– قرابة 8 آلاف شخص يخضعون لهذا العلاج
– سينتج هذا الدواء بمصنع بالأخضرية
كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، أن الجزائر تعيش “وضعية استقرار” فيما يتعلق وباء “كورونا” في ظل انخفاض عدد الوفيات وأن الأمور متحكم فيها بفضل تسخير وتجنيد كافة الإمكانيات المادية والبشرية، غير أن هذا لم يمنعه من القول إن مرحلة القلق “لا تزال قائمة” رغم الأمور الإيجابية المسجلة إلى غاية اليوم.
وقال بن بوزيد أمس، في تصريحات له للقناة الإذاعية الأولى “لا بد على المواطنين أن يعلموا أنه ما زالنا سنعيش مع هذا الوباء و الطريق طويلة لأنه لا أحد يعلم متى ينتهي وحتى إن وصلنا لذلك لا أحد يعرف إن كنا سنواجه موجة ثانية من هذا الوباء العالمي”.
ورفض الوزير في السياق ذاته، التشكيك في أرقام وعمل لجنة متابعة تطور فيروس “كورونا”، مؤكدا أنها تعمل في شفافية وترصد الوضع القائم كما هو بمعطياته وأرقامه دون إخفاء أي شيء، وأبرز أنه لا معنى من التشكيك، وذكر: “لجنة متابعة فيروس تعمل في شفافية تامة وتعطي عدد المصابين والوفيات بشفافية أيضا وهي أرقام حقيقية وليس لدينا ما نخفيه ولا مصلحة لنا من تبني ذلك”، مشيرا أن التشكيك وصل حتى قول البعض إن هذا الفيروس غير موجود بالمرّة، وقال: “أقرأ وأسمع البعض يقولون أن “كورونا ما كاش منها” فلو كانت في الجزائر فقط، ممكن البعض يعطيها تأويلات ولكن هذا وباء عالمي تتخبط فيه كل الدول ويحصد الآلاف يوميا وبالتالي هناك أقلية لو تعطيها كل المعطيات ستشك والحمد لله أنها أقلية”.
وأكد بن بوزيد أن علاج الكلوروكين أثبت نجاعته وأن الجزائر كانت السباقة لاعتماده و ساهم بشكل كبير في النتائج الإيجابية المسجلة اليوم والتحكم في هذا الوباء العالمي وذكر: “كنا من السباقين لتبني بروتوكول العلاج الكلوروكين و نحصي 8 آلاف مصاب بفيروس كورونا خاضع لهذا العلاج الذي أثبت نجاعته وفعاليته وكل المؤشرات مشجعة ومرضية جدا واستطعنا التحكم في هذا الوباء العالمي والتقليل من عدد الوفيات وهو الأمر الذي أشادت به منظمة الصحة العالمية “، وأضاف: “لدينا مخزون كافي واستوردنا المادة الأولية من الهند وسينتج في الأخضرية بولاية البويرة”.
وأفاد ذات المسؤول، أن يتم الإعلان عن إجبارية ارتداء المواطنين للكمامة وتصبح مثل حزام الأمان السيارة، وأوضح: “صحيح لا نتوفر على عدد كبير من الكمامات لتوزيعها على المواطنين والأولوية فيها للأطباء غير أنه بإمكان صنعها في المنزل ولا اختلاف بين الاثنين المهم هو الحماية من هذا الفيروس الذي ينتقل عبر الهواء وهي وسيلة حماية أساسية وأتمنى أن يصبح ارتداؤها إجباريا كحزام أمان السيارة”.
وربط بن بوزيد ارتفاع عدد حالات المصابين في الآونة الأخيرة والذي ربطه البعض بالسماح باستئناف بعض الأنشطة التجارية في شهر رمضان ودفعت المواطنين لخرق التدابير الوقائية الخاصة بأن الأمر له علاقة بارتفاع عدد حالات الكشف سيما مع دخول العديد من مراكز التحاليل وملحقات “باستور” في بعض الولايات حيز الخدمة بعدما كان الضغط كله على معهد باستور، وأشار في السياق ذاته إلى أن الجميع مطالب بالتجند والإلتزام بالإجراءات الوقائية وأن الأمور متحكم فيها و الأرقام مرضية ومن غير المعقول أن نفسد الأمر ونتجاوز النتائج الإيجابية التي وصلنا لها – على حد تعبيره-.
ورد المسؤول الأول على الفرضيات التي كانت قد طرحت في السابق من أن الوباء سينتهي في الصيف وأن هذا الفيروس يموت عند حرارة 27 بالمائة، قائلا: “هذه كانت فرضية ولا تزال فرضية ولو كانت صحيحة فبماذا نفسر ارتفاع عدد المصابين بهذا الفيروس في السعودية مثلا والإمارات والتي تم تسجيل عدد حالات معتبرة بالرغم من أن درجة الحرارة عندهم عالية ولا بد على المواطنين أن يعلموا أنه مازال سنعيش مع هذا الوباء والطريق طويلة لأنه لا أحد يعلم متى ينتهي وحتى إن وصلنا لذلك لا أحد لا يعرف إن كنا سنواجه موجة ثانية من هذا الوباء العالمي”.
إمكانية استئناف إجراء العمليات الجراحية بعد تعليقها بسبب “كورونا”
كما كشف بن بوزيد عن إمكانية استئناف إجراء العمليات الجراحية بعد التعليق بسبب “كورونا”، مشيرا إلى أن الأمور واضحة اليوم فالمستشفيات أو المراكز الخاصة بمعالجة المصابين من كورونا معروفة والأمور متحكم فيها وهناك مستشفيات وعيادات غير معنية بإمكانها الإستئناف، حيث قال في هذا الخصوص “دفعنا الخوف من هذا الوباء العالمي في البداية لتعليق إجراء العمليات الجراحية وأصدرنا تعليمات بالتجند الجميع لمجابهة هذا الوباء العالمي غير أنه وبعد التحكم في الأمور ووضعية الإستقرار الحالية فهناك مستشفيات وعيادات وأقسام غير معنية بالتكفل ومعالجة المصابين بفيروس كورونا لذا من الممكن أن تعطي تعليمات لاستئناف إجراء العمليات الجراحية في ظل اتباع الإجراءات الوقائية”.
العلاوة الإستثنائية ستذهب لمستحقيها فقط
وعاد المسؤول الأول على قطاع الصحة للحديث عن العلاوة الاستثنائية التي أقرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لفائدة عمال الصحة ممن يتواجدون في الصفوف الأولى في مجابهة فيروس “كورونا” بالتأكيد على أن هذه الأخيرة لن يستفيد منها الجميع وإنما من كانوا فقط في مواجهة مباشرة مع هذا الوباء العالمي، معتبرا أن الجدل الذي أثارته هذه العلاوة كان صادرا من أقلية فقط وأن الأمور بدأت تعود لنصابها، وقال: “صحيح أن الإعلان عن هذه العلاوة الإستثنائية التي أقرها رئيس الجمهورية صاحبها جدل كبير في البداية وهو صادر من أقلية فقط غير أن هناك تفهم كبير الآن لأنه من غير المعقول أن يستفيد الجميع من هذه المنحة والتي ستذهب لمن كانوا في الصفوف الأولى من أسلاك الصحة فقط وذلك بناء على قوائم يعدها مدراء المستشفيات وهؤلاء مطالبون بالضمير المهني والشفافية في هذه العملية”، وتابع: “وسعنا المعنين بالإستفادة من هذه العلاوة الاستثنائية ممن كانوا في الصفوف الأولى من القابلات والبيولوجيين والنفسانيين فالحقوق محفوظة لكل من كانوا في المقدمة في مجابهة هذا الفيروس وعلينا التخلي عن السياسات والممارسات السابقة ونترك هذه المنحة تذهب لأصحابها الحقيقيين”.
اعتماد الرقمنة في مواعيد علاج مرضى السرطان
و تطرق الوزير بن بوزيد لمرض السرطان والذي قال إنه من أولويات رئيس الجمهورية وتم تكليفه شخصيا بالتكفل بهذا الملف غير أن وباء “كورونا” أوقف الأمور نوعا ما، وكشف بالموازاة مع ذلك أن الجزائر تتوفر على مراكز علاج هذا المرض في عديد الولايات و مجهزة بأعلى التقنيات إلا أن النتائج على أرض الواقع غير مرضية ولا تزال المواعيد البعيد الإشكال المؤرق للمرضى لاسيما ما تعلق بالأشعة والتي قد تصل إلى 8 أشهر على مستوى البليدة والجزائر العاصمة، في الوقت أن المشكل غير مطروح – على حد تعبيره- في أدرار والذي يتم التكفل بالمريض في الوقت وهو الأمر الذي دفعه للقول إنه سيتم رقمنة ملفات المرضى ومعها المواعيد وسيكون للمريض بإمكانه الحصول على مواعيد علاج قريبة في كافة المراكز في الولايات التي تتوفر فيها مراكز العلاج وتترك الحرية للمريض في اختيار أقرب موعد علاج مع تبني الرقمنة. وأشار بن بوزيد إلى أن وباء “كورونا” والذي جُندت له كافة الإمكانيات البشرية والمادية لمواجهته لم ينس وزارة الصحة مهامها الأخرى لاسيما ما تعلق بوضع استراتيجية خاصة لمحاربة الأمراض المتنقلة في فصل الصيف، بحيث أكد في هذا الصدد أن الوزارة عقدت اجتماعا مركزيا مع مديريات الوقاية للانطلاق في حملة لمحاربة هذه الأمراض المتنقلة في فصل الصيف عبر الماء وحتى لدغات العقارب في بعض الولايات، وقال: “هذا الوباء لم ينسنا مهامنا الأخرى سيما ونحن مقبلون على فصل الصيف والذي تكثر فيه بعض الأمراض المتنقلة عبر الماء مثلا ولدغات العقارب في الولايات الجنوبية عقدنا اجتماعا في هذا الخصوص وسننطلق في عملية التحسيس”.
زينب بن عزوز