أتقبل أن أشاهده مرتاحا، ورغم حديثي عن عدة أمور مهمة في ساعة من الزمن، البعض فضل التركيز على ثلاث دقائق تم تحريف سياقها”.
انتقد بشدة موقف مبوما وفتح النار على الحكم الفرنسي شابرون
ولم يتوقف بلماضي عند هذا الحد، ووجه انتقادات وصفها مراقبون بـ”اللاذعة” لنجم منتخب الكاميرون السابق، باتريك مبوما، الذي هاجمه بعد تصريحاته الأخيرة من منابر إعلامية فرنسية، وقال بهذا الخصوص: “عندما يقول باتريك مبوما إنه ليس لدينا أفضل اللاعبين أو أفضل المدربين في إفريقيا، لا يمكنني أن أتفق معه، لقد نشأت معه في باريس سان جيرمان وهو يعرفني عن ظهر قلب”. وتابع”: “لم أتحدث أبدا عن الكاميرون (في الحوار) ولم أتحدث عن صامويل إيتو. لم أفهم رد الفعل هذا، لدي انطباع عن أن مبوما نفذ بعض الإملاءات”، قبل أن يسخر من اتهامه بالعنصرية، قائلا: “اتهامي بالعنصرية هذا هو أفضل شيء في الموضوع”، وشدد: “أنا إفريقي وجزائري أصيل ولدي ثقافة فرنسية لأنني ولدت في فرنسا، لذا لا يمكن الحديث عني بهراء تنفيذا لأجندة وإملاءات معينة”. ووجه بلماضي سهام انتقاداته للحكم الدولي الفرنسي السابق توني شابرون، دون تسميته، بعد أن وصفه الأخير بـ”المسكين” و”البائس”، قائلا: “عندما يذهب كمال شافني (لاعب نادي أوكسير الفرنسي السابق والدولي المغربي السابق) ليشتكي لهذا الحكم من تعرضه لعبارات عنصرية، كان من المفترض أن يستمع إليه ويظهر بعض الإنسانية مثل الإنجليز، لكنه لم يخجل من نفسه وطرده”، قبل أن يؤكد: “إذا كان (الحكم شابرون) قرر الحُكم علي بسبب ذلك، فعليه، بصراحة، أن يزور المستشفى”.
“هذا موقفي من إعادة اللقاء وسأكون مع المنتخب في “كان 2023”
وكشف جمال بلماضي، عن موقفه من شكوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى لجنة الحكام بالاتحاد الدولي للعبة “الفيفا”، بخصوص مباراة الكاميرون، والمتضمنة ملفا ثقيلا بخصوص الحكم الغامبي باكاري غاساما. ورد بلماضي على سؤال متعلق برأيه لفرص إعادة المباراة أمام الكاميرون، وذلك بقوله: “شكوى الجزائر؟ أهم شيء بالنسبة لي هو أن يتم احترامنا للأبد ونرد الاعتبار”، مضيفا: “وأن نضمن عدم حدوث ذلك (الظلم التحكيمي) مرة أخرى. العديد من المنتخبات (الأفريقية) تقاسمنا الفكرة نفسها، لكن لا يمكنها الحديث”، وزاد: “لقد قدمنا ملفا ثقيلا والتحقيق لا زال جاريا”. ولم يفوت بلماضي الفرصة أيضا للحديث عن مستقبله مع المنتخب، ومسألة تمديد عقده الذي ينتهي شهر ديسمبر المقبل، وقال: “لم أمدد عقدي مع الاتحاد الجزائري. إنه ليس عقدا مغلقا بل هو عقد أخلاقي”، مضيفا: “سنقوم بالأشياء المطلوبة حتى لا أكون مرتبطا بعقد قانوني”. وطمأن بلماضي الجماهير الجزائرية بقوله: “سأكون هناك على الأقل حتى بطولة كأس أمم إفريقيا 2023″، وهي البطولة التي ستُقام في كوت ديفوار صيف عام 2023، وهو ما يجعل تمديد عقد بلماضي، بحسب متابعين، مسألة وقت فقط، وهو ما سيمثل فرصة له للنهوض بمنتخب الجزائر مرة أخرى والعودة إلى سكة الانتصارات والإنجازات، وفقا لخبراء.
ع. ب