دعا وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي الرافضين إلى الانضمام للحوار الوطني الذي تقوده هيئة الحوار و الوساطة إلى عدم إدارة ظهورهم لهذا المسعى لأنهم بذلك “يقعون في خطا بحق الغير”، و اعتبر أن من يفعل ذلك فهو “عاجز” و”يخاف من الصندوق لأنهم غير معروفين لدى الشعب”.
وقال الوزير في كلمة له بمناسبة في كلمة ألقاها في الندوة التي نظمت أمس بإذاعة القران الكريم حول أهمية الحوار، أن هذا الأخير هو مبدأ إسلامي حتى مع الخصوم، و أن الله وضع أسس للحوار الذي يجب أن نذهب دائما إليه في كل زمان سواء مع الأسرة أو الأصدقاء أو غيرهم، و قال أن الحوار لا يتم الدعوة إليه فقط في الحالات كالتي نعيشها اليوم في الجزائر، و تساءل الوزير عن الذين يرفضون الدخول في الحوار الذي دعت إليه السلطة، و قال أن “اليوم التكنولوجيا تجعل الناس يتحاورن حتى مع أشخاص بدول أخرى لا يعرفونهم، لكن أن تدعا للحوار ممن تعرف أو ممن عاشرته ثم تديره ظهرك لهذه الدعوات، فهو خطا في حق هؤلاء و أنانية مدمرة وعندية مهلكة ” و أضاف الوزير أن البعض لا يرغب في الذهاب للحوار رغم أن اغلب المجتمع متفق على ضرورة الذهاب إليه، وذلك راجع لكون هؤلاء”يتعالون على الغير ويعتقدون أنهم فقط من هم على صواب وأنهم هم فقط من على حق” و تساءل عن رفض هؤلاء للحوار قائلا”لماذا لا يسمع هؤلاء و يأخذون بالأذلة و يحاولون البحث و عن حل وسط يرضي الجميع”، و قال أن ” الوسطية هي الرجوع إلى طاولة الحوار”، كما استغرب ممن “يملون شروطا من أجل الجلوس على طاولة الحوار”، حيث اعتبر أنه يمكن لأي متحاور أن يقدم إضافة، و”نريد أن نشارك الجميع في الحوار طلبة، أستاذة أحزاب، أكادميين..”
ودافع الوزير عن هيئة كريم يونس، و قال أنها وسيط بين الطرفين وأعضاءها أشخاص جاءوا من رحم الشعب أرادوا إطفاء النار و إخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها، و اعتبر أن “من يخاف من الحوار هو شخص عاجز عن تقديم البرهان و الحجة”.
وانتقد بلمهدي البعض ممن يرفضون الحوار و” الذين يروجون لبعض المصطلحات التي هم لا يفقهونها كالعصيان المدني..التمرد على الدستور و على الدولة”، و قال أن الرفض له معنيان :أما أن من يرفض يرى نفسه أعلى وأفضل ممن يدعوه للحوار أو أما انه يريد الطعن في الآخر وهذان غير مقبولان لان الإسلام يأمر بان نعطي ابسط مخلوق على الأرض مكانته” .
و قال بلمهدي أنه لا يجب أن ننقص من المجهودات التي تبدلها الدولة و الجيش و الشعب المسالم، و أشار إلى أن الحوار هو مطلب الدولة و الشعب، إلا أن هناك عوائق نحاول إزالتها وذلك عن طريق الحكمة حتى نذهب إلى تنظيم رئاسيات و اختيار رئيس الجمهورية.” و قال أن من يريد أن يقدم إضافة فهو مرحب به لكن من يريد التهديم و إعادة البلاد إلى التصادم وزرع الفتنة فيجب التصدي له.
رابحي: “الحوار أصبح أولوية تفرضه الظروف الحالية”
من جانبه قال وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة حسان رابحي، خلال كلمة ألقاها بإذاعة القران الكريم، بأن الحوار أصبح أولوية في بلادنا تفرضه الظروف الحالية وهو ما يستدعي التقارب في الأفكار والرؤى بعيدا عن ثقافة الإلغاء و الإقصاء، و أضاف أن “عمل الدولة منصب حول ضرورة التحاور والاتصال من خلال تكثيف التشاور عبر مختلف القطاعات والاستماع إلى كل مكونات المجتمع بغية إيجاد مخارج للازمة التي لا نختلف في تأثيرها على راهن الجزائر من كل النواحي ” .
وقال أنه من الضروري إرساء “حوار يلتقي فيه الجميع من أجل المصلحة العليا بلا حسابات ضيقة ومصالح خاصة تجتمع فيه الأفكار سيما في ظل رعاية مؤسسة الجيش الوطني الشعبي وما توليه قيادته من حرص كبير ومن يقظة فائقة لتفويت الفرص على من لا يريدون خيرا للشعب “.وواصل القول أن حرص ويقظة الجيش وقيادتها نابع من “مرجعيتها النوفمبرية الأصيلة والثابتة وإيمانا منها بالضرورة الملحة للقطيعة مع كل ما من شأنه الضرر والمساس بحرمة البلاد وبمناعة مؤسساتها السيادية”، ونوه الوزير بأعضاء لجنة الوساطة .
غلام الله: “من يرفضون الحوار يريدون المساس بمكونات الأمة”
من جانبه، قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله في كلمة ألقاها في الندوة المنظمة من طرف إذاعة القران الكريم حول أهمية الحوار، أنه يجب على المتحاورين أن يتفقوا أولا حول ماذا سيتحاورون خصوصا وأن كل طرف لديه تصور يتمسك به ويريد جر الآخرين إليه ، و أضاف أن الجزائر قوة اجتماعية اقتصادية لها جذور تاريخية و لها مكونات وهذه المكنونات لا ينبغي أن تكون محل خلاف، و التحاور يجب أن يكون حول كيفية ترسيخها و ليس إنقاص عنصر منها أو تغييرها .
و يرى غلام الله أن من يرفضون الحوار لا يريدون هذه المكنونات إنما يرغبون بتغير بعض عناصر أو تغييرها، وهذه ليست قضية حوار بل قضية تفكك.
ووجه غلام الله كلامه إلى ” الشباب المثقف الذين يقودون هذا الحوار سواء عبر وسائل الإعلام أو عن طريق المواقع التواصل الاجتماعي” قائلا:”..كلنا ينهل من منهل، مناهلنا مختلفة لكن بالعقل نهتدي إلى هذه المكونات الأساسية التي إذا اختل عنصر منها ذهبت الجزائر..تلك المكونات هي كينونة الأمة…..نحن مسؤولون على الفترة اللي نعيشها ولا يحق لنا أن نحكم على فترة الأجيال القادمة وأن نخرجهم من هذه المكونات…..” و أضاف” يجب أن نختار من هذه المناهل الشيء الحسن منها وان لا نأخذ منها ما يخالف مكونات الأمة”.
كما وجه غلام الله نداء إلى الإعلاميين الذين يشاركون في الحوار و يستدعون المتحاورين إلى موائدهم قائلا:..الإعلامي مثل الإمام يحمل صفات الأمة ..يدافع عن الأمة و يبحث عن الطرق التي تساعد على تثبيت أسس التي بنيت عليه الأمة، ولا اعتقد أن من سلك طريق آخر أنه وجد الطريق”
و قال أن عدم المشاركة في إيجاد حل للأزمة ليس في صالحنا بل في صالح الذين يريدون أن تبقى القوة الاقتصادية و الاجتماعية في الجزائر معطلة لأن هذا التعطيل يضعف مكونات الأمة وهم ينتظرون الوقت الذي تنهار فيه الدولة” يقول غلام الذي شدد على أن” ذلك لن يحدث ” و أشاد غلام بهيئة الحوار و الوساطة و قال أنها تتشكل من” أبناء الأمة الطيبين سيشرفون على هذه المرحلة و سنذهب إلى انتخاب رئيس للجمهورية” .
رزيقة.خ